اقام اتحاد الأدباء في البصرة جلسة بعنوان “المكان في الأدب” تضمنت قراءات حول المكان شارك فيها عدد من الأدباء، فضلا عن عدد من المداخلات لعدد آخر من الأدباء قدم الجلسة وقال القاص رمزي حسن في معرض تقديمه الجلسة ” يعرف المكان بأنه مساحة ذات أبعاد هندسية او طبوغرافية، تحكمها المقاييس والحجوم، وبما ان هذه المساحة لا يمكن ان توجد خارج الزمان ، ينشا عن العلاقة المتبادلة بين الزمان والمكان ما يطلق عليه باختين بــ( الزمكان )..” مشيرا الى انه “يعني انصهار علاقات الزمان بالمكان حيث ان الزمان يتكشف في المكان والمكان يدرك ويقاس بالزمان .”
وأضاف ” يمكن القول ان الزمان والمكان يمثلان الإحداثيات الأساسية في حياتنا الواقعية ، رغم ان المكان اكثر التصاقا بنا منه بالزمان . فالزمان بالنسبة لنا نحن البشر ما يزال لغزا عظيما يتعذر علينا إدراكه او الإحساس به وربما كانت عملية الخلق الفني هي اكثر محاولات الإنسان عظمة في الإمساك بالزمن بينما يمكن ان ندرك المكان ادراكا حسيا مباشرا ومن هنا يغدو ارتباطنا به وثيقا ..”
وتابع “لقد اولى الكثير من الباحثين والدراسين المكان عناية خاصة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر باشلار في كتابه (جماليات المكان )، وفلاديمير بروب في كتابه ( مورفولوجية الخرافة)، ويوري لوتمان في مقاله (مشكلة المكان الفني )، ومول ورومير في دراستهما عن الحيز والدوائر المتراكزة التي تحيط به ..”
وتضمنت الجلسة قراءات لعدد من الادباء وهم الدكتور اسعد الاسدي ، والقاص محمد سهيل احمد ، والناقد الدكتور محمد طالب الاسدي ، والشاعر ثامر سعيد والشاعر حامد عبد الصمد البصري كما تضمنت مداخلات لعدد اخر من الادباء منهم سعيد حاشوش، وباسم القطراني
من جانبه الدكتور اسعد الاسدي قدم ورقة بعنوان ( سكنى المكان ) قال فيها ” مع ان المدينة التي نسكن فيها واحدة ، غير ان مداخل الوصول اليها والنفاذ داخلها ليست واحدة ، اذ ان لكل منا مداخلة الى المدينة ومساراته فيها ، وصورتها المتفردة التي نبنيها ، وسعادتنا التي نجنيها..” مشيرا الى انه “ونحن نتلقى كرم الوجود وهو ياتي بفعل المعرفة ، بما هو خاصتنا ومدينتنا وعالمنا . مع ان في المدينة سواك ، فالخلاص في ان تنفذ الى ماترى ، وان تقدم للآخرين قولا مختلفا عما ألفوه .”
واضاف ” في العمارة ، الجسد الذي نسكنه ويسكننا ، هو الذي يتلمس المكان ، اذ يلجا الى الارض ويتحسس الجدران والسقوف، تعترض خطواته الاعمدة والسطوح البنائية . الجسد الذي يصعب ايهامه ، ليكون انشغال العمارة بالمكان حدثا واقعيا ، بوصفها فنا مكانيا يستهلك المكان ويعيد انتاجه ..”
اما القاص محمد سهيل احمد فقرأ ورقة بعنوان المكان في الرواية العراقية ( جواد السحب الداكنة ) انموذجا جاء فيها “لو عرضنا هيكل عمل طويل مكثف كالرواية الى اشعة x مثلا ، لامكننا ملاحظة ان المكان يبدو كضلع من اضلاع مربع يتالف منه ومن الزمان والحدث والشخوص …”
واشار الى ان ” الاكثر بروزا والاقرب للقاريء المتلقي دائما يكون الانطباع الاول الذي يخرج به اثر القراءة الاولى للعمل منصرفا الى الوسط المكاني، حسب درجات حضوره، اكثر من انصرافه الى ملاحظة زمن الرواية ،او حتى للشخوص المحورية والثيمات الحكائية او ما يطلق عليه بالتنصيصات الحكائية التي تشكل حيزا كبيرا من السياق ..”
وبين ان”الانطباع الاول الذي خرجت به اثر قرائتي الاولى لرواية الراحل عبد الجليل المياح تمثل انجذابي الى مكونين من مكونات ذلك العمل غير القابل للنسيان وهما المكان وشخصية (نارية) وماحصل لها من وقائع .. ”
واضاف “لااعني ان المكان يتقدم على سواه من عناصر البناء الروائي في كل عمل روائي ،انما ازعم حصريا ان خصوصية عالم حارة البغايا، ذلك العالم المرفوض اجتماعيا والذي يقع في قلب مدينة ننتمي اليها هو ماجذبني اليه ، لااعني ايضا ان المكان يتقدم على الزمان في كل رواية تقليدية ، فللزمان سطوته الكرونولوجية في الحب في زمن الكوليرا لماركيز وخصوصيته المكثفة في (24 ساعة من حياة امراة)لستيفان زفايج وروايات اخرى كثيرة …”
فيما قرا الناقد محمد طالب الاسدي ورقة بعنوان المكان والمكانية جاء فيها “في الدرس النقدي العربي المعاصر كانت ترجمة الروائي العربي الراحل غالب هلسا لـ(جماليات المكان) مفصلا مركزيا بين نسقين من المقاربات النقدية – لموضوعة فلسفية ناشطة ومتحولة مثل المكان – النسق الوصفي الذي يتجه في معالجة الظاهرة من الخارج الى الداخل من تموقع فوقي ، والنسق الاستبطاني الذي يتحرك من داخل الظاهرة متجها بالمعالجة نحو الخارج من تموقع من منطقة العمق .”
واضاف ” قبل صدور جماليات المكان لم يكن المكان عامة والمكان الشعري على نحو اخص فكرة تلفت نظر الدرس النقدي على نحو تتعاضد فيه الفلسفة وعلم النفس والجمال ، على نحو تكاملي لقراءة المكان الذي كان يعد وعاء للحدث السردي او الفيض الشعري فحسب ، اكثر مما يعد جوهرا لذلك الحدث واصلا في ذلك الفيض .”
وتابع ” وللانصاف نقول ان كل مقاربة للمكان الاليف ستظل مدينة لباشلار مثلما ستبقى كل مقاربة مماثلة للمكان المعادي مدينة لفوكو الذي اجرى بدقته المعهودة حفرا معرفيا مؤسسا في البنية الفلسفية للمكان المعادي في مواضع من كتابه ( المراقبة والمعاقبة ) وفي مقالته المهمة ( اماكن اخرى ).”
فيما قرا الشاعر ثامر سعيد مقطع من نص بعنوان ( سياج الجهنميات الطويل ) وهي فصل من كتاب عن اماكن وشخوص عاشوا في المدينة ، مشيرا الى ان “الكتاب هو استقصاء عن شخصيات فنتازية عاشت في مدينة البصرة او في احد احيائها ، المدينة التي تغيرت كثيرا، وكل هذه الشخوص هي شخصيات غير مالوفة وغريبة ظهرت وتلاشت، فيما ظل عدد اخر منها عالق في الذاكرة ..”
اما الشاعر حامد عبد الصمد البصري شارك بقراءة تحت عنوان ( اوراق من ذاكرة المكان ) جاء فيها “…. ان الانسان .. والشاعر بشكل خاص كائن مكاني من رحم الام الى اللحد .. المكان عنده امكنه فالشاعر لاينظرللمكان كما هو وانما تنظر له من جوانب عديدة ، ينظر للمكان كما هو في الواقع ، وكما يريده الشاعر ، وكما يجب ان يكون عليه ..”
واضاف ” ان المكان قد يكون فضاءا مفتوحا ..او فضاء مغلقا .. باختصار بالنسبة لي اجد ان القرية / الحبيبة / الذات . كلها تتداخل بابعادها في تناغم سمفوني متكامل، ومتصاعد ، في دائرة لولبية متوهجة براقة .. لتضفي مع حركتها التصاعدية المزيد من الاضواء على كل طرف منها على حدة . لتكتمل تركيبة الصورة الاصلية والاصيلة معا في الاطار الذي اريده ، وابغي ضبط حدوده في اغلب قصائدي.
وأضاف ” يمكن القول ان الزمان والمكان يمثلان الإحداثيات الأساسية في حياتنا الواقعية ، رغم ان المكان اكثر التصاقا بنا منه بالزمان . فالزمان بالنسبة لنا نحن البشر ما يزال لغزا عظيما يتعذر علينا إدراكه او الإحساس به وربما كانت عملية الخلق الفني هي اكثر محاولات الإنسان عظمة في الإمساك بالزمن بينما يمكن ان ندرك المكان ادراكا حسيا مباشرا ومن هنا يغدو ارتباطنا به وثيقا ..”
وتابع “لقد اولى الكثير من الباحثين والدراسين المكان عناية خاصة نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر باشلار في كتابه (جماليات المكان )، وفلاديمير بروب في كتابه ( مورفولوجية الخرافة)، ويوري لوتمان في مقاله (مشكلة المكان الفني )، ومول ورومير في دراستهما عن الحيز والدوائر المتراكزة التي تحيط به ..”
وتضمنت الجلسة قراءات لعدد من الادباء وهم الدكتور اسعد الاسدي ، والقاص محمد سهيل احمد ، والناقد الدكتور محمد طالب الاسدي ، والشاعر ثامر سعيد والشاعر حامد عبد الصمد البصري كما تضمنت مداخلات لعدد اخر من الادباء منهم سعيد حاشوش، وباسم القطراني
من جانبه الدكتور اسعد الاسدي قدم ورقة بعنوان ( سكنى المكان ) قال فيها ” مع ان المدينة التي نسكن فيها واحدة ، غير ان مداخل الوصول اليها والنفاذ داخلها ليست واحدة ، اذ ان لكل منا مداخلة الى المدينة ومساراته فيها ، وصورتها المتفردة التي نبنيها ، وسعادتنا التي نجنيها..” مشيرا الى انه “ونحن نتلقى كرم الوجود وهو ياتي بفعل المعرفة ، بما هو خاصتنا ومدينتنا وعالمنا . مع ان في المدينة سواك ، فالخلاص في ان تنفذ الى ماترى ، وان تقدم للآخرين قولا مختلفا عما ألفوه .”
واضاف ” في العمارة ، الجسد الذي نسكنه ويسكننا ، هو الذي يتلمس المكان ، اذ يلجا الى الارض ويتحسس الجدران والسقوف، تعترض خطواته الاعمدة والسطوح البنائية . الجسد الذي يصعب ايهامه ، ليكون انشغال العمارة بالمكان حدثا واقعيا ، بوصفها فنا مكانيا يستهلك المكان ويعيد انتاجه ..”
اما القاص محمد سهيل احمد فقرأ ورقة بعنوان المكان في الرواية العراقية ( جواد السحب الداكنة ) انموذجا جاء فيها “لو عرضنا هيكل عمل طويل مكثف كالرواية الى اشعة x مثلا ، لامكننا ملاحظة ان المكان يبدو كضلع من اضلاع مربع يتالف منه ومن الزمان والحدث والشخوص …”
واشار الى ان ” الاكثر بروزا والاقرب للقاريء المتلقي دائما يكون الانطباع الاول الذي يخرج به اثر القراءة الاولى للعمل منصرفا الى الوسط المكاني، حسب درجات حضوره، اكثر من انصرافه الى ملاحظة زمن الرواية ،او حتى للشخوص المحورية والثيمات الحكائية او ما يطلق عليه بالتنصيصات الحكائية التي تشكل حيزا كبيرا من السياق ..”
وبين ان”الانطباع الاول الذي خرجت به اثر قرائتي الاولى لرواية الراحل عبد الجليل المياح تمثل انجذابي الى مكونين من مكونات ذلك العمل غير القابل للنسيان وهما المكان وشخصية (نارية) وماحصل لها من وقائع .. ”
واضاف “لااعني ان المكان يتقدم على سواه من عناصر البناء الروائي في كل عمل روائي ،انما ازعم حصريا ان خصوصية عالم حارة البغايا، ذلك العالم المرفوض اجتماعيا والذي يقع في قلب مدينة ننتمي اليها هو ماجذبني اليه ، لااعني ايضا ان المكان يتقدم على الزمان في كل رواية تقليدية ، فللزمان سطوته الكرونولوجية في الحب في زمن الكوليرا لماركيز وخصوصيته المكثفة في (24 ساعة من حياة امراة)لستيفان زفايج وروايات اخرى كثيرة …”
فيما قرا الناقد محمد طالب الاسدي ورقة بعنوان المكان والمكانية جاء فيها “في الدرس النقدي العربي المعاصر كانت ترجمة الروائي العربي الراحل غالب هلسا لـ(جماليات المكان) مفصلا مركزيا بين نسقين من المقاربات النقدية – لموضوعة فلسفية ناشطة ومتحولة مثل المكان – النسق الوصفي الذي يتجه في معالجة الظاهرة من الخارج الى الداخل من تموقع فوقي ، والنسق الاستبطاني الذي يتحرك من داخل الظاهرة متجها بالمعالجة نحو الخارج من تموقع من منطقة العمق .”
واضاف ” قبل صدور جماليات المكان لم يكن المكان عامة والمكان الشعري على نحو اخص فكرة تلفت نظر الدرس النقدي على نحو تتعاضد فيه الفلسفة وعلم النفس والجمال ، على نحو تكاملي لقراءة المكان الذي كان يعد وعاء للحدث السردي او الفيض الشعري فحسب ، اكثر مما يعد جوهرا لذلك الحدث واصلا في ذلك الفيض .”
وتابع ” وللانصاف نقول ان كل مقاربة للمكان الاليف ستظل مدينة لباشلار مثلما ستبقى كل مقاربة مماثلة للمكان المعادي مدينة لفوكو الذي اجرى بدقته المعهودة حفرا معرفيا مؤسسا في البنية الفلسفية للمكان المعادي في مواضع من كتابه ( المراقبة والمعاقبة ) وفي مقالته المهمة ( اماكن اخرى ).”
فيما قرا الشاعر ثامر سعيد مقطع من نص بعنوان ( سياج الجهنميات الطويل ) وهي فصل من كتاب عن اماكن وشخوص عاشوا في المدينة ، مشيرا الى ان “الكتاب هو استقصاء عن شخصيات فنتازية عاشت في مدينة البصرة او في احد احيائها ، المدينة التي تغيرت كثيرا، وكل هذه الشخوص هي شخصيات غير مالوفة وغريبة ظهرت وتلاشت، فيما ظل عدد اخر منها عالق في الذاكرة ..”
اما الشاعر حامد عبد الصمد البصري شارك بقراءة تحت عنوان ( اوراق من ذاكرة المكان ) جاء فيها “…. ان الانسان .. والشاعر بشكل خاص كائن مكاني من رحم الام الى اللحد .. المكان عنده امكنه فالشاعر لاينظرللمكان كما هو وانما تنظر له من جوانب عديدة ، ينظر للمكان كما هو في الواقع ، وكما يريده الشاعر ، وكما يجب ان يكون عليه ..”
واضاف ” ان المكان قد يكون فضاءا مفتوحا ..او فضاء مغلقا .. باختصار بالنسبة لي اجد ان القرية / الحبيبة / الذات . كلها تتداخل بابعادها في تناغم سمفوني متكامل، ومتصاعد ، في دائرة لولبية متوهجة براقة .. لتضفي مع حركتها التصاعدية المزيد من الاضواء على كل طرف منها على حدة . لتكتمل تركيبة الصورة الاصلية والاصيلة معا في الاطار الذي اريده ، وابغي ضبط حدوده في اغلب قصائدي.