تهبط رائحة الماءِ
على صحراء الوجهِ
فلا تتركه
إلا حين ترى
ما ينبئها
أن جيوش الشَعرِ
تراخت حين انكسرت
كان يراقب
ضوء الفجر الشاحبِ
من ثقبِ
أحدثه فرس النملِ
لكي يتحكم فيما خزنهُ
في جدران البيتِ
لأيام جفاف
سوف تجئ
وحين يراه
ينفض بعض نعاس
لا زال يماطلُ
كي لا يرحل
عن عينيه
كان يظن
بأن دبيب شعيرات الوجهِ
ستصمدُ
حين يجئ عليها الماءُ
فحين انكسرت
استرجعَ
وتذكر
ما أحدثه الماء
إذا ما غاضَ
وحاول أن يصنع فُلكاً
كي يلتقط
بقايا ما أسقطه الزمنُ
سويعات الفرحِ
وبعض ضفاف الحزنِ
وما انكسر
على بوابات الحلمِ
وخيبات كان يداريها
في مخبئها
وفراشات لا تعرف
أين تحطّ
أعدّ الفلك لكي يبحرَ
فاجأه الطوفانَ
فقاومه كي يكمل رحلتهُ
ظل على مرصدهِ
وهو يراقبُ
لحظة
أن ينكسر الماء ليهبطَ
ويحط بأرض غير الأرضِ
تزامن وقع خطاه برجرجةٍ
كانت تسبقه وتلاحقهُ
فار بداخله التنورُ
فخاف بأن يغرقهُ
فتخلص من رجفتهِ
وأطلق صيحتهُ
كي يكمل رحلته