جوّال ليلي
عبدالرزاق الربيعي
حين زارني أخي
في المنام
كان التعب
محفورا على حذائه
لم أسأله عن ذبول صبغته بالطبع
فالطريق من العالم الآخر
طويل
والمطبات كثيرة
لكنه رغم كل ذلك زارني
أنا المضطجع على ظهر انتظاره
في الظلام المكيّف
* * *
قال لي:يبدو انك كبرت
وصرت تكبرني بعقود
بينما كنت أكبرك بسنتين
من المرارات
* * *
قلت له:
تعال نقتسم العقود
مثلما كنا نقتسم الخبز والتمر
والأغطية
والليالي الباردة
* * *
فتقاسمناها معا
هو قاسمني منامي
وأنا قاسمته جنته
* * *
شيء من هواء مكيف غرفتي لك
وفاكهة ورمان لي
أما أنهار العسل فهي لهم
* * *
حين أفقت من الجنة
عصر الألم ذاكرة جوالي
لأنني لم أدون رقم جواله الليلي
والأفدح من هذا
لم يترك عنوان إقامته الأبدية