رمزي عقراوي :
(( علي فرزات – صُراخ الكاريكاتير الصّامت ))
(( علي فرزات – يهزّ عرشَ الاستبداد ! ))
== والى فنان الكاريكاتير العراقي الشهيد المغدور //أحمد الربيعي // الذي مات في
(أربيل) كمدا وغيضا —-؟!
—————
أيها الإنسانُ – الفنانْ …
ها أنت تسبحُ في دمائكَ على قارعة الطريق !
وأنت تخطو وئيدا نحو دروب الحرية …
بقلبٍ مشبوب …
وقد أغفت بصدرك باقة أزهار
تتحسس منذ الصباح الباكر
ما أبقت أيام الذلّ الجائر
على وجهكَ المكدود
وعلى خديك من الألم الممدود !
* *
يا فنان الكاريكاتير
يا علي فرزات…
يا وارث ناجي العلي …
والشاعر/أحمد مطر—
ما زال عالمنا كئيبا ما زال
وأنت تصعد سلم العذاب والأهوال
لا تملك من دنياك غير الآمال ؟!
وتحكي للناس في رسومك ما صنعه الطغام ؟!
ونحن نتراوح في أماكننا مغلولي الأقدام
ليس لنا غير الأحلام ؟!
فلنتاجى …
ولنتحسس ما ابقت السنين الذليلة !
يا أيها الانسان …الشاعر — الفنان
لان الظروف عليله …
فسيولدُ منها الرعبُ و الظلام !
* *
تلاصقت بإسفلت الشارع قرب المطار
وقلبك ظلّ يتوهج ضد الظلمة !
فعانقت الموت …
من سدنة الكذب والخنوع
وأصبحت ضحية للأمة !
أبدا لن نجني من الطغاة غير الغمة !
* *
مددت كفيك الجميلتين …
مددت كفيك المخيفتين !
إلى الجلادين الذين كسروا (غدرا)
أصابع اليدين …
للمسرعين الخطو نحو الخبز والحكمة !
* *
أيها الوطن …قل لنا … أمات علي فرزات ؟!
أما زال ومض منه يفرش مقلتيه ؟!
كسروا أصابعه النحيلة
قصوا جدائله الطويلة
قطعوا أنفاسه كالنغم الأخير …
من عازف وفد النعاس عليه في الليل الأثير !
وتلك جبهته النبيلة !
تلمع بيضاء على أفق الوطن
* *
قل أمات علي فرزات ؟!
وغدونا بلا نور في الحياة !
أرادوا أن يموت فناننا الكبير
في الصمت … بلا ضمير !
كأنه نغم خطير …
وسألت هل مات الأمل الأخير
اجل ! سأبكيه بل سنبكيه معا بضمير
هذا الفنان هو ابن القرى الداميات العاريات
هو فرحتنا وخلاصنا من الطغاة …
فأسكنه يا وطني المعذب …
في صدرك كي ينام …
ووسده بقلبك الكبير
واسقيه من فنه بدمك النضير
واجعل مكانه بين الضلوع
وأنر هدبك عليه بالشموع !
* *
أدعو الله العلي القدير
أن يشفيك …
وان لا يسامح أعدائك !
فكل ما يعيش في الوطن اجرد كئيب
وقلبك كسير …
وجسمك مغلل إلى تخت صغير
وبالجراح والآلام ليلك غريب !
فلابد أن يموت الطغاة بغيظهم في عام الوباء
صدقني حين أصيب
فرزات الإباء
فاح منه ريح طيب !
وطارت أخباره …
عبر الفضائيات التي ضجت بالدعاء والنحيب !
بكيته بجرحه أواصر الصفاء
ما بين قلبي والسماء …
فقد آن للظلم أن يغيب
وقد آن للغريب أن يؤوب !
وللمركب الجانح أن يرسو على شط قريب ؟!
* *
يا فناننا / يا محاربا صلبا وفارسا همام
كل الأنظمة لا تستطيع أن تدوس …
في فؤادك الاقدام
أو أن تُركعك الشبيحة والظلام
كي يذلوا كبرياؤك الرفيع …
حيث كنا نعيش في ربيع الثورات / اي ربيع
وكنا إن بكى الشعب هزنا البكاء
وكنا عندها نحس بالرثاء
للبؤساء …والضعفاء والفقراء !
نود لو نطعمهم من قلبنا الوجيع !
وكنا عندما نرى الحيارى الضائعين
والسائرين في الظلام …
نود لو يحرقنا ضياعهم
نود لهم أن نضئ كالشموع!
وكنا إذا ضحكنا صافيا كالغدير
يفتر عن ظل الشمس وجهنا الوضئ !
* *
ماذا فعلوا للفنان الفارس المقدام ؟!
خلعوا قلبه وولو هاربين بلا زمام !
يا من كسروا لنا قوادم الأحلام
يا من يدل الشعب المسكين
سيره إلى طريق الدمعة البريئة
يا من يدل الشعب المسكين
خطواته على طريق الضحكة البريئة
لكَ السلامْ …
لكَ السلامْ …
لا ليس غيرك من يعيد
لنا ناصعا وجه الوطن
دون ثمن …
دون الربح والخسارة !
أراك نقيا كأنما كبرت خارج الزمن
عندئذ لا نريد منك …
أن تفترق أبدا عن الوطن !
* *
لا تسمع
لا تنظر
لا تلمس
لا تتكلم …
قف ! …
وتعلق في حبل الصمت المبرم
حين فقدنا الأمل !
عبر أجيال الزمن …
نام على وسائد التسلط
شيطان حاقد فاسد لعين !
حين فقدنا جوهر اليقين
نما بيننا جيل من الشياطين
جيل من الشياطين !
* *
تتمنى الطغمة الحاكمة للشعب
الموت / الموت !!!
وتريد منه الصمت / الصمت !!!
لكن ثمة حقيقة تظل في قلب الشعب
توجعه … وتضنيه !!
ذلك ان ما نلقاه لا نبغيه
وما نبغيه لا نلقاه !
وهل يرضيك يا شعبي المسكين
ان تدعوك الحكومة لمائدتها
فلا تلقى غير الجيفة تقطع منك حبل الوتين؟!
لأنها هي التي وهبتنا هذا العذاب
وهذه الآلام …
فهذا النظام …
موبوء كالداء بلا دواء !
تعالى الله على فساد هذا النظام
لا يصلحه شئ …
سوى السقوط والاندثار
والموت الزؤام !
======================= يوم الجمعة
آخر قصيدة كتبتها في نهاية سنة 2011 / رمزي عقراوي / شاعر من كوردستان – العراق