وفاء شهاب الدين، كاتبة مصرية من مواليد محافظة كفرالشيخ، تخرجت من كلية الأداب قسم اللغة العربية وتعمل مستشارا إعلاميا لعدد من دور النشر منهم مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع، تدفقت إبدعاتها الأدبية وتنوعت ما بين الحكى القصصى، والنمط الروائي، فكان لها نتاجا سخيا غنيا بالإبداع، بدأ منذ صدور أول أعمالها الأدبية “مهرة بلا فارس” لتصل إلى القارئ العربي، وواصلت طريقها إلى أن أمدت المكتبة العربية مؤخرا بـ “تذكر دوما أننى أحبك” وكان لنا عظيم الشرف فى أن نتقرب منها ونفتح معها هذا الحوار:
ــ إن سألنا عنك، فكيف لأديبة تعددت أعمالها الأدبية، وحكت بألسن أبطالها الكثير، أن تقتبس مما كتبت تعريفا مناسبا لها؟
أعتقد أن هذه الجمل من رواية “تذكر دوما أننى أحبك” تشبهنى إلى حد ما:
بربرية رغم محاولاتى التحضر، حين أحب أحرق كل مراكبى نشدانا لدوام الوصال وأقف على شواطئ الفراق أبكى طيشى وتهورى وأتمنى مركبا ضالا يقلنى حيث عالمى لأكتشف أخيرا أن لا عالم لى يشبه عوالم الآخرين، ليت لى قلبا آخر حتى إن أتلف الحب قلبى استنجدت بالآخر لأعيش أو حتى ليتنى أقتسم قلبى فأخصص شطرا للحب فان احترق عشت بباقى قلبي..
كيف تنقل قلمك ما بين القصة والرواية، ولماذا استحوذ عليك هذا الجنس الأدبي؟
كانت بداياتى مختلفة قليلا فقد بدأت عكس معظم الكتاب بكتابة الرواية ثم بعد ذلك كتبت القصة القصيرة ولكننى أفضل الرواية لما بها من فضاءات وهى تناسب كثيرا طبيعتى الطامحة لنبذ القيود.
بدأت بكتابة الرواية هل يمكنك أن تتجاوزى الرواية إلى جنس أدبى آخر ؟
بدأت بالرواية نعم لكننى جربت القصة القصيرة والشعر ولكننى أنحاز للرواية بسبب حرية الحكي
. كانت أول رواية لك “مهرة بلا فرس” فى عام 2006 حدثينا عن كواليس هذا العمل، كيف أتت الفكرة، وكيف تعاملت معها؟
“مهرة بلا فارس” كانت روايتى الأولى لكنها لم تكن أولى محاولاتى فقد سبق لى كتابة أكثر من عمل ولكننى كنت أعتقد أنه لا يرتقي ليكون واجهتي أمام القراء.. كتبت قبل مهرة رواية “سيدة القمر” لكننى لم أكن مقتنعة بأن أقدمها كرواية أولى وحينما واجهت صعوبات كبيرة فى بداية محاولاتى للنشر قررت كتابة عمل يخلد بعد تلك الصعوبات خصوصا بالنسبة لكاتبة ريفية لم تختبر بعد قسوة ما حدث..
هل آمنت بالدور الأدبى للناشرين وقت نشر الرواية الأولى؟ وإلى أى حد كانت آراء القراء حولها؟
الناشر هو شريك الكاتب الأبرز وهو من يقدم للقراء أفكار الكتاب على طبق من ذهب.. هو من يغلف الفكرة ويضعها فى إطار فاخر وجذاب ليقدمها للقارئ وهو الشريك الأكثر قوة وفاعلية.. مهرة كانت بداية قوية وجميلة وكان رد فعل القراء رائع ومازالت تصدر طبعات منها إلى الآن.
هل وجد من يقوم بدور الوصاية على قلمك، من يمارس الأبوية على كلماتك؟
لا.. أنا لا أسمح لأحد بالوصاية على قلمى رغم أننى فى البداية كنت أكتب بلغة أخرى هربا من تلك الوصاية لكننى حين نضجت كتبت بالعربية ونشرت، قد أستمع لنصيحة خاصة بطريقة الكتابة أو ما يشبه ذلك لكننى لا أسمح لأحد بالتدخل بإحساسى وكيف أنقله على الورق..
. نصف خائنة.. الرواية الثانية، والتى صدرت فى 2009 نصف الموجعات، والموجعات نفسها.. لماذا احتل الوجع والألم كل هذه المساحة. وهل كل النساء تتفق معك فى هذه الأمنيات؟
أنا امرأة شكلنى الألم وصهر مشاعرى حتى نضجت وتحولت إلى كلمات، أعبر عما أعانى منه وما تعانى منه النساء.. ونتفق معا جميعا على رغبتنا فى التحرر من تلك الآلام التى تحولنا لشخصيات لا تشبهنا..
“تاج الجنيات”، وهذا المزج بين الماضى والحاضر، الريف والحاضرة، الرواية الثالثة فى مشوارك الأدبى، كيف كانت عملية الكتابة من حيث المتعة الخاصة والإرهاق الفكرى إبان كتابتها؟
“تاج الجنيات” كانت فكرة مختلفة ومبتكرة.. كان لدى مخزون كبير من التاريخ الريفى النادر والذى كنت أتوق لتخليده فى صورة عمل أدبى وكذلك مازلت صغيرة السن ولا أستطيع كتابة رواية دارت أحداثها بالكامل فى الأربعينات أو الثلاثينات، فقد كنت متأثرة كثيرا بوسائل الاتصالات والتكنولوجيا فكيف أعيش عاما كاملا أكتب عن حياة خالية من الهواتف والفيسبوك والموسيقى والتلفاز؟! إلى أن اهتديت لفكرة المزج بين الحاضر والماضي.. كانت تجربة ممتعة رغم قسوتها.. لن أدعى أنها أنهكتنى عاطفيا ونفسيا ولكن قد أزعم أنها خلصتنى من حالة من الضغط العصبى والنفسى الشديد والذى خفت كثيرا حين طبعت وقدمتها دار اكتب للقراء..
وبوصولك لهذا النتاج الأدبي، هل تقومين بتقييم نفسك، وبأى الطرق يتم الاحتكام إلى مستوى الرضا من عدمه عن مجمل كتابتك؟
قبل أن أكون كاتبة محترفة أنا قارئة جيدة وواعية حين أكتب جملة بإحدى الروايات أتوقع تماما رد الفعل الذى سيعيشه القارئ.. أعرف جيدا ما نقاط القوة فى أعمالي وكذلك الهنات البسيطة وبعد أن أنتهى من الكتابة دائما ما أدفع بالعمل ككل إلى بعض أصدقائى فى الوسط الثقافى إلى أن تطبع وحينها الفيصل يكون رأى القراء..
كان عملك الأهم لك شخصيا.. “طوفان اللوتس”؟ ماذا؟
“طوفان اللوتس” كانت تجربة مثيرة ومغرية عشتها بكل إحساسى إلى أن تخيل كل من يقرأها أنها سيرتى الذاتية.. وهى أول أعمالى التى نشرت فى “مجموعة النيل العربية” لذا تبقى دائما جزء عزيزا من قلبي..
لماذا يتعلق قراؤك بأبطال رواياتك؟
أنا كاتبة لكننى فى النهاية إنسانة أفهم تماما متطلبات كل شخص فى الحياة والحب والعمل، أعيش بنفسى التجربة الخيالية حتى أصدقها وأحولها إلى لوحة من كلمات ومشاعر تأسر من يقرأ فما يخرج صادقا من القلب يخترق قلب المتلقى بنفس الصدق بالضرورة.
“أبحث لك عن عذر فتخذلنى دساتير الأعذار” حدثينا عن قوانين “طوفان اللوتس” فى روايتك؟
“طوفان اللوتس” لا تحمل سوى قوانين الصدق والحب والوفاء.. عالم من الحب يسيطر على حواسك وإدراكك منذ الجمل الأولى وحين تنتهى لا تصدق أنك مررت بكل ذلك الزخم واستمتعت به ثم انتهى كما ينتهى كل شيء رائع بهذه الحياة فهذه قوانين الكون.. كل شيء ينتهى حتى ولم يكن يستحق.
هل توفرين أفكارك للرواية فقط؟
أنا أهتم بأفكار الرواية وأنميها وأقرأ كثيرا حول الموضوعات التى أفكر بها لكن لا أهتم بفكرة توفير الأفكار.. ما يهمنى فقط الفكرة المختلفة والتى إن وضعت فى سياق تؤثر بالقارئ.
هل ما زال فى هذا العالم ما يستحق أن يكتب من أجله؟
طبعا.. الحب.. الحب يحتاج دهورا وعصورا لكى نعبر عن روعته ونستمرئ ما يفعل بنا على مهل.. الحب هو أعظم ما يمر به البشر وأندر ما يشعر به الإنسان وأغلى..
وهل كان به ما يستحق الحياة لأجله فى “تذكر دوما أنى أحبك”؟
بالنسبة للمرأة الحياة هى الرجل.. وإن كانت مبادئ مجتمعاتنا قد اختلفت وتحول الرجال إلى كائنات غير موثوق بها.. لكننى فى “تذكر دوما أننى أحبك” أدعو كل امرأة لعدم اليأس فالحب موجود والرجل النادر ستلتقين به يوما مهما تأخر ذلك اليوم فلا تبتئسى ولا تيأسى..
هل تفكرين فى رأى النقاد عندما تكتبين؟
لا أنا لا أفكر برأى أحد إطلاقا أثناء الكتابة أنا لا أكتب لأنال إعجاب أحد أنا فقط أكتب لأننى لا أستطيع الحياة بدون كتابة..
من الأهم عندك.. الناقد أم القارئ ؟
القارئ الأهم فانطباعاته الأصدق أما النقاد فإما مجامل وإما متحامل..
هل يصلح أن نطلق هذه الجملة على قلمك “لأجلك أعيش وبوصالك أحيا”؟
هذه الجملة كتبت لرجل.. وللقلم عندى أهمية الرجل.. نعم قد أدلل قلمى بجمل شبيهة..
كيف تبدو تعليقات القراء على كتاباتك.. وكيف تقابلين الآراء اللإيجابية والسلبية؟
أرحب بكل الآراء طالما كانت منطقية وموضوعية أما الآراء المسبقة والتى تطلق نتيجة للسمع وليس القراءة لا أحفل بها.. ليس لدى وقت أضيعه لأصحح مفاهيم ليست حقيقة ولن أضع نفسى أبدا فى موقف دفاع..
“رجال للحب فقط”.. كان عنوانا لمجموعة قصصية صدرت فى 2009 عن دار اكتب.. وكانت أول مجموعة قصصية لك.. حدثينا عن إبحارك فى عالم القصة القصيرة من خلال هذا العنوان الصريح للمجموعة؟
القصص القصيرة مشاعر وقتية تلمع فى سماء القلب كشهاب وسرعان ما تنتهى الحالة وتنتهى معها القصة ويبقى ذلك الشعور الغامر بالإنجاز.. أنا شخصية مغامرة جدا أحب التجريب وقد بدأت كتابة القصة فوجدت أن لغتى تختلف جدا فى القصة القصيرة تصبح أكثر تكثيفا وقوة وأبلغ فى التعبير فقررت تكملة المجموعة واخترت لها الاسم الأقوى”رجال للحب فقط” والذى كان سببا لغضب عارم ما زلت أواجهه إلى اليوم.
وعن “سندريلا الحافية”.. كيف كانت رسالتك ؟
تحدى الظلم أحيانا قد يصل بالإنسان إلى اليأس وكانت الرسالة هى: لا تنظروا لاى موقف من جهة أخرى.. فكم من الخطايا يرتكب وكم من بريء يظلم بسبب تلك النظرة القاصرة.. لا تحاولوا كسر طموح أحد حتى لا يصل لدرجة من اليأس أن ينهى حياته وتتحملون وزر ما فعلتم به.. وكثير من الرسائل يضيق المقام هنا عن ذكرها.
بصفتك مسؤول إعلامى لإحدى أكبر دور النشر فى الوطن العربي، هل استفدت من العمل فى تسويق أعمالك؟
فى الحقيقة أنا مستشار إعلامى لأكثر من دار نشر. لا يتخطى نفوذى دائرة عملى. لا أحاول أبدا الحصول على امتيازات مقابل ذلك ولكن كما قلت أنا اتعامل مع عدد من كبريات دور النشر وهى لن تصل لذلك اللقب إلا أن كانت تهتم بالتسويق والدعاية وتهتم بكل التفاصيل..
النظريات الأدبية والكتابة وفق مناهج أكاديمية هل لكتاباتك خطوط تميل إلى تطبيق النظريات والمناهج؟
لا أنا لا أتبع المناهج الأكاديمية فى الكتابة أنا أتبع أفكارى ومشاعرى وقلمى وإن كنت أراعى أدبيات الكتابة.
تكرهين النقاد؟
لا أكره أحدا إلا إن أساء لى وإلى الآن لم يفعل أحدهم ما يسبب كراهيتى له.
تكرهين الناشرين؟
ليست كراهية ولكن تغضبنى التصرفات الغير مسئولة لبعضهم.. النشر رسالة مثل الكتابة.. أمانة.. ضمير.. دقة.. التزام.. احترام وهذا ما أبحث عنه عند التفكير فى نشر أحد أعمالي..
تحبين النص الروائى أم القصصي؟
أحبهم معا لكننى أفضل النص الروائي.
وجهات نظر المثقفين فى الأمور السياسية والدينية، ينتظرها القراء كثيرا.. هل تطرقين أبوابهما وتبدين رأيك دائما؟
العمل الأدبى ليس مجالا لكتابة الآراء والحكم عليها بمنظور سياسى أو دينى فهو ليس نظرية سياسية أو نص دينى على الكاتب أن يعرض الأمر السياسى أو الدينى بحيادية وبلا إظهار للرأى الشخصى حتى لا يكون وصيا على رأى القارئ.. أعتقد أننى قد أفعل فى المستقبل وإن كنت لم أفضل ذلك فيما مضى لكننى وجدت أنه يجب أن تتصدى الأقلام للإصلاح ولكن بصورة لا تهين ذكاء القارئ.
أى التابوهات الثلاثة “الدين – الجنس – السياسة” يمكنك الاقتراب منها بقلمك، وأيهما تبتعدين عنه؟
أعتقد أننى قد أكتب أى شيء فى أى وقت فأنا سيدة تتطور أفكارها بسرعة ربما فيما مضى كنت ألمس الحائط دون اختراقه لكننى الآن أعتقد أن لدى شجاعة كافية لزلزلة كل الحوائط..
تصدقين حدسك عندما يخبرك أن ما خطته يداك يحمل للقارئ ما يريده؟
طبعا أنا أثق بأحساسى ثقة مطلقة..
أنتِ مدير لمركز شهرة للخدمات الإعلامية.. ما الذى دفعك للعمل فى مجال الإعلام؟
أحببت المجال ووجدت أنه يخلق روابط جيدة بينى وبين الصحفيين من جهة وبين الكتاب والصحافة فأنا ألعب دور حلقة الوصل بين الكتاب ودور النشر والصحافة وهو مجال مثير ويلائم طموحي..
ما جديدك ومع أى دار نشر؟
وقعت عقد رواية “أورجانزا” منذ أيام مع مجموعة النيل العربية وأعتقد أنها كشقيقاتها مميزة وجميلة..
—
Aw, this was a very nice post. In thought I want to put in writing like this moreover taking time and actual effort to make an excellent article but what can I say I procrastinate alot and not at all seem to get something done. fagafgdedcbggbde