صالح الطائي :
كفاك عِنادْ
فكالمعتادْ
ستبقى أنت الضحية
وتتهم أنك الجلادْ
ارضخ للأمر الواقعْ
ولا تمانعْ
حطم قيودك والقواقعْ
وتحرر من قيد الضنكْ
ومن أوهام الصحوة والشكْ
فانك يا ولدي لست تجيدُ العوم
ولا تجيد القتال ولستَ مصارعْ
***
يا ولدي
أنت فعلٌ مضارعْ
لا ماضٍ لا مستقبلْ
لا تطلب أبداً لا تتدللْ
واعرف حجمك جيداً
فأنت يا ولدي مشروع استشهادْ
مهما تغيرتِ الأسماءُ والأشكالْ
وتنافرت وتشابكت وتقاطعت النصالْ
واهتزت الكراسي وترنح (النواسي)
“وتعطلت لغة الكلام”
ستبقى ممدود الرقبة بتحدٍ وعنادْ
وتبقى يا ولدي ضحية اضطهادْ
وتبقى منتظراً سكين الجلادْ
ذاك المأفون القوادْ
فأنت يا ولدي أضحية كل الأعيادْ
في كل عصور هذه البلادْ
وأنت يا ولدي في شرعهم مجنونْ
وكأنك لم تذبح للمرة المليونْ
***
يا ولدي
مهما تغيرتِ المناصب والرتبْ
لن تطولَ سلة ولا عِنبْ
ستبقى عيونك ترنو نحو المجهولْ
تفغر فاهك كالمخبولْ
تزفك الصنوج والطبولْ
يلفك الذبولْ
أيامك المحولْ
و” ترقص مذبوحاً من الألمْ ”
والراقصون يرفلون بالنعمْ
وستبقى يا ولدي
ميدانا للتدريب
وقارورة مختبر التجريب
يهزها الغريب والقريب
يشتمها الصديق والعدو
يَغزون عقر دارها
ويسلبوا خمارها
ويطفئون نارها
ويسرقوا دثارها
***
يا ولدي
في كل الأزمانْ
كنت أنت القربان
إما مذبوحا تتراقص
أو مودعا خلف القضبان
أو مسافرا عبر أزمان الغربة
تعصرك الإحن .. تلوكك المحن
فمتى تشعر أنك إنسانْ؟!