” الريح وما تشتهي ” المجموعة الشعرية الثانية للشاعر جبار الوائلي وتضم 28 قصيدة .. يتأمل فيها الشاعر سكون الليل عندما يأتي المساء مع همسات الريح .. يتلاشى الضوء لتعلن وقت الرحيل .. وأمواج تضرب الشواطئ بكل قسوة .. تنادي حروف الكلمات لتدخل مدينة الظلام .. وتكتب سطورا ً على دكة الأحزان …
وها هو ..
قد تلاشى ..
الضوء ُ عنه ,
تصحبه جحافل ُ الظلام ,
هكذا ..
بقطار الموت ,
كانت ..
أهازيج الزفاف !!
مطرقة تهشم كيان الزمن .. لتعلن عن ولادة قمر يضئ القلب وبرعما ً يمنح الروح ربيعا ً .. متفتحا ً لملكة تفوح عطرها رياح الذكريات .. عندها تقرر الرحيل عن دروب القلب لتطوي صفحة الزمان …
أريد أن أحلم .
بمطرقة ..
تهشم زمن الصمت البغيض .
وتعلن عن رايات حب
لمليكة نحل أعشقها ,
كي أمنحها عبق الروح ,
وأرحل ..
سطور من حزن .. تبكي القلوب عندما تقف لحظات صدق مع النفس .. لتصل إلى الحقيقة .. وتعيش لحظات ترقب مع خوف وصمت .. كلمة الحق أصبحت غصة في الحلق في زمن تحجبه الغشاوة وتلبس فيه الأبيض بالأسود .. عندها تنزل قطرات المطر التي تنعش القلب وتجعله يرتوي بخيوط الحقيقة مع شروق نور الشمس ..
ترنم بأعلى صوتك ..
ولا تخش الظلام .
فالحق يصدح
حتى وان ..
كبلتك قواقع
أعماق البحار
مع إيقاع الأنغام ترسم الأرواح أحزان الغربة في النفس .. وتسير بنا شهوة القتل الى المجهول .. على غفلة تتعطر الأرض برائحة الموت .. لتعلن رحيل شاعر العزلة ” محمود البريكان ” في عتمة زقاق من أزقة البصرة .. وغاب في بحر من الظلمات ليس له حدود …
في المنفى الحزين ,
بين أحضان الصومعة ,
ينساق إيقاع الأنغام ,
بغفلة ..
تسرقه مخالب الشيطان
شهوة القتل ..
قلب يستشعر الألم .. يمضي مع الريح على أطراف الليل .. يمارس الطقوس .. كجرح نازف .. يقتله الصمت .. ينشئ بريق الضوء مع حقائب البكاء ويسير مع العمر في طريق النسيان .. لتورق فضاءات الدموع …
سأمضي ..
في هدأة الليل ,
متأبطا ً حقائب النزيف ,
أين … ؟
نزف القلب لا يتوقف .. نبحث عن قلم يشكي الألم .. وعن جرح لم يلتئم .. صباحات الحرف تحتمل غربة القلم .. وتبحث عن الذات وتصرخ في وجه الزمان لتعاود الحنين عند ابتسامة الورق …
من منا ..
يوقف زخات النزف ؟
لأنقش أسمي ,
فجرا ً..
بلا نزف ..
يزف ميلاد
صباحات أول حرف
مسافرا ً عبر همسات عينيك في قافلة النسيان .. يقتلنا الظمأ .. تتباعد وتتبعثر الحروف .. في دروب العشق نسطر كلمات حزينة .. ونرسم لوحة عن ظمأ الأيام لتعلن رحيل الموجة عن هذا البحر .. وتبقى جراحات الروح تتبعنا .. وتقف مع النفس .. تفرش الأهداب في دجى الليل …
في بحر عينيك
مسافر ..
يقتلني الظمأ ,
أحاور النسمات ,
مستجديا ً ..
منها النبأ .
أمعابد الحب ..
حقا ً .. أماتها الصدأ ؟!
بين أحضان الغروب تتعانق كل الضفاف .. سكون الشوق أنيس يشكي الهموم .. ويغفوا كالطفل الجريح فوق صدر المساء …
أحبك ..
كضفاف يتماوج في
عناق .
بين أحضان غفوات
الغروب .
في عتمة الأيام ووسط عبث الرياح .. ترسم الكلمات أحزان القلب .. لتعلن الرحيل عبر خارطة الوجود .. وتفتح نوافذ الرؤى لتعانق حروف الظمأ ومواجع الجراح .. مع أندهاشات الزمن المرير تبحر عناقيد الصمت مع نبض الحياة داخل الروح باحثة عن دروب الأمان …