عبد الرزاق الصغير :
…… أي الثامنة إلا قصيدة
منزل تتيرنا و طيورنا الجميلة
صنوبر تنا الجميلة ، الكبيرة المعمرة تركناها البارحة محلها
خلفت في قلوبنا حفرة كبيرة
… … … …
مطر خفيف يبل ضفائر طالبات الثانوية
المسرعات بين المنسحبون إلى الدفء
جمعات
وأنصاف أفراد
الجبال موشحة بالغبش
ساعة البلدية تقبض على السابعة وتسع وخمسون دقيقة
والفقراء من عمال ا
لورشات ، والمومسات ، والمتسول الأكتع الذي يدور من باب لباب
حتى الأشجار التي تحضن الطير ، والتمثال البائس الوحيد ، والنخلات الثلاث
أوت ..
الساعة متوقفة
ترفض مصرة
تأبى إطلاق القصيدة
مزق من قصيد
الأزرق الواقف هناك
لا يومئ و
لا تغلق ذات الخال
نوافذ الحلم
تزوجت وأنجبت بنتين وولد
ولا زال ظلف النافذة موارب
الأزرق لا زال واقفا هناك
لا يمرر يمناه على شعره
ليس له منديل
ولا مزق من قصيد
و لا حيرة وقلق
و لا روح ترفرف مع الطير حوله
صار أطفال الأطفال
يلعبون على العشب النابت بين أصابع رجليه
والظلف لازال موارب
تشرق منه الحفيدة
صبح
على المهيمن هناك …
الأزرق الواقف دون حراك …
عبد الرزاق الصغير
الصباح
1
ها هو الصبح
يخرج من بيوتنا
يتسوق معنا
يزحمنا في الحافلة ونزحمه
يعتذر عندما يدوس على أصابع أرجلنا
يخوض معنا في أحاديثنا الفارغة
في رغباتنا التافهة
يقرأ قصائدنا
يضحك ويبكي
يبزق على الصور المعلقة
والخرفات والوعود الزائفة
وفي المساء يعود إلى قلوبنا
2
يطرق الباب نبيلا خجلا
يغلف عنقه وشاح رمادي أنيق
وتسريحة شعره تطفئ على ابتسامته ألقا
منتظرا
يقف بعيدا
… عفوا
جذبتني رائحة قهوتكم …
3
يحاورني في المقعد
في المصعد
يسألني عن حقوقي في العمل
يمسح عن جبيني حبات العرق
يتغاضى عن الضماد المنزوع عن الجرح
الدمعة الواقفة في الحدق
أشرعة المرار في الحلق
4
يضرب الباب بالعقب
غاضبا يصرخ كسالى
كسالى
ويغادر
5
لا أحد في الموقف
ليست له مطاريه
يتقي رذاذ الثلج والبرد
بقبعة رمادية إيطالية …
6
يمد لها شيئا
تخبئه في صدرها
يبقى في متناول الجميع
ولا تصل إليه يد …
7
ترتب قمصانها الملونة
والبيضاء
القسمات والابتسامات والأسماء
علبة الزينة
الموشحات
القرط والفرشات
الشفر الطويل
والعدسات الملونة
مجموعتها الشعرية
ولا تنسى النظر في المرآة
وسقي القرنفلة و النرجس ..
إلا أنه أتى متجهم داكن الثياب
كأنه لم يمر
دس شيئا في القلب
أرجعت على مرمر كتفيها شالها الرمادي
وفتحت كتابها وخلدت …
8
جلس على الهضبة أسفل الشجرة الوحيدة
كجندي قديم عاشق
أو كراعي يتنظر صهيل الحلم
وضوح الفراشة
دم الأغنية
زرقة الخزامة
حب الرمانة
9
يمشي معي
يعالج قفل قلبي
أرجوه يحتمي معي تحت المطارية
يأبى
أرفع رأسي
سمائه زرقاء
10
يبكي
أبذل كل شيء وقصارى جهدي لإرضائه
تناولني رفيقتي عدة مناديل ورقية
لأمسح دمعي …
11
تفتح كالوردة البيضاء تحت سور أزرق
كنت كالفتى يشرح لي غريبا
إشعاع الملح
في عدم الزرقة
ودم الوردة …
قبض الريح
الغبش ..
الزمن تنهيدة قبل الغروب
وقت سكون العصافير
تحلم بالحبة
القصيدة الكامنة في الغيب
السحر
الكينونة
الشمس اختبت خلف سنبلة كاملة النضج
كالصبية البدوية الخجولة عندما يطرق الباب تختبئ
العجاج
خفت
عطر القرنفل ، الميرمية
رائحة النعناع
المغبة
النبات الشوكي
ذكرى الدربة
الردف و الصنوبر
أزهار الظن
جرعات الحب
ربما
نسيمة كانت تكن بعض قبض الريح
الحُب
تزور أسبوعيا قارئة الورق
تطلب ريحا تدفع الزورق
غياب
تطرق الخيبة
تطرق بإصرار باب قلبي
وعندما لا يفتح الباب
تركله كعزوج نافذة الصبر
وتلكمه متوجعة
تجلس على العتبة الثانية
تنتظر تنظر لحبل الغسيل الفارغ إلا من العصافير
تنظر لعلبة البريد المكتظة بالرسائل
للعش ما بين السياج الحديدي وظلف النافذة المغلق
التفتت و
نظرت للسبيل وسهت حين حملتها الغيمة وغادرت …
كهذا المساء … أي أمسية أدبية
جالسون نشاهد الأفلام الإباحية والحربية
البطولات الأمريكية
نتعاطى النميمة ، رشف الذل المدبلج ، النظرات الحلوة الجميلة
الكسل ، التشاؤم ، النمطية ، الحذر ، المرونة ، الاندفاع الأحمق ، تطبيق عملية الإسفنجة ..
اختلاس اللمحة الخبيثة ..
القمر غائب
وتلك النجمة
طيب أين الحقيقة في إحباطاتنا ؟
النية السليمة في هذا الزكام .. الركام ؟؟؟
وهل وجدت وطنك في تضاريس نفسك
أو نفسك في قلب وطنك … ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم كل هذا محض .. أوهام
عدم اهتمام … ؟؟؟
نجرح القصائد المنشورة
حديثا في الجرائد المغمورة
سواء والمشهورة
المشبوهة
شغلنا ليس المعرفة ، الدرس ، الزراعة ، النقد البناء
بل التعصب ، اللغو ، الإعجاب الجنوني بالغرب
نشيد كثيرا بشوارعهم وذممهم النظيفة فيما بينهم
وحدائقهم ارتقاء العيش عندهم
وفي الأخير
كما زعموا لنا يلقي على مسامعنا شاعرنا الكبير
صاحب الحذاء البارز الأنف العبقري اللامع الإيطالي
والبدلة والقميص البارسي
وغرفة الحمام المصنوعة من النعاس والسيراميك الهند صيني
قصيدته المشهورة
عن التضحية والقيم الوطنية
ولا زلنا لا ندخل
لا نخرج ولا نضع حجرا تحت حجر
نستوضح نجما نضع في الأفق هدفا
لا زلنا من رعاف المحسوبية ، وسل الرشوة
وألف الونزة الحسد
تموت أفكارنا
فكرة
قطرة في غبار أماسينا
نتوه في لا شيء الوطن
الضيّق
كسمسمة في القلب
في القلب خبأت الأنسة الجزائر
هذا الصنف من شقائق النعمان والحشائش المنعدمة اللون
يا إخوة الظن
الدم
الشعر
أطلب منكم الغفران
أطلب منكم الأمان
هذه فقرة ندم
قطرة عدم
غبن و سقط أفعال
هلوسة
غباء
جفاف
نرفزة
دم وندم . دم وندم
بلادي
ثروة
وردة
الخير
الصباح الخير بلادي
استدراك
كامنة في الأقفال مفاتحها
ناضبة العيون
مقفرة الدروب والقلوب
وأصابع العتمة
تفقع أحداق الشمعة
لفيف
نقيق
صفيق رياح
أإستكانة أم كفاح
نباح
ووراء الباب
ترتعش
نوارة بيضاء
تغلوا في السماح
ويلوح بعد لأي قرص
وقوس ارتياح
تنقر الديكة
وتخربش
لا أدري
هل تبحث عن الصباح
أنس يتعلم القراءة وآدم
الثعبان ياء
أو باء
ويصير أن يكون حاء
أو هاء
أو نون
يشير للحمار للقط هذا إنسان
مركبة فضائية
شهاب
ويصير أن يكون شعلة ثقاب
دسر
مطرقة
كوخ
أو ناطحة سحاب
يندهش
دينصور ، فأر ، قط بري ، حصان
يضحك ملئ فمه
هذا مجرد إنسان
صار يقرأ بالمقلوب
الأرض لا تعير لأولادها الشعير والورد
الشيء بالسبب
الشعب صفر اليد
الأزمة
الثنية
التيه
التحديق من خلف الأشياء
البغض ، الخوف ، التوجس
العلى قيد القيد
أو الحياة
يضحك ملئ فمه
ولا حتى لعبة خشبية
هذا شيطان
يخربش جمجمة مقلوبة
يخترقها نصل من الفك
للسطح
رأس النصل مكسور
والقلم أيضا ساح حبره
يصير أن يكون مقتول
…