صدر حديثا عن دار زحمة كتاب للنشر ديوان نَكْهَةٌ شَهِيَّة للكاتب عادل اليافعي ويقول الشاعر عن رؤيته الفنية في كتابته
لَم أبتعد كثيراً في ديواني الجديد ( نَكْهَةٌ شَهِيَّة ) عَن ديواني السّابِق ( ذِكرياتٌ خلف الأُفق ). إنّما وجهُ الإختلاف ,أنّني تعمّقتُ أكثر في جّذورِ الُّلغة العربيّة ,وقُمتُ بإعداد وجبة الشِّعر بِكُلِّ تأنِّ ,لِتكون في النهاية ذات ــ نكهةٌ شهيّة ــ وهذا ما دعاني إلى إطلاق الإسم على الدّيوان.
يتحدّث الدّيوان في أغلب محتواهُ لُغة الحُب ,والذي نحتاجهُ كالماء والهواء في كُلِّ حين ..
ولكن ,هُناك لُغات أُخرى يتحدّثها الديون ؛ فهُناكَ الُّلغة الإجتماعيّة ,والتي هي جُزء مِن حياتنا ,إن لم تَكُن هي الحياة بِقوالِبها المُتعدِّدة. فالإجتماعية ؛ ليستْ الأُسرة والعِلاقات ما بين فردٍ وفرد فقط ,إنّما هي أيضاً طُرقُ الحياة الكثيرة .. والتي تبدأُ بالمهد ــ وتنتهي بالّلحد ! وما بينهُما ,تتفرّعُ الدُّروب التي ترسُم ملامح الحياة والوجوه .. الإجتماعيّة ؛ هي العلاقات البريئة بين الأفراد ــ في الأُسرة الواحِدة أو في المُجتمع كعموم. هي أيضاً ؛ التّوجية والنُصح ,وتزكيّة ( قُبح الحياة ) إن جاز التّعبير ,بإلباسهُ قِناعاً جميلاً ,ولو بِشكل مؤقت ,حتى تنجلي غيوم الحُزن التي تَحضُر في غيرِ أوانِها. ويطولُ الحديث عن الإجتماعيّة. إنّما حاولت اختصار دربٍ طويل.
وأمّا الُّلغة الثالثة ,فلم تأخُذ حيّزاً كبيراً في الدّيوان ,ألا وهي لُغة السّياسة ,والتي يتحدّث بِها الوطن العربي بأكملهُ إن لم أُبالغ وأقُل العالم كلُّهُ .. ولكنّي ,ورغم شعبيّتها الجّارفة ,لَم أُعطِها الفُرصة للدّخول في أروقة الدّيوان بِحُرّيّة ,ولَم أُعطِها المساحة ( التي رُبّما تستحِقُّها ) بِنيّةٍ مُبيّتة بِأن يكون صوت العاطِفة والقلب أعلى مِن صوت السّياسة.
أتمنّى أن يكون الدّيوان على قدرِ تطلُّعاتِ القُرّاء الذين تشتهي قُلوبهُم الحُب. وتتمنّى إيجاد يَدٍ تُمسِكُ بِها بِحُبٍّ وحنان ,وتوجِّهها توجيهاً صحيحاً لإيجاد حلول لِما تعسّر في الأفئِدة والأنفُس.