تعد اسطورة جلجامش من اشهر الاساطير والمآثر الأدبية التي دونت في ادب العراق القديم، ويرجع زمن تدوينها الى مطلع الالف الثاني ق.م كتبت على 12 لوحا طينياً.
جلكامش هو خامس ملوك اوروك حسب ما ورد في قائمة الملوك السومريين، وأله جلجامش باسم (بلجاميس) وصور الفنون العراقية القديمة (الاختام الاسطوانية)، على انه بطل بقوة الأسد المتصارع، امه الالهة (ننسون)، مما جعل منه ثلث بشر وثلثي اله، حسب ما ورد في نص الأسطورة ” ثلثي منه آله، وثلثهُ الاخر بشر وهيئة جسمه كالثور الوحشي”
إضافة الى انه ذو جدائل (ضفائر) طويلة! ” غسل جلجامش شعره الطويل وصقل سلاحه وارسل جدائل شعره على كتفيه”.
وقد عرف جلجامش في الأوساط الأدبية بـ (هو الذي رأى كل شيء)
هو الذي رأى كل شيء حتى نهايات الأرض
الذي خبز جميع الأمور وعدّ الكلّ
الغزير الحكمة، الذي عرف جميع الأمور (جلجامش)
الذي رأى الاسرار وفتح الخفايا
وحمل معارف ما قبل الطوفان
فدون في لوح حجري (عن) كل تعبه
وشيد سور اوروك الخارجي والسياج
كما وصور في الاختام الاسطوانية الكثير من المشاهد التي تتضمن صراعه مع الحيوانات (الأسد والثور) ظهر في صراعه مع الثور السماوي الذي خلقته الالهه للقضاء عليه بطلب من (عشتار) مخاطبة (انو) عبيد الالهه : ” اخلق لي يا ابن ثوراً سماوياً ليغلب جلجامش ويهلكه”، ومن خلال صراع جلجامش بوصفه مظهراً لتحقيق القوة والسيطرة، فهو البطل الذي لا يقهر، لتجئ براعة الفنان السومري في التعبير عن مضمون ومكامن القوة التي يمتاز بها القوة الجسدية إضافة الى ابراز تعابير الوجه ليؤكد صفته، فهنا عبر عنه من خلال ما هو مادي ليكون وسيطاً ونقل الرؤية الداخلية لدى المجتمع الى جانب النظرة السايكولوجية حول الماورائي وتحويله الى فعل فني خاص يخرج من السياق الطبيعي ويبرز العمل في وحدة فنية مجردة تحقق الانسجام لعناصرها من خلال المعنى المتلائم مع طبيعة وفكر بلاد الرافدين، بحيث تبنى مساحة الطبعة (للاختام الاسطوانية) على استيعاب بنية صورية قابله للتحليل مداها الأسطوري وفقا لاشتمالها في التكوين العام على ثلاث مستويات:
1- المستوى الأول: اسطوري.
2- المستوى الثاني: وظيفي.
3- المستوى الثالث: دلالي.
ما ظهر في الكثير من المشاهد المكررة في العصور السومرية، الاكدية، الاشورية والبابلية، لتحمل الى جانب تلك السياق دلالات تكثف الفعل النباتي النمطي ضمن احتوائها مكانياً كبنية فاعلة تستحضر الأسطورة كشرط لتحديد السياق العام للموضوع. وتشكل الرؤية الميتافيزيقية استجابة لتأسيس التحولات المرتبطة بالعناصر والوحدات التصويرية للأشكال المنفذة.