عالمنا اليوم عبارة عن منظومة واحدة فأن حدثاً ما في الصين سيؤثر حتما في أي بقعة من جنوب أفريقيا، والمنظومة التي تربط بين المشرق والمغرب والشمال والجنوب عبارة عن آليات الكترونية بالغة التعقيد بقدر ما تحاول أن تكون شفافة إلى ابعد حد ، والآليات الالكترونية هذه تشغل من حجم كرتنا الأرضية جزءا يسيرا جداً بالحجم المكاني ، لكنها تمتد لتقطع كل طبقتنا الاوكسيجينية وما فوقها عرضاً وطولاً ومكعباً حتى ، ببساطة دون مقدمة اكبر تجعلني امجد بهذه الآليات وتسمية لها كي لا تكون لغزا فإنها الإعلام الفضائي ، والإعلام الفضائي تعبير لا يشبه مثلاً عالم الفضاء ، رغم انه يمتلك من الأسرار ما يمتلكه عالم الفضاء وقد ينقص قليلاً على فرض أننا لا نزال هناك أي في الفضاء ضمن حالة كشف دائمة غير منقطعة وحين نقف عند نقطة أخيرة محددة فأننا سنوجه لأنفسنا السؤال الأصعب “من جاء أولا البيضة أم الدجاجة” ليتحفنا اليقين بأننا لا نزال في أول المشوار.
وبما أنني صحافي بسيط لا يفقه من علم الفضاء شيئاً فأنني من الممكن هنا ان أعرج إلى موضوعي الأساس وهو الإعلام الفضائي صاحب الريادة في كسر ضرورة القراءة والبحث والسفر لاكتشاف عوالم جديدة ، لأنك ودون أن تجهد أي من حواسك تستطيع أن تقّلب من كرسيك الصامت في البيت آلاف من القنوات الفضائية الناطقة بكل لغات العالم إلا ما ندر ، من هنا أصبح مجتمعنا الإنساني أسير دكة التلفاز وجزء منا دون أن يترك هذه الدكة يستجم أحيانا بدكة أخرى هي جزء من فضاء الإعلام الجديد وهو الانترنت ، وبما ان الطبيعة الإنسانية تبحث عادة عن ما يثير توهج انفعالاتها الغرائزية او النفسية او العصبية او العقلية فأنه يبحث عن الصورة والصوت معا مع تواجد واضح للمصداقية ، على الأقل في معرفة جهة بث الصورة والصوت هذه ، فتهيأ رغم عن الجميع أقمار جديدة تختلف اختلافا كليا عن الأقمار المقفرة الحجرية التي نشاهدها أول الليل وآخره ، من هنا بدأنا المشاهدة فرحين كغيرنا ممن سبقونا ومن سيلحقون بركبنا المنفعل كلً إلى حاجته في المشاهدة ، وبسياق اعتيادي غير رسمي ورسمي أيضا بدت تتضح ملامح البث الفضائي أكثر خلال السنوات القليلة الماضية وبتنا نشعر أن أكثر ما يمكن أن ننتمي إليه هو التوجه الحر وباتت كثر من إدارات البث الفضائي على مستوى القنوات وعلى مستوى ارفع إدارات الأقمار الاصطناعية الفضائية تؤمن حتمية الالتزام بمبدأ تحرر البث من قيود المجتمعات التي تعيش ضمنها هذه القنوات وهذه الأقمار لان المجتمعات حالها حال كل متغير تطمح للتوازن البيئي العقلي وهذين التوازنين ينهجان نحو منهاج الحرية والأخذ بالأحسن مع احترام تواجد السيئ أين كانت ضفته.
بعد كل ذلك وخلافا لركائز الحرية والتعددية التي يطمح العالم بأن تسود رغم معارضة المؤسسات ذات التوجه الأحادي القطب والمنحازة لسياسة التعطش للدماء نجد أن هناك رفضاً غريباً يسود بعضا من إدارات الأقمار (العربية) لان تكون واحاتهم الفضائية غنية بكل أصناف التكوين السياسي والاجتماعي والعقائدي لمنطقتهم حيث باتت هذه الإدارات ترفع شعار تكميم الآخر فضائياً تماشياً مع تكميمه ارضياً بالطبع ، وخير مثال على ذلك ما تواجهه قناة العالم الإخبارية ، فبالرغم من أنها مؤسسة إعلامية (إيرانية) غير عربية بالطبع ، لكنني وكمتابع اختص بعض الشيء بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي فأنني أجدها وسيلة إعلامية مرئية عربية وتمثل في الكثير من الأحيان صوت مجموعة من الناس العرب على مختلف توجهاتهم الدينية والانتمائية السياسية يعيشون على ارض العرب ويشربون من شواطئ وبحار العرب ويأكلون من خيرات أرضهم العربية ، بل ولهم من الرصيد الإنساني البطولي في الدفاع عن انتمائهم العربي وعن أرضهم ما يفوق الكثير مما نلتمسه في تاريخ أصحاب هذه الأقمار وقائدي فكرها المنغلق ، ومن هنا فأن التبجح بالأسباب الغير الحقيقية للمنع تكون أسوء من فكرة المنع أساسا ، حيث نسمع من التهم المسببة للمنع أن (العالم) تدعم الإرهاب في غزة وجنوب لبنان أو ذات توجه يعمل على بث الأفكار والمشاهد التي من شانها أن تمزق وحدة المجتمع العربي أو تسيء إلى تاريخه او من يعتبر أن فضائية العالم (صوت إقليمي ذو مكائد ودسائس) ، وان رجعنا إلى كل هذه التهم فأننا سنجد دون توخي لحذر أو قياس خوف من وقوع في خلل أواختلال أن العمل على دعم لبنان وغزة والتمسك بفلسطين العربية يكفي لأن تكون هذه القناة مدللة الأقمار العربية والإسلامية ، أليس قضية فلسطين وتحرير الأرض العربية من كل محتل او غازٍ او محتال هي قضايا العرب اجمع ومن خلفهم المسلمين؟ ، وما يسيء أكثر إلى أصحاب رأي المنع والتضييق والحجب أنهم يتعاملون على خلفية النظر بعين واحدة ، أليس هناك من القنوات الفضائية (العربية) باتت تسمي التدخلات الأجنبية في القرار العربي وفي الأرض العربية مجرد تفاهمات واقتراحات ، بل وتغاضت عن تسمية الاحتلال بالاحتلال وقوى الاستعمار الجديد بالاستعمار فاتخذت من تسميات (التحالف) و(دولة إسرائيل) يافطة كبيرة محفورة كوشم أصفر على صدور أصحاب هذه القنوات ، لكنني كمواطن عربي ومتابع أعلامي للحراك الفضائي لن اقبل أصلا رغم كل ذاك بإغلاق هذه القنوات رغم اختلافي الجذري معها في المنهج والخلفية ، لأننا في زمن يقف أمام كل مغلق بوجه مفتوح وكل سر على انه عوالم من العلنية المفرطة وعلينا نحن أصحاب عقول الألفية الجديدة والقادمة على الأقل أن نميز ماذا نود ومن نختار والى أي توجه تقع أعيننا ، والسبب في ذلك أن الجميع بات على خط واحد من المشاهدة والمعرفة وان لا مجال في عالمنا الجديد للمنع والتكميم والغلق ، وان من يمارس هذا النهج إعلاميا او غير إعلامي سيكون نصيبه قلة المشاهدة او ضعفها ، ويبقى السؤال لهؤلاء كم تودون أن تبقوا خارج العالم ، وان كان بتصوركم أنكم اليوم تحت حماية قوى كبيرة تدعم زورا الحرية وتمجد التحرر والدمقرطة فأنكم ستكونون يوما ورقة سوداء فارغة من المضمون غير صالحة للكتابة أو القراءة أو حتى لعمل مثلث لتعليم الأطفال شكلا هندسياً.
كإعلام فضائي عربي الخطوة الصحيحة نحو المضي بمجتمعاتنا لتقبل الآخر واحترامه ودعم تواجده كشريك أساسي وفعال هو أن نكون ذوي وعي بأدوار الجميع وان كانوا على خلاف توجهاتنا ورؤانا لان صاحب الحق وحده من يغلب أخر الأمر مكبلاً كان أم حراً طليق.
وبما أنني صحافي بسيط لا يفقه من علم الفضاء شيئاً فأنني من الممكن هنا ان أعرج إلى موضوعي الأساس وهو الإعلام الفضائي صاحب الريادة في كسر ضرورة القراءة والبحث والسفر لاكتشاف عوالم جديدة ، لأنك ودون أن تجهد أي من حواسك تستطيع أن تقّلب من كرسيك الصامت في البيت آلاف من القنوات الفضائية الناطقة بكل لغات العالم إلا ما ندر ، من هنا أصبح مجتمعنا الإنساني أسير دكة التلفاز وجزء منا دون أن يترك هذه الدكة يستجم أحيانا بدكة أخرى هي جزء من فضاء الإعلام الجديد وهو الانترنت ، وبما ان الطبيعة الإنسانية تبحث عادة عن ما يثير توهج انفعالاتها الغرائزية او النفسية او العصبية او العقلية فأنه يبحث عن الصورة والصوت معا مع تواجد واضح للمصداقية ، على الأقل في معرفة جهة بث الصورة والصوت هذه ، فتهيأ رغم عن الجميع أقمار جديدة تختلف اختلافا كليا عن الأقمار المقفرة الحجرية التي نشاهدها أول الليل وآخره ، من هنا بدأنا المشاهدة فرحين كغيرنا ممن سبقونا ومن سيلحقون بركبنا المنفعل كلً إلى حاجته في المشاهدة ، وبسياق اعتيادي غير رسمي ورسمي أيضا بدت تتضح ملامح البث الفضائي أكثر خلال السنوات القليلة الماضية وبتنا نشعر أن أكثر ما يمكن أن ننتمي إليه هو التوجه الحر وباتت كثر من إدارات البث الفضائي على مستوى القنوات وعلى مستوى ارفع إدارات الأقمار الاصطناعية الفضائية تؤمن حتمية الالتزام بمبدأ تحرر البث من قيود المجتمعات التي تعيش ضمنها هذه القنوات وهذه الأقمار لان المجتمعات حالها حال كل متغير تطمح للتوازن البيئي العقلي وهذين التوازنين ينهجان نحو منهاج الحرية والأخذ بالأحسن مع احترام تواجد السيئ أين كانت ضفته.
بعد كل ذلك وخلافا لركائز الحرية والتعددية التي يطمح العالم بأن تسود رغم معارضة المؤسسات ذات التوجه الأحادي القطب والمنحازة لسياسة التعطش للدماء نجد أن هناك رفضاً غريباً يسود بعضا من إدارات الأقمار (العربية) لان تكون واحاتهم الفضائية غنية بكل أصناف التكوين السياسي والاجتماعي والعقائدي لمنطقتهم حيث باتت هذه الإدارات ترفع شعار تكميم الآخر فضائياً تماشياً مع تكميمه ارضياً بالطبع ، وخير مثال على ذلك ما تواجهه قناة العالم الإخبارية ، فبالرغم من أنها مؤسسة إعلامية (إيرانية) غير عربية بالطبع ، لكنني وكمتابع اختص بعض الشيء بالإعلام المقروء والمسموع والمرئي فأنني أجدها وسيلة إعلامية مرئية عربية وتمثل في الكثير من الأحيان صوت مجموعة من الناس العرب على مختلف توجهاتهم الدينية والانتمائية السياسية يعيشون على ارض العرب ويشربون من شواطئ وبحار العرب ويأكلون من خيرات أرضهم العربية ، بل ولهم من الرصيد الإنساني البطولي في الدفاع عن انتمائهم العربي وعن أرضهم ما يفوق الكثير مما نلتمسه في تاريخ أصحاب هذه الأقمار وقائدي فكرها المنغلق ، ومن هنا فأن التبجح بالأسباب الغير الحقيقية للمنع تكون أسوء من فكرة المنع أساسا ، حيث نسمع من التهم المسببة للمنع أن (العالم) تدعم الإرهاب في غزة وجنوب لبنان أو ذات توجه يعمل على بث الأفكار والمشاهد التي من شانها أن تمزق وحدة المجتمع العربي أو تسيء إلى تاريخه او من يعتبر أن فضائية العالم (صوت إقليمي ذو مكائد ودسائس) ، وان رجعنا إلى كل هذه التهم فأننا سنجد دون توخي لحذر أو قياس خوف من وقوع في خلل أواختلال أن العمل على دعم لبنان وغزة والتمسك بفلسطين العربية يكفي لأن تكون هذه القناة مدللة الأقمار العربية والإسلامية ، أليس قضية فلسطين وتحرير الأرض العربية من كل محتل او غازٍ او محتال هي قضايا العرب اجمع ومن خلفهم المسلمين؟ ، وما يسيء أكثر إلى أصحاب رأي المنع والتضييق والحجب أنهم يتعاملون على خلفية النظر بعين واحدة ، أليس هناك من القنوات الفضائية (العربية) باتت تسمي التدخلات الأجنبية في القرار العربي وفي الأرض العربية مجرد تفاهمات واقتراحات ، بل وتغاضت عن تسمية الاحتلال بالاحتلال وقوى الاستعمار الجديد بالاستعمار فاتخذت من تسميات (التحالف) و(دولة إسرائيل) يافطة كبيرة محفورة كوشم أصفر على صدور أصحاب هذه القنوات ، لكنني كمواطن عربي ومتابع أعلامي للحراك الفضائي لن اقبل أصلا رغم كل ذاك بإغلاق هذه القنوات رغم اختلافي الجذري معها في المنهج والخلفية ، لأننا في زمن يقف أمام كل مغلق بوجه مفتوح وكل سر على انه عوالم من العلنية المفرطة وعلينا نحن أصحاب عقول الألفية الجديدة والقادمة على الأقل أن نميز ماذا نود ومن نختار والى أي توجه تقع أعيننا ، والسبب في ذلك أن الجميع بات على خط واحد من المشاهدة والمعرفة وان لا مجال في عالمنا الجديد للمنع والتكميم والغلق ، وان من يمارس هذا النهج إعلاميا او غير إعلامي سيكون نصيبه قلة المشاهدة او ضعفها ، ويبقى السؤال لهؤلاء كم تودون أن تبقوا خارج العالم ، وان كان بتصوركم أنكم اليوم تحت حماية قوى كبيرة تدعم زورا الحرية وتمجد التحرر والدمقرطة فأنكم ستكونون يوما ورقة سوداء فارغة من المضمون غير صالحة للكتابة أو القراءة أو حتى لعمل مثلث لتعليم الأطفال شكلا هندسياً.
كإعلام فضائي عربي الخطوة الصحيحة نحو المضي بمجتمعاتنا لتقبل الآخر واحترامه ودعم تواجده كشريك أساسي وفعال هو أن نكون ذوي وعي بأدوار الجميع وان كانوا على خلاف توجهاتنا ورؤانا لان صاحب الحق وحده من يغلب أخر الأمر مكبلاً كان أم حراً طليق.