ماقبل قرن اتفاقية سايكس بيكو 1916- 2016م،امرأة عبرت الحدود المصنوعة وحدود المجتمع الذكوري الآسيوي الوسيط، قرن انبجاس وشح ريع نعمة النفط النقمة!.
عادلة خانم زوجة عثمان باشا، زعيم بكزاده الذي عينته الحكومة العثمانية قائمقاماً لمنطقة شهرزور. و بدأت عادلة خانم تدريجياً بتولي السلطة بشكل فعلي حتى عندما كان زوجها على قيد الحياة. عند وفاة عثمان باشا عام 190م بقيت مسيطرة بقوة وأصبحت سلطتها دون منازع حتى وفاتها عام 1924م .
لم تولد عادلة خانم في قبيلة جاف لكنها تنحدر من العائلة الکُردية الحاكمة لإمارة أردلان في إيران عاصمتها (سنندج) المركز الرئيس للثقافة والفنون والأدب في البلاط الکُردي . منتصف القرن 19م ، فقدت الإمارة آخر بقايا الاستقلال وعزل شاه إيران اللکُردية اوحل محلها حاكم معّين من قبل المركز. لكن عائلة نبيلة کُردية أخرى من وزراء حكام أردلان كانت قادرة على الحفاظ على مكانتها. كانت عادلة خانم تنحدر من تلك العائلة من الوزراء كان والدها موظفاً رفيع المستوى في طهران. كانت قبيلة جاف وإمارة أردلان أبرز القوى المحلية على جانبي حدود الإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية وتم عقد العديد من عمليات الزواج السياسية بين العائلتين الرئيسيتين.
كان عثمان باشا قائم مقاماً لشهرزور وأرملاً عندما تزوج من عادلة خانم التي لحقت بزوجها في حلبجة، القرية الرئيسة في ربوع جاف حيث أقامت منزلها وفق الطراز الارستقراطي الفارسي، وهو شيء غير مألوف لنمط الحياة القروية غير المتطورة التي كانت حلبجة قد ألفتها. بعد دعوتها لحرفيين من سنه، بنت عادلة خانم قصرين جميلين في القرية وهو ما لم يكن له نظير حتى في بلدة السليمانية المتغطرسة. كان لديها حدائق مشجرة وفق الطراز الفارسي مما حوّل حلبجة من مكان مغبر كئيب إلى بلدة خضراء جميلة. وأقامت كذلك سوقاً من تصميمها في حلبجة واستدرجت إليها تجاراً من البلدة (الكثير منهم يهود) وبذلك حوّلت حلبجة إلى مركز تجاري هام. بفضل جهود عادلة خانم تجاوزت شهرة حلبجة الحدود. وغيّرت كذلك نمط الحياة اليومية لمحيطها وذلك باستقدامها لخدم من أكراد إيران فقط للترحيب بأي زائر قادم من خارج الحدود. أظهرت حلبجة، وإن على نطاق أضيق، أبهة سنه السابقة.
مدت [السلطات العثمانية] خط تلغراف إلى حلبجة لكي تقوي سلطتها على المكان، ولكن قبيلة جاف رفضت ذلك وقطعت الخط. وأخبرت عادلة خانم الموظفين العثمانيين بألا يقوموا بصيانته وهددت من أن الأسلاك ستُقطع مرة أخرى وبذلك استطاعت أن تُبعد وسيلة الاتصالات المتطورة تلك وكذلك السيطرة العثمانية. (صون 1926، 220).
بعد عقد من ذلك عرف عادلة خانم بشكل جيد رجل إنكليزي آخر هو سيسل جي إدموندز، الموظف السياسي الإنكليزي خلال الاحتلال البريطاني للعراق. في ذلك الوقت كانت عادلة خانم أرملة ولكنها بقيت، كما قال إدموندز “ملكة شهرزور غير المتوّجة] كانت من بين الزعماء الذين كان البريطانيون يسمونهم بـ”المخلصين”. في عام 1919 عندما ثار الشيخ محمود من السليمانية وأعلن نفسه ملكاً لكردستان، وقفت عادلة خانم وقبيلتها جاف إلى جانب البريطانيين ولم يفسد ذلك من ود الشيخ محمود لقبيلة جاف. وقد قلدتها السلطات البريطانية فيما بعد بلقب هندي “خان باهدور” ولكن من غير الواضح فيما إذا كانت قد أولعت بقيمته كما أولع بها الكتاب البريطانيون.
عين البريطانيون ابنها أحمد بك كقائم مقام ومن خلاله استمرت في ممارسة نفوذها. لقد قُلص النفوذ بشكل كبير لأن البريطانيون تركوا القليل للحكم الذاتي الكردي. حيث كان كل الموظفون المحليون يتلقون أوامرهم ليس من القائم مقام بل مباشرة من معاون الموظف السياسي البريطاني الذي كان متمركزاً في حلبجة. لابد أن ادموندز، وهو يطلق على عادلة خانم لقب الملكة غير المتوّجة، يفكر بالملكية الدستورية الرسمية في بلاده. من الواضح أن الحد من سلطاتها لم ترق كثيراً لعادلة خانم التي كانت علاقاتها متكلفة مع البريطانيين في نهاية المطاف. في عام 1924 توفيت عادلة خانم ولكنها تُذكر حتى اليوم من قبل أهالي شهرزور بصورة زاهية.
—