الاديب العلامة المرحوم ضياء الدين الخاقاني (1933 – 2008)
شبابُ هواكَ يورقُ لي شبابي … ونورُ هداك يقدحُ لي شهابي
وفيضُ علاكَ يوقضُ كلَّ عينٍ … ويفتحُ للتيقن ألفَ بابِ
و كان جهادُك المشهود ديناً … تراودُه الحقيقة باكتسابِ
سلكتُ به الطريقَ الى المعالي … ولمْ أخدعْ بزائفةِ السراب
فاطلعَ كلَّ بارقةٍ يراعي … ولملمَ كلَّ شاردةٍ كتابي
وعبّدتُ الجذور أباً وصنواً … سكبتُ على مذاقهما شرابي
أبٌ غذى بنيهِ هدىً وتقوى … فخرْتُ بهِ وطاب له انتسابي
وخيرُ أخ جمعت على يديه … شوارد ما طلبتُ من الرغاب
تكفلها فأثمرَ كلّ غصن … وأينعت المرابع والروابي
وأعذقت البنين فلي شهيدٌ … وآخر عاشقٌ لأبي ترابِ
وأحلامٌ نمت في الرحل لكن … شموخ الدين فاق على التراب
عشائر حِمْيَر خاقان تنمي … بحبِّكُمُ بلادا للصوابِ
ابا الحسنين لولا ما حباني … هواك لما انتصرْتُ على عذابي
ولكني ارتديتُ هواكَ درعاً … نهضت به على قمم الصعابِ
فأيقض لي مشاعرَ كنتُ أغفو … على عتباتِ عالمها الرحابِ
مشاعر حبّك القدسيّ تسمو … فلا تدنو لها كفّ ارتيابي
حياتي يا أبا الحسنين روضٌ … زكيُّ الورد مزهوُ الاهابِ
حياة قد أغاض الصبحُ فيها … تلبّدها على ليل اغترابِ
فلم تبسمْ بوجه مدلليها … ولم تهنأ بصحو واصطحابِ
تسدّ عيون نرجسها بظفر … وتعصرُ قلبها الدامي بنابِ
أبا الحسنين لولا أنّ قلبي … حواك عقيدة لغفا لِما بي
و كنتُ أروم نيلَ الشمس جهداً … فابعدني بأكثر من حجابِ
أبا الحسنين أوردنا المنايا … زمانٌ ضمّ كلَّ عم وعابِ
فاصبح لا يليق بمن تسامى … عن السقطاتِ مجتمعُ الذئابِ
ولم تعدِ الحياة لمن كساها … عن الآثام غالية الثيابِ
أبا الحسنين اِنَّ الشرَّ يقوى … بعزمةِ هادم وصدى غرابِ
أفضْ بالعدل ما أبقى التجني … لدينا من تعاليم الكتابِ
وكيف يطيب لي انّي أغني … وأضلاعي تمزّق بانتحابِ
وكيف يلذُ لي نَغمٌ ودوني … مدامعُ لا تكفَّ عن انسكابِ
فخالط ضحكة المسرور دمعي … و شابَ تلألؤ الصبح اكتئابي
فجئتكَ يا أبا الحسنين أرجو … ثبات عقيدتي ومُنى ثوابي
2002م
…………………..
قصيدة: حياتي يا ابا الحسنين روضٌ/ ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني 1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
تقديم العلامة المرحوم الدكتور حسين علي محفوظ