محسن عبد المعطي محمد عبد ربه
(1)
وَدَاءُ الْعِشْقِ لَيْسَ لَهُ الْتِئَامُ
أَيَا قَيْسُ الْمُتَيَّمُ حُبَّ لَيْلَى=وَدَاءُ الْعِشْقِ لَيْسَ لَهُ الْتِئَامُ
قَتَلْتَ النَّفْسَ فِي زَمَنٍ ذَبِيحٍ=بِهِ الْأَشْوَاقُ تُوأَدُ أَوْ تُضَامُ
وَلَمْ تَقْدِرْ عَلَى الْحِرْمَانِ مِنْهَا=تُنَاجِيكَ التَّحِيَّةُ وَالسَّلَامُ
فَلَيْلَى فِي الْجَمَالِ مَلَاكُ عِشْقٍ=وَقَلْبُكَ بِالْبُنَيَّةِ مُسْتَهَامُ
أَلَا فَابْكِيهِ يَا لَيْلَى بِدَمْعٍ=تَخَطَّفَهُ الْمَلَائِكُ وَالْحِمَامُ
بِأَيَّامٍ تُتَاجِرُ فِي شُعُورٍ=وَقَلْبُ الْعَاشِقِ الْمَبْلِي حُطَامُ
فَمِلْيُونِيرُ بِالْمَالِ اشْتَرَاهَا=وَقَيْسُ يَمُوتُ إِذْ عَزَّ الْمُقَامُ
(2)
وَفِي الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ يَحْلُو التَّمَدُّحُ
(مُهْدَاةٌ إِلَى أخي الغالي الأديب المغربي أحمد الشيخاوي محرر كواليس ثقافة وأدب مع خالص شكري ومودتي وتقديري ..شُكْراً مِنْ أَعْمَاقِ الْقَلْبِ..نَاطِقَةٌ بِمَعَانِي الْحُبِّ)
إِذَا تَثْقُلُ الْأَحْمَالُ صَحْبِي تَدَالَحُوا = وَقَدْ ثَارَ يَوْمٌ فِي الْمُلِمَّاتِ أَجْلَحُ
أَخَا الْخَطْبِ إِنْ يَثْقُلْ عَلَيَّ فَمَنْ لَهُ = سِوَاكَ أَمِيرٌ يَحْتَوِي وَيُنَقِّحُُ ؟!!!
وَمَنْ ذَا سِوَى الشَّيْخَاوِىْ رِئْبَالُ عَصْرِهِ = أَدِيبٌ وَمِلْءُ السَّمْعِ بَاتَ يُرَجَّحُ ؟!!!
إِذَا عَمَّنِي مِنْكَ الْوِدَادُ فَمَرْحَباً = بِأَسْمَى أَدِيبٍ فِي الْبِلَادِ يُرَشَّحُ
عُلُومٌ وَآدَابٌ وَأَخْلَاقُ عَالَمٍ = يَفِيضُ بِحُبٍّ مَالِكٍ وَيُمَنِّحُ
أَلَا اسْمَحْ فَإِنِّي فِي عُلَاكَ لَمَادِحٌ = وَفِي الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ يَحْلُو التَّمَدُّحُ
بِلَادٌ مِنَ الْآدَابِ فَاضَتْ بِنُخْبَةٍ = فَخَارٌ وَرَوْضٌ بِالْمَكَارِمِ أَفْيَحُ
(3)
وَلِيدْ..فِي الْعِيدْ{قِصَّةٌ..شِعْرِيَّةٌ تُبَيِّنُ تَرَاحُمَ الْمُسْلِمِينَ وَتَوَادَّهُمْ وَتَعَاطُفَهُمْ}
إِنَّهُ عِيدٌ سَعِيدْ=يَا حَبِيبِي يَا وَلِيدْ
قُمْ إِلَى{الدُّولَابِ}وَارْمُقْ=كُلَّ أَلْوَانِ الْجَدِيدْ
حُلَّةً جِلْبَابَ صُوفٍ=فَادْنُ وَالْبَسْ مَا تُرِيدْ
وَانْتَظِرْ أَحْلَى فُطُورٍ=مِنْ لُحُومٍ وَثَرِيدْ
وَسَنَمْضِي يَا وَلِيدِي=وَنُصَلِّي نَفْلَ عِيدْ
صَمَتَ الطِّفْلُ وَلِيدْ=كَانَ ذَا عَقْلٍ رَشِيدْ
دَخَلَ الْحُجْرَةَ يَبْكِي=مِثْلَمَا تَبْكِي الْوُرُودْ
فَدَنَا الْوَالِدُ يُصْغِي=حَائِراً مِثْلَ الشَّرِيدْ
سَأَلَ الطِّفْلَ بِرِفْقٍ= كَيْفَ تَبْكِي يَوْمَ عِيدْ؟!!!
قَالَ:عَقْلِي مِثْلُ طَيْرٍ=فِي ذُرَى بَيْتِ{فَرِيدْ}
إِنَّهُ أَغْلَى صَدِيقٍ=كَيْفَ أَحْنُو وَأَجُودْ؟!!!
***
ضَحِكَ الْأَبُّ سَعِيداً=قَائِلاً:عَاشَ الْوَلِيدْ
قُمْ إِلَى بَيْتِ{فَرِيدْ}=أَعْطِهِ بَعْضَ النُّقُودْ
مَا اسْتَحَقَّ الْعَيْشَ يَوْماً=صَاحِبُ الْقَلْبِ الْبَلِيدْ
(4)
يَا..نَجْمَةَ اللَّيْلِ الْحَزِينْ
يَا..نَجْمَةَ اللَّيْلِ الْحَزِينِ خُذِينِي=أَعْدُو إِلَى مَرْسَايَ فَوْقَ سَفِينِي
فُجِعَتْ بِلاَدُ النِّيلِ فِي أَبْنَائِهَا=وَتَحَسَّرَتْ مِنْ قَسْوَةِ السِّكِينِ
أَحْشَاؤُهَا انْتُزِعَتْ لِأَجْلِ عِصَابَةٍ=أَوْغَادُ نَكْبَتِنَا وَرَدُّ سُجُونِ
***
يَا..نَجْمَةَ اللَّيْلِ الْحَزِينِ دَعِينِي=بَلْوَايَ شَدَّتْنِي لِبَحْرِ شُجُونِي
لِأَعِيشَ فِي الْأَوْهَامِ دَهْراً كَامِلاً=وَيُقَدِّسُ التُّرْبَ الْحَزِينَ يَقِينِي
مَاذَا تَبَقَّى لِلْحَزَانَى..نَجْمَتِي=مِنْ ضَوْئِكِ الْفَتَّانِ مِثْلَ عُيُونِي؟!!!
عَجَبِي عَلَى قَوْمٍ تَخَلَّوْا عُنْوَةً=عَنْ نُورِهِمْ فِي بُعْدِهِمْ عَنْ دِينِي
(5)
يُدَنْدِنُ الْحُبْ
تَعَالَ لِي يَا حَبِيبَ الْقَلْبِ يَا عَزَبُ=نَهْرُ الْوِصَالِ بِيَخْتِ الحُبِّ يَقْتَرِبُ
دَعْ عَنْكَ سَلَّاتِ هَمٍّ عَاشَ فِي أَلَمٍ=يُدَنْدِنِ الْحُبَّ فِي أَوْتَارِهِ عَصَبُ
وَدَعْ كُنُوزَ الدُّنَا فِي حِجْرِ عَاشِقِهَا= وَدَعْ غِلَالَ الشَّقَاءِ الْمُرِّ تُخْتَلَبُ
هَذِي الصَّنَادِيقُ تَحْوِي الْمَالَ مُكْتَنَزاً=أَنْتَ كُنُوزُ الدُّنَا بِالْمِسْكِ تَخْتَضِبُ
أَنْتَ الَّذِي سَطَّرَ الْأَحْلَامَ فِي خَلَدِي=مُتَيَّمٌ وَجَلَالَ الْعِشْقِ تَصْطَحِبُ
اَلْحُبُّ وَالْفَقْرُ كَنْزٌ لَا مَثِيلَ لَهُ=إِنَّ الْغِنَى لِجَمَالِ الرُّوحِ مُنْجَذِبُ
سِحْرُ الْجَمَالِ عَلَى الْأَلْبَابِ مُطَّلِعٌ=يُزْهَى بِهِ الْحُبُّ وَالْآهَاتُ تَنْقَلِبُ
(6)
مَنْفَذٌ لِجِنَانِ الْعِشْقْ
وَالرَّاسِخُونَ بِفَضْلٍ مِنْ سَنَا الْبَارِي = فِي الْحُبِّ جَادُوا بِلَا بُخْلٍ وَإِقْتَارِ
اَلْعَارِفُونَ أَنِينَ الشَّوْقِ مُنْسَجِماً = وَفِي دُجَى اللَّيْلِ يَشْكُو مِثْلَ إِعْصَارِ
فِي نَهْنَهَاتِ الْهَوَى إِيقَاعُ كَوْكَبِهِمْ = يَسْرِي بِهِ الْحُبُّ فِي رَعْدٍ وَأَمْطَارِ
اَلْقَابِضُونَ بِإِعْزَازٍ وتَكْبِرَةٍ = عَلَى جِمَارِ حَنِينٍ عَاشَ فِي الْغارِ
عَرِّجْ بِنَا يَا بُرَاقَ الْعِزِّ فِي شَغَفٍ = نَلْمَحْ هَوَاهُمْ بِتَسْبِيحٍ وَإِكْبَارِ
أَهْلُ الْهَوَى عُذِّبُوا لَكِنَّهُمْ وَصَلُوا = لِمَنْفَذٍ لِجِنَانِ الْعِشْقِ مَوَّارِ
جَابُوا سَمَاءَ الْهَوَى وَاسْتَمْتَعُوا زُمَراً = بِكَاسِ خَمْرٍ مِنَ الْفِرْدَوْسِ مِعْطَارِ
(7)
مَالِي أَرَى الْحُزْنَ يَشْدُو فَوْقَ قَيْثَارِي
مَالِي أَرَى الْحُزْنَ يَشْدُو فَوْقَ قَيْثَارِي = وَالْكَوْنُ يَرْقُصُ فِي عُجْبٍ وَإِبْهَارِ ؟!!!
مَا لِلْحَيَاةِ تَسِيرُ الْيَوْمَ ضَاحِكَةً = وَلَمْ تُنَكِّسْ بُنُودَ اللَّهْوِ فِي الصَّارِي ؟!!!
وَكَيْفَ لِلْأَرْضِ دَارَتْ مِثْلَ عَادَتِهَا = لَمْ تَكْتَرِثْ بِضَيَاعِ الْحِبِّ وَالْجَارِ ؟!!!
وَالشَّمْسُ تُشْرِقُ مِنْ أَحْلَى مَشَارِقِهَا = مِنَ الْمَغَارِبِ بَاتَتْ فِي دُجَى السَّارِي ؟!!!
وَقَدْ تَنَاغَمَ نَايُ الصَّبِّ فِي قَمَرٍ = يُزَيِّنُ اللَّيْلَ فِي إِيقَاعِ إِبْشَارِ
أَمَّا النُّجُومُ بِلَا قَصْدٍ تُدَاعِبُنَا = وَنُورُهَا بَيْنَ أَشْمَاسٍ وَأَقْمَارِي
تِلْكَ الطُّيُورُ تُغَنِّي فَوْقَ دَوْحَتِهَا = كَكُلِّ يَوْمٍ بِإِيسَارٍ وَإِعْسَارِ
لَمْ يَتَوَقَّفْ مِسِيرُ الْكَوْنِ مُرْتَجِزاً = بَيْتَ الرِّثَاءِ بِتَأْبِينٍ وَإِشْهَارِ
فَلَا تَخَيَّلْ أَزِيزَ الْحُزْنِ فِي كَبِدِي = إِذْ مَا رَحَلْتَ حَبِيبِي بَعْدَ أَسْفَارِ
وَلَمْ تُوَلِّ حَيَاةُ الْكَوْنِ فِي أَسَفٍ = وَلَمْ تَزُلْ يَا حَيَاتِي بَعْدَ إِدْبَارِ
(8)
سُورِيَّتِي
كَأَنَّمَا الْكَوْنُ مَوْلُودٌ بِآذَارِ = وَيَشْرَبُ الْغَيْثَ غَضّاً بَعْدَ إِجْفَارِ
حَبَّاتُ غَيْثٍ تُثِيرُ الدِّفْءَ فِي جَسَدِي = تُثْرِي الْحَيَاةِ مَعَ اسْتِغْفَارِ أَسْحَارِ
سُورِيَّةُ الْمَجْدِ مَرْسُومٌ عَلَى خَلَدِي = أَنَّ الْحَيَاةَ نُبُوءَاتٌ لِثُوَّارِ
فَاصْدَعْ بِمَا سَنَّهُ الْبَارِي لَنَا بِيَدٍ = أَثْنَتْ عَلَى الْمُلْكِ فِي تَلْمِيسِ شُطَّارِ
جَابُوا الْحَيَاةَ عَلَى اسْتِبْطَاءِ خُطْوَتِهَا = بِمَا يُسَمُّونَهُ نَصْراً لِأَحْرَارِ
سُورِيَّتِي فَدَعِينِي أَرْتَشِفْ نَفَساً = يُعَبِّئُ الْكُلَّ فِي أَعْقَابِ إِقْصَارِ
فَوَحِّدِي الْخَطْوَ فِي مُسْتَقْبَلٍ أَرِبٍ = يُنْجِي الْجَمِيعَ مَعَ اسْتِبْسَالِ طَيَّارِ
(9)
جَفْنَاكِ عَلَّمَانِي الْحُبْ
مَعِي أُحِبُّكِ فِي جَهْرِي وَإِسْرَارِي = أُحِبُّ فِطْرَةَ مَنْ يَهْفُو لِأَخْبَارِي
أَنْتِ النَّسَائِمُ فِي قَلْبِي أُعَلِّقُهَا = حِرْزاً وَحِفْظاً فَطُوبَى لِلهَوَى الْجَارِي
قَلْبِي يُحِبُّكِ يَا مَجْنُونَتِي أَبَداً = وَلَوْ تَهَيَّتْ لِقَلْبِي نِسْوَةُ الزَّارِ
عَبِيطَةَ الْحُبِّ تِيهِي فِي شَذَا كَلِمِي = وَاسْتَنْشِقِي الْحُبَّ مِنْ بُسْتَانِ أَعْطَارِي
سَذَاجَةُ الحُبِّ فِي عَيْنَيْكِ تَجْذِبُنِي = حَتَّى أَضُمَّكِ فِي أَلْحَاظِ مِنْظَارِي
عَيْنَاكِ رِمْشَاكِ خَدُّ الْبَحْرِ أَقْطِفُهُ = وَفُوكِ أَحْلَى بِقُبْلَاتِي وَأَسْمَارِي
جَفْنَاكِ قَدْ عَلَّمَانِي الْحُبَّ فِي وَلَهٍ = أَنَا المُتَيَّمُ يَا شَهْدِي وَأَنْهَارِي