سوران محمد :
بقدر برودة دم
ضواحي (بودن)
في اقصی الشمال
لا يهدأ القلم..
یتدفق الدم الحار
من داخل وريده
یتمنى حلما سعيدا
لا یستقیظ
بضجيج الرافعة التي
تشتغل في الجانب الآخر
و تبني العمارات
کصمت احجار القبور القدیمة
التي لا تتحرك
لا بغضب الشتاء القارس
و لا بغيظ أیام الصيف الحار.
بقدر ظنون الأعمدة
من الحمامات المهاجرة
ینتظر القلم
لادراك بعض النوم
بعد انتهاء العمال
من وضع كل الطوب
الواحدة على الأخرى
وفي الوقت نفسه:
هم في داخلهم، يحلمون
بکل ما هو
وراء تلك الستائر الوردية
بقدر هدوء ذلك الحجر الممل
المعروض في احدث
متاحف كوبنهاغن
الذي كان في وقت ما
لعبة في أيادي الأطفال
عند أنقاض الابنية المدمرة
و قبل ذاك
كان ينتظر
في مطحنة مهجورة
عودة الطحان
ومع هذا
كان أكثر سعادة حینئذ
لا یرتجف القلم
خوفا من التیتم بموت القصیدة!
مثل هذا الكناري الملتو
مکث بهدوء
تحت رف المكتبة الصغيرة،
لا أي أذن ، صوت، حشد
تنادي للوئام
لا يقلق القلم
عندما تصبح أوراق الكتب
أكياسا لبذور عباد الشمس
أو في أسوأ حالة
تشعل الاوراق النار في نفسها
في نوروز
على القلعة
مثل ذلك الدولفين
الذي سبح من المحيط الأطلسي
تحت كل العبارات :
(اللاتي بدا ركابها سعداء
من الخارج )!
ثم رمى بنفسه في نهر التايمز !
النهر الذي غسلت فیە النوافذ الحديدية
أنفسها من الحسد..
حتى العلماء
لم یفهموا
سر هذا الدولفين
یتثاءب القلم –
بقدر الهدوء والصمت
لكنيسة خالية
داخل غابات كثيفة
حتى الآن و لم یزل
لا طير يحلق في سماء تلك الارجاء
کي یتـأمل ولو لثانية واحدة
في لوحة (الوقت)
لسلفادور دالي المعلقة على الجدار
في هذه الليلة الظلماء
الوقت أسرع من كل شيء
حتى من:
القطار السريع في محطة (فينتيميليا)
و الشيء الوحيد الذي بقی:
هو حلم لطيف
عن الأنهار التائهة الموحلة
قبل وصولها إلى البحر
بلكمة واحدة
تدمر جميع
القلاعات الرملية الصبيانية على الشاطيء
2012
————-
بدأت قبل سبع و عشرين شاعر و کاتب عراقي مغترب، یتأمل بهدوء و یکتب بصمت، رحلته الابداعية *
عاما، لە خمسة مطبوعات شعرية باللغات العربية، الانجليزية،الکردية، حاصل علی دبلوم في الترجمة/ معهد اللغات- لندن.
—