محسن عبد المعطي محمد عبد ربه :
(1)
دَائِرَاتُ الْمَوْتِ دَارَتْ
إِنَّهُ الْمَوْتُ الْمُؤَجَّلْ
هَلَّ بِالْحُسْنَى وَعَجَّلْ
إِنَّهُ الْمَوْتُ رَفِيقِي
عَادَ لِلتِّرْسِ الْمُبَدَّلْ
إِنَّهُ الْمَوْتُ بِدَارِي
حَالُهُ لَنْ تَتَعَدَّلْ
إِنَّهُ الْمَوْتُ عَجُولٌ
بِخِلَافٍ يَتَهَدَّلْ
بِزَوَايَا فِي طَرِيقٍ
تَرَكُوهُ كَالْمُجَنْدَلْ
دَائِرَاتُ الْمَوْتِ دَارَتْ
دَوَرَاناً يَتَرَجَّلْ
لَا قَرَارَ الْيَوْمَ يَبْدُو
فِي سَمَاءِ الْحَقْلِ سَمْبَلْ
(2)
رَمَضَانُ يَا دَرْباً إِلَى الْجَنَّاتِ
رَمَضَانُ يَا دَرْباً إِلَى الْجَنَّاتِ
بِدُخُولِنَا فِي الصَّوْمِ لِلْبَرَكَاتِ
شَهْرٌ بِهِ نِلْنَا الْمُنَى يَا قَوْمَنَا
بِالصَّبْرِ وَالتَّبْكِيرِ لِلصَّلَوَاتِ
رَمَضَانُ شَهْرُ الصَّبْرِ حَصَّلْنَا بِهِ
حُسْنَ الثَّوَابِ وَوَافِرَ الْعَزَمَاتِ
عِنْدَ الشَّدَائِدِ لَا نَهَونُ لِأَنَّنَا
قَدْ أَمَّنَا رَمَضَانُ فِي النَّكَبَاتِ
وَإِذَا نُسَافِرُ فِي طَرِيقٍ شَائِكٍ
نَتَذَكَّرُ الْأُسْتَاذَ فِي الْعَثَرَاتِ
رَمَضَانُ يَا أُسْتَاذَنَا وَفَخَارَنَا
نِلْنَا الشَّهَادَةَ فِي الْجَمِيلِ الْآتِي
نَحْنُ الَّذِينَ تَعَلَّمُوا وَتَتَلْمَذُوا
فِي جَامِعَاتِكَ يَا أَلَذَّ مُوَاتِي
هَذَا الْقِيَامُ يَضُمَّنَا فِي وَحْدَةٍ
بَعْدَ التَّفَرُّقِ فِي دُرُوبِ شَتَاتِ
رَمَضَانُ أَهْلاً يَا أَعَزَّ مُرَافِقٍ
أَنْتَ الْحَبِيبُ لَنَا بِذِي اللَّيْلَاتِ
جِئْنَا نُسَبِّحُ رَبَّنَا بِقُلُوبِنَا
وَإِمَامُنَا التَّوْحِيدُ فِي الْخَلَوَاتِ
جِئْنَا لِلُقْيَا شَهْرَنَا وَفَلَاحَنَا
وَنَجَاحَنَا فِي مَهْبَطِ النَّفَحَاتِ
جِئْنَا وَرُوحُ الْجَمْعِ خَيْرُ تَرَاحُمٍ
وَتَعَاطُفٍ بِالْخَيرِ فِي الْأَزْمَاتِ
(3)
إِيَّاكَ هَدْمَ مَنْزِلِي
إِنِّي عَشِقْتُ مَنْزِلِي
بِفِطْرَةِ الْمُبَجِّلِ
فِيهِ نَشَأْتُ عَاشِقاً
عَهْدَ الطُّفُولَةِ الْخَلِي
فِيهِ الحِكَايَاتُ الَّتِي
تَأْسِرُ قَلْبِي الْمُبْتَلِي
فِيهِ الْقَصِيدُ قَدْ نَمَا
إِلَى جِوَارِ الْمِنْجَلِ
وَالرَّسْمُ أَحْلَى نَاسِكٍ
فِي بَيْتِنَا الْمُظَلِّلِ
مِنْ بَيْتِنَا وَعُشِّنَا
وَثِيقَةُ الْمُؤَهَّلِ
قَدْ عِشْتُ فِيهِ بِالسَّلَا
مِ وَالْهُدُوءِ الْمَخْمَلِي
يَا جَانِياً يَا آثِماً
إِيَّاكَ هَدْمَ مَنْزِلِي
قَدْ بُؤْتَ بِالْخُسْرَانِ مِنْ
رَبٍّ عَظِيمٍ أَجْلَلِ
(4)
عُصْفُورَانْ بَيْنَ يَدَيْ
أَتُرَي يُخَفِّفُ لَوْعَتِي
نَهْدَاكِ دَاخِلَ قَبْضَتِي ؟!!!
صَارا كَعُصْفُورَيْنِ بَيْ
نَ يَدَيَّ أُطْفِئُ صَبْوَتِي
قَدْ أَمْتَعَانِي فِي الْهَوَى
لِلَّهِ دَرُّ الْمُتْعَةِ !!!
أَحْسَسْتْ لَذَّةَ لَمْسِهَا
أَجْمِلْ بِأَشْهَى لَذَّةِ !!!
مَالَا لِهَمْسِي دَقَّتَا
جَرَسَ الْهَوَى فِي الْفُسْحَةِ
قُلْتُ : “اخْرُجَا كَيْ تَلْعَبَا”
عَكَفَا لِحَصْدِ الْهَمْسَةِ
قَالَا : ” حَبِيبِي دُلَّنَا
نَهْوَى لَذِيذَ الحِصَّةِ “
قُلْتُ ” اسْتَمِرَّا سَاعَةً
نَحْيَا بِقَلْبِ الْخِلْوَةِ “
هَدَئَا وَنَامَا فِي يَدِي
وَأَنَا أُبَيِّضُ قِصَّتِي
(5)
دَمْعٌ فِي قَلْبِ التَّحْقِيقْ
اَلْأَصْفَرُ فِي الْحُزْنِ يَلِيقْ
بِامْرَأَةٍ فِي الْهَمِّ تَضِيقْ
تَتَدَثَّرُ بِالصَّمْتِ وَتَمْضِي
بِهَزِيمَةِ قَلْبٍ مِنْطِيقْ
آهٍ يَا أَيَّامَ مَرَارِي
ضَاعَ الْحُبُّ مَعَ التَّعْشِيقْ
رَاجِعَةٌ تَتَلَفَّعُ صَمْتاً
يَأْخُذُهَا فِي بَابِ مَضِيقْ
آثَارُ هَزِيمَتِكِ خَطِيرٌ
فِي الْقَلْبِ كَبِيرٌ وَعَمِيقْ
اَلْخَطْوُ حَزينٌ مَفْجُوعٌ
وَالْحُزْنُ لَحُوحٌ وَعَقُوقْ
بِعَبَاءَةِ دَمْعٍ مَسْكُوبٍ
يَدْخُلُ فِي قَلْبِ التَّحْقِيقْ
(6)
وَتَلَاقَتِ الْأَرْوَاحُ فِي السَّكَتَاتِ
لَا شَيْءَ يَنْقُصُنَا مِنْ الْخَيْبَاتِ
أَوْ مِنْ قُطُوفِ كَوَاسِرِ اللَّعَنَاتِ
اَلْحُزْنُ يَقْتَاتُ الْغَدَاةَ مَرَارَنَا
وَسُقُوطَنَا بِعَوَادِمِ اللَّذَّاتِ
تُهْنَا وَتَاهَتْ فِي الْبُحُورِ سَفِينُنَا
وَتَغَلَّفَتْ بِسَوَاتِرِ الْآهَاتِ
لَا الشِّعْرُ يَنْقُصُنَا وَقَدْ ضَاعَ الْمُنَى
مَا بَيْنَ مَاضٍ فِي الزَّمَانِ وَآتِ
لَا الْمَوْتُ يَنْقُصُنَا بِنَبْضَةِ مِنْجَلٍ
قَطَعَ النُّفُوسَ بِأَبْشَعِ الْمَوْتَاتِ
حَتَّى شَبِعْنَا مِنْ نَحِيبٍ قَاتِلٍ
وَصُرَاخِ نِسْوَتِنَا مِنَ الْوَيْلَاتِ
زُرْنَا الْمَقَابِرَ قَدْ سَكَنَّا دَارَهَا
وَتَلَاقَتِ الْأَرْوَاحُ فِي السَّكَتَاتِ