بقلم عبد اللطيف رعري :
أنا رجلٌ من تراب
من رمادِ
الغاباتِ
من وحلِ القُبورِ.
.من خَليطِ الماءِ والزعفرانِ …
أردُّ لكلماتِي اعتبارًا واحدًا أنْ تحيى
حينَ أموتُ…..
لا استثناءَ فِي حياتِي
غيرَ أنِّي أعشقُ جُنونِي
لا أمدُّ يدي لسَرابٍ
قد يُحرقهَا
أو لعَدميٍّ قد يعضُّها
أنا حينَ أطلبُ
مُهلة للّتأملِ
فِعلًا
لأغيّر سنًواتِي ..
لا بِكسرةِ خُبزٍ
بلْ
بكلمة طرَّزتها المَعانِي
قبلَ حلُولِي ضَيفًا على أهل الكتابِ ..
رجُلٌ …
قطعة مِن ترابٍ
مِن حديدٍ
مِن معدنٍ أصِيلٍ
أطأ عالمَ الطفيلياتِ بقدَمٍ دامِيةٍ
فأدمّرُ من حَولي طاعُونا يُولدُ
فَضَاعة تتكونُ..
فأخلعُ اليُتم عن وجودٍ
مُقلقٍ
وجُود بلغزٍ شَيطانِي
دِيمُونيَاكْ…..
رجلٌ
حينَ أعلنتُ منذُ زمنٍ
أنَّ النَّملَ
مَصدَر مفْهومِ التكتّلِ..
أغْلُومِيغَاسْيُونِيلْ…
وأغنياتِي عن الحبِ
عن الجَمالِ
عن الشجرِ
عن الأرضِ
فرْصة لأعرٍّي صدرِي للقذائفِ
فهلْ تحفظُ ابتسامتك عمِّي شيخ إمام
ماءَ الوجهِ
حتّى ينفجرُ الوضْع.
.”فيدو شمعة”
“البقرة حلوب”
“يا عبد الودود”
وهل لازال بوجهك نقطة دم
أصيلة
كأصلك ديفا العصُور سيِّدتي فيروز
لنعبرَ الجِسر معًا …
“القدْس لنا” ..
.”حبيتك تنسيت النوم”
“سلم لي عليه”
وهل حجتك قوية سيّد كارل
أنّ المال في يد فاسدٍ
قنبلة…
انا رجلُ من صلصالٍ
ونفحُ الرُوحِ ألاهيٌّ
بفعلِ القداسة ِ
والرُبوبية ….
وليسَ بوحْمِ أمٍّ سَالَ لُعابُهَا على فاكهةٍ لم يتم نضْجهَا
رجلُ كرجالات بلادي
لسنا شُخوص لأرواحٍ في السَّماء
قيدَ البقاءِ
نحنُ فقط بحجمِ أنفُسنَا
بحَجمِ الفَيضِ فِينا
رجلُ لما طرقَ أرض الله..
بمشيئة الله..
أصرّ على حلمٍ يطول
أن يغرِي الكائنات بيدٍ مطلية بالحناءِ
إن لم تسلم تقطع
وعينٌ
ترَى
البُعد
فلا تدمعُ…
وقلبٌ يرَى الجَمالَ فيتخشعُ
هل
تذكُريني يا بدوية في عمقِ الصحراء
حين أخلطُ التبن بالرمادِ
واصنعُ الاهًا
لي
والاهًا لكِ
والشَّمسُ تسخرُ منِّي
و الرِّيحُ تضحكُ للعاصفةِ
ونحن نغْرقُ فِي القُبلِ..
وأنتِ فِي كلِّ مكانٍ..
هل
لَديكِ غيرِي
يُثقنُ
فُنونَ القَولِ سيّدة مَاتالِيرْدَا
لتصِيرِي شَاعِرَة
تغْزِلُ الكلامَ حينَ تصْمُتُ الجَداتُ ..؟
هل
في طَريقِك أرْصفة
بَعثَرها الظَّلُ
لتُمسِكِي خَيطكِ مِن بينِ الخيُوطِ
للنَّجاةِ…؟
هل
في
قاموس الأسماء
اسمًا
يُدخلكَ الى قلبِ امرأة بدلَ من
“كُولِيطرُوسْ الأعمَى
نسبة لأبيك..؟..
رجلٌ عُيونَه قصِيدة
في طُرقاتِ الوطنِ
ينتظرُ سقُوط َ تمثالٍ
محَتْ الثورَة تارِيخَه الغَادرِ
ينتظر هفوة
الأبُ
الرُوحي
للأجيالِ
“أبو الانوار”
ينتظرُ غمضَ العينِ
ليتسلل الى باحةِ الانتظارِ
في
غَفلةٍ من سكرتيرة القاضِي…
رجلٌ يقِرُّ بصحبةِ الأمراءِ
ليُعزِّز نبُوءة القَصيدةِ
بِصحبةِ المجَانِين
ليحْميها من كَيدِ الكائِدينَ
فِي
عزِّ
الانتفاضَةِ…….
بقلم عبد اللطيف رعري – مونتبولي/ فرنسا