عمان/ الأردن: استضافت جمعية الفيحاء ممثّلة بالدكتور عبد الله كنعان رئيس اللّجنة الثّقافيّة فيها الأديب العراقيّ المهجريّ عباس داخل حسن في أمسية أدبيّة عن الملكية الثّقافيّة والإنتاج، كما استضافت الأديبة د. سناء الشّعلان في شهادة إبداعيّة عن مجاورة عباس داخل حسن لها ثقافيّاً وإنسانيّاً.
وأدار النّدوة الأديب د. سمير أيّوب الذي قال في معرض إدارته لها والتّعريف بعباس داخل حسن وسناء الشّعلان:”اجلسُ الآن بين قامتين بالغتي الحضور والتّميز؛ جاذبان لاهتمام جمهور واسع من ذواقة الثقافة الايجابية الجادّة والملتزمة… على يميني وعلى يساري مبدعان متمرسان ، لا يكتفيان بما تيسر من الإتقان، أو الكيفما كان، الثقافة كما وقرت في وجدانهما، ليست مهنة أو حرفة أكل عيش. يُجهِدون ملكاتَهم في التقصي والإعداد، وفي تهيئة انسب أدواتهم، وشحذ مهاراتهم للتجديد في كل عطاء لهم.موضوع شائك هام يتغلغل… الثقافة قاطرة ما هي الثقافة؟ إبداع متراكم وليست صناعة. ما مستلزمات ومقتضيات الإبداع؟ في اللّجة سواقي: ملكات ومهارات على الضّفاف رعايات: للإنتاج ومراكمته، توصيله، تفعيله، وتوظيفه. إنتاج وحقوق ملكية يذكرني بالإنهار وهرقليطس يذكرني بالأرحام، صناعة زراعة والعلامات التجارية بكلياتها، ليس بالعلامات لمن سبق الأدب أصعب: الفكرة، التفاصيل، الأسلوب، التراكيب، المحسنات، التضمينات، الاستخلاصات تأويل على رأي غسان كنفاني مزق بزق لزق…”
وقد تحدّث الناقد عباس داخل حسن عن أهميّة المحافظة على حقوق الملكيّة للكاتب، والطّرق النّاجعة لذلك، وقال في معرض حديثه: “يُعدّ الكتاب مصنف أو سلعة اقتصادية وابتكارية فكرية يتمتع بحقوق الملكية مثل كل الاختراعات والنماذج الصناعية والعلامات التجارية والأغاني والموسيقى والرموز، ولا تختلف حقوق الملكية الفكرية عن حقوق الملكيات الأخرى. فهي تمكن مالك الحق من الاستفادة بشتى الطرق من عمله الذى كان مجرد فكرة ثم تبلور إلى أن أصبح في صورة منتج. ويحق للمالك منع الآخرين من التعامل في ملكه دون الحصول على إذن مسبق منه. كما يحق له مقاضاتهم في حالة التعدي على حقوقه والمطالبة بوقف التعدي أو وقف استمراره والتعويض عما أصابه من ضرر…”، كما قال كذلك:”يُعدّ الرقم المعياري كضمانة حقوقية { إن أهمية الرقم المعياري الدولي تنبع من كونه هوّية دولية لأي كتاب، وهو بمثابة بطاقة التعريف الخاصّة التي تدخله إلى أنظمة المكتبات الوطنية العالمية، كما تسهم في صون حقوق مؤلفه وناشره على حد سواء، ومن دون الرقم المعياري الدولي يصبح الكتاب مكشوفاً تماماً وعرضة للهدر والضياع ولا يمكن له المشاركة في معارض الكتاب الدولية ولا الترشح للجوائز العربية والعالمية…”.
في حين تحدّثت الأديبة د. سناء الشّعلان عن أبعاد المجاورات الثّقافيّة وأهميّته، كما تحدّثتْ عن خصوصيّة المجاورة الثّقافيّة التي تتشارك تجربتها مع الناقد العراقيّ عباس داخل حسن الذي جاء إلى الأردن قادماً من فنلندا لمدّة شهر من المجاورة الثّقافيّة بدعوة من مكتب د. سناء الشّعلان ليعايشا تجارب ثقافيّة وفكريّة واجتماعيّة مشتركة بغية إصدار أعمال إبداعيّة ذات حساسيّة خاصّة تجاه هذه التّجربة الإبداعيّة.
وقدّمت الشّعلان تفاصيل هذه التّجربة عبر نصّ سرديّ يحمل اسم “خرّافيّات”، ويتقسّم إلى عناوين مختلفة، مثل: خرّافيّة التّعارف، وخرّافيّة العمل المشترك، وخرّافيّة السّيرة الوهميّة، وخرّافيّة المجاورة الثّقافيّة، وخرّافيّة الخرّافية…
ودعت الشّعلان في نهايتها عرضها هذا إلى أن يتبنّى المبدعون مجاورات إبداعيّة مشابهة مع مبدعين عرب بعيداً عن الاتكاء على الدّعوات الرّسميّة التي لا تقدّم الكثير للمبدعين الحقيقيين بعيداً عن خرائط الشّلل والعصابات والمافيات.
وفي نهاية النّدوة دار حوار بين الجمهور وضيوف النّدوة حول قضايا حقوق الملكيّة في ظلّ المعطيات والتّحدّيات وآليّات التّفعيل، كما تحدّثوا عن ضرورة العمل الفرديّ والمبادرات الشّخصيّة ممثل المجاورات في إغناء المشهد الإبداعيّ العربيّ وتكثيف تجربة المبدع.
الصّور بعدسة: فراس عليان، ومنذر اللالا، ومايكل العمش