لا يصلُ المقبرةَ
إلا جفافُ الدماءِ
وهذيانُ الروحِ
في صناديق متروكةٍ
على أسيجةِ السكون .
حركةٌ واحدةٌ تكفي
لفرارِ الأشباحِ المسكونة
بين جروحٍ
تتكلمُ تباعاً عندما يسهو الملاك .
قيلولةُ الحلمِ السرمدي
تعاني من ضجيجِ الترابِ وفقدانِ الذاكرة ،
صراخٌ ، عويلٌ ، نحيب
مناديل ، كمامات ، وسراويل
تجمعها عرباتُ المساء
إلى فناءِ الدار .
الدّفانُ يحتسي السّنةَ المائيةٍ بكؤوسٍ عاجية
يعود ، يجمع ، يرمم
ينادي بأعلى صمتٍ
متى تأتي الطيورُ لأصنعَ حروفاً من سجيل
متى ينزلُ على كتفي فأسٌ
كي أقطع فيه لسانَ الرّيحِ المتعجّرف .
الجميعُ مشغولون بلملمةِ المساميرِ المعطوبةِ الولوج
مشغولون برفعِ الحواجزِ عن مريء الموت
مشغولون بلفِ التبغِ بورقٍ من صديدٍ خلف أسورةِ الجحيم
أما أنا مشغولٌ في إزاحةِ القناع
الذي يروادُ الصنمُ المنصوب
في ولايةِ العمر
كنتُ قررتُ من ليلةِ أمس
لن أشترِ لأحذيتي فرشاةً وصبغا
لئلا ينقرضُ صباغو الأحذية..