لا أدري لماذا تصنف ميرسر، وهي أضخم هيئة استشارية في مجال الموارد البشرية في العالم، وتقدم تصنيف سنوي لمستويات المعيشة في مدن العالم. مستندة الى عدة عوامل أبرزها معدلات الجريمة والاستقرار السياسي والمستشفيات والمواصلات والأكل والشرب والحريات الشخصية والطقس والبيئة والترفيه، اقول لماذا تصنف “بغداد” كأسوء المدن في العالم على الأطلاق ؟
أتراها فتوى من فتاوى التكفير أم مزحة من مزح الامبريالية العالمية التي تشوه سمعة المدن المتحضرة التي يشهد لها العالم بدرجة رقيها وتطورها وبالأخص خلال السبعة سنوات المنصرمة التي كانت سبعتها السمان .. تلك السبعة التي شهدت بها تلك المدينة الغافية في أحضان نهرها الخالد “دجلة الخير” أوج عظمتها حتى طغت حضارتها في بلاد المشرق والمغرب .
بغداد تلك المدينة التي يتلهف السياح إليها لأنهم أحبوها أكثر من أوطانهم ، فتلك القبب الكبيرة والأبراج التي تغلف أجواءها بالحب لا تسمح لأحد إلا ان يطّوف بها ولو لمرة في العمر ، تلك الأجواء النقية التي يعطرها شذى الياسمين وفي الليل تقدح ” الملكة” بأرقة العطور الملائكية لتنشد للعالم أجمل أغان السلام .
بغداد تلك المساحة الخضراء الواسطة من سطح الأرض هي جنة من جنان الله أهداها للعراقيين كي يرتعوا بها حد الثمالة .. فلا بطالة ولا زبالة ولا حيوانات سائبة ولا مفخخات ولا كواتم ولا لواصق ولا جو مترب ولا عطش والأنهار ملت من ماءها ولا قتل على الهوية ولا ملك الموت الذي أشترى له بيتاً فوق أعلى منطقة فيها ولا زحمة ولا قطاع طرق ولا كبسلة ولا مخدرات ولا عصابات السرقة تغتال ضحكة الأبرياء والشوارع حسب المقاييس العالمية بلا حفر ولا كهرباء تنقطع ولا مجاري طافحة بالقذارة.
فالناس يذهبون في بغداد أعمالهم باكراً ولا شيء يعكر صفوهم مثل مواكب السادة السياسيون الذي يركبون مثلهم باصات النقل العامة وبلا حماية ولماذا الحماية والحب سيغرق البلد كالطوفان ، وتفاجأت في يوم من الأيام وأنا أرى وزيراً يركب دراجته كي يصل الى وزارته لا لشيء ولكن لخوفه على المدينة من التلوث الذي يطلقه عادم سيارته القديمة والتي ورثها من أبيه الذي كان أيضاً وزيراً ولكنه كان يمتطي الحمار لا الدراجة ولنفس السبب !!
الحكومة لم يبق عليها إلا ألف سنة وتتشكل أما لماذا لم تشكل الحكومة ؟ فذلك لأن الشعب قرر موعدها وهو من سيشكلها والخلاف الآن على مكان المدينة ترفيهية (والت ديزني) العاشرة أين سيتم بناءها فأهل الكرخ مختلفون مع أهل الرصافة على ذلك واعتقد ان الحكومة ستبني مدينتين لحل الخلاف فهي تربأ بنفسها أن تكون سببا في أختلاف أثنان بشيء في العراق فكيف إذا كان الأختلاف بين نصفي المدينة !
والساسة متحابون فيما بينهم فهم كالأخوة يعيشون في بيت واحد “العراق” هو نصب أعينهم جميعاً ولم يغادروا العراق منذ الانتخابات لأنهم يكرهون مغادرته ولكونهم كالسمكة إذا تركت الماء فطست !
وساستنا هؤلاء يحبون العراق فنحن نرى صورهم دائماً عندما يجتمعون على الموائد وهم مبتسمون يمليء الضحك أشداقهم وعيونهم تلمع بالأمل الكبير أنهم متفائلون لدرجة كبيرة ولا يهددون بالطائفية ، الطائفية .. فنحن لا نعرف معنى الطائفية هل هي وجبة طعام مثل الدليمية !! ومشكلتهم أنهم جميعهم لا يريدون رئاسة الوزراء من التعفف ولا يبحثون حتى في القمامة عن المناصب السيادية ، حتى بدأوا يرمون بهذا الحمل أحدهما على الآخر كالكرة مثلما فعل فريقنا بخماسي الكرة الذي خرج من كأس آسيا خالي الوفاض إلا انه قد يحصل على جائزة اللعب النظيف !
ساستنا إن اختلفوا بشيء يجلسون فيما بينهم ليحلو الخلاف حتى لو أضطرهم الى الأستقالة جميعاً وترك الحكم للشعب ليحكم نفسه والشعب هو يحكم نفسه الآن ، فمئآت الوزراء والمدراء العامون قد استقالوا من مناصبهم والسبب أنهم شربوا عن طريق الخطأ كوب شاي أضافي فوق الحصة المقررة لكل منهم يومياً ، لا مثل اليابان أو كوريا أو فرنسا أو سويسرا و”جنيفها” الغارقة في وحل التخلف والفساد ، تلك البلدان المتخلفة الصليبية، التي ينتشر فيها الفساد المالي والإداري .. فنحن لا نعرف الرشوة فقد نسيناها منذ عشرات السنين فأنت عندما تقترب من أي دائرة حكومية خدمية يهب لك مديرها العام وبجانبه معاونه لمساعدتك وتسهيل معاملتك ويجلسك في صالة خمسة نجوم تطوف عليك بها مضيفات الخطوط الجوية العراقية “المفلسة ” ، المفلس بالقافلة أمين، بما لذ وطاب من مشروبات وطعام وإذا تأخرت معاملتك فأنت مدعو لطعام الغداء في أرقى المطاعم في بغداد أو حتى يطلبوا لك “دليفري” ! وفي بعض الأحيان يعطوك تعويضاً مالياً لأنهم قد تسببوا في تأخيرك وضياع وقتك الذي لا يقدر بثمن .
ثم أين العالم من “المشاريع العملاقة” التي إقامتها المدينة وبفترات قياسية فأنت ما أن تعتلي أقرب جسر فيها حتى لترى أبراجها وقبابها وتلك المشاريع التي بنيت بحق كأرقى درجات العمران في العالم ، وأخذ العالم منها كل تلك الأفكار لتكررها في بلدانها أملاً في أن تثني شعوبها عن الذهاب الى بغداد فمطاراتها على عددها وسعتها لم تعد تستوعبهم ولا حتى فنادقها الرهيبة التي غطت باب الشرقي والعلاوي ….
بغداد … حبيبتي .. عذراً ..
zaherflaih@yahoo.com
أتراها فتوى من فتاوى التكفير أم مزحة من مزح الامبريالية العالمية التي تشوه سمعة المدن المتحضرة التي يشهد لها العالم بدرجة رقيها وتطورها وبالأخص خلال السبعة سنوات المنصرمة التي كانت سبعتها السمان .. تلك السبعة التي شهدت بها تلك المدينة الغافية في أحضان نهرها الخالد “دجلة الخير” أوج عظمتها حتى طغت حضارتها في بلاد المشرق والمغرب .
بغداد تلك المدينة التي يتلهف السياح إليها لأنهم أحبوها أكثر من أوطانهم ، فتلك القبب الكبيرة والأبراج التي تغلف أجواءها بالحب لا تسمح لأحد إلا ان يطّوف بها ولو لمرة في العمر ، تلك الأجواء النقية التي يعطرها شذى الياسمين وفي الليل تقدح ” الملكة” بأرقة العطور الملائكية لتنشد للعالم أجمل أغان السلام .
بغداد تلك المساحة الخضراء الواسطة من سطح الأرض هي جنة من جنان الله أهداها للعراقيين كي يرتعوا بها حد الثمالة .. فلا بطالة ولا زبالة ولا حيوانات سائبة ولا مفخخات ولا كواتم ولا لواصق ولا جو مترب ولا عطش والأنهار ملت من ماءها ولا قتل على الهوية ولا ملك الموت الذي أشترى له بيتاً فوق أعلى منطقة فيها ولا زحمة ولا قطاع طرق ولا كبسلة ولا مخدرات ولا عصابات السرقة تغتال ضحكة الأبرياء والشوارع حسب المقاييس العالمية بلا حفر ولا كهرباء تنقطع ولا مجاري طافحة بالقذارة.
فالناس يذهبون في بغداد أعمالهم باكراً ولا شيء يعكر صفوهم مثل مواكب السادة السياسيون الذي يركبون مثلهم باصات النقل العامة وبلا حماية ولماذا الحماية والحب سيغرق البلد كالطوفان ، وتفاجأت في يوم من الأيام وأنا أرى وزيراً يركب دراجته كي يصل الى وزارته لا لشيء ولكن لخوفه على المدينة من التلوث الذي يطلقه عادم سيارته القديمة والتي ورثها من أبيه الذي كان أيضاً وزيراً ولكنه كان يمتطي الحمار لا الدراجة ولنفس السبب !!
الحكومة لم يبق عليها إلا ألف سنة وتتشكل أما لماذا لم تشكل الحكومة ؟ فذلك لأن الشعب قرر موعدها وهو من سيشكلها والخلاف الآن على مكان المدينة ترفيهية (والت ديزني) العاشرة أين سيتم بناءها فأهل الكرخ مختلفون مع أهل الرصافة على ذلك واعتقد ان الحكومة ستبني مدينتين لحل الخلاف فهي تربأ بنفسها أن تكون سببا في أختلاف أثنان بشيء في العراق فكيف إذا كان الأختلاف بين نصفي المدينة !
والساسة متحابون فيما بينهم فهم كالأخوة يعيشون في بيت واحد “العراق” هو نصب أعينهم جميعاً ولم يغادروا العراق منذ الانتخابات لأنهم يكرهون مغادرته ولكونهم كالسمكة إذا تركت الماء فطست !
وساستنا هؤلاء يحبون العراق فنحن نرى صورهم دائماً عندما يجتمعون على الموائد وهم مبتسمون يمليء الضحك أشداقهم وعيونهم تلمع بالأمل الكبير أنهم متفائلون لدرجة كبيرة ولا يهددون بالطائفية ، الطائفية .. فنحن لا نعرف معنى الطائفية هل هي وجبة طعام مثل الدليمية !! ومشكلتهم أنهم جميعهم لا يريدون رئاسة الوزراء من التعفف ولا يبحثون حتى في القمامة عن المناصب السيادية ، حتى بدأوا يرمون بهذا الحمل أحدهما على الآخر كالكرة مثلما فعل فريقنا بخماسي الكرة الذي خرج من كأس آسيا خالي الوفاض إلا انه قد يحصل على جائزة اللعب النظيف !
ساستنا إن اختلفوا بشيء يجلسون فيما بينهم ليحلو الخلاف حتى لو أضطرهم الى الأستقالة جميعاً وترك الحكم للشعب ليحكم نفسه والشعب هو يحكم نفسه الآن ، فمئآت الوزراء والمدراء العامون قد استقالوا من مناصبهم والسبب أنهم شربوا عن طريق الخطأ كوب شاي أضافي فوق الحصة المقررة لكل منهم يومياً ، لا مثل اليابان أو كوريا أو فرنسا أو سويسرا و”جنيفها” الغارقة في وحل التخلف والفساد ، تلك البلدان المتخلفة الصليبية، التي ينتشر فيها الفساد المالي والإداري .. فنحن لا نعرف الرشوة فقد نسيناها منذ عشرات السنين فأنت عندما تقترب من أي دائرة حكومية خدمية يهب لك مديرها العام وبجانبه معاونه لمساعدتك وتسهيل معاملتك ويجلسك في صالة خمسة نجوم تطوف عليك بها مضيفات الخطوط الجوية العراقية “المفلسة ” ، المفلس بالقافلة أمين، بما لذ وطاب من مشروبات وطعام وإذا تأخرت معاملتك فأنت مدعو لطعام الغداء في أرقى المطاعم في بغداد أو حتى يطلبوا لك “دليفري” ! وفي بعض الأحيان يعطوك تعويضاً مالياً لأنهم قد تسببوا في تأخيرك وضياع وقتك الذي لا يقدر بثمن .
ثم أين العالم من “المشاريع العملاقة” التي إقامتها المدينة وبفترات قياسية فأنت ما أن تعتلي أقرب جسر فيها حتى لترى أبراجها وقبابها وتلك المشاريع التي بنيت بحق كأرقى درجات العمران في العالم ، وأخذ العالم منها كل تلك الأفكار لتكررها في بلدانها أملاً في أن تثني شعوبها عن الذهاب الى بغداد فمطاراتها على عددها وسعتها لم تعد تستوعبهم ولا حتى فنادقها الرهيبة التي غطت باب الشرقي والعلاوي ….
بغداد … حبيبتي .. عذراً ..
zaherflaih@yahoo.com