هزتني آية يعالج القضايا الحياتية من منظور ديني..
هزتني آية السعي محور الحياة
في ظل أعراس ثقافية تنطلق من العديد من العواصم العربية مثل القاهرة والرياض وبغداد والجزائر والشارقة ، أعراس تتجمع فيها الكتب والاعمال الأدبية كجواهر ثمينة متاحة لكل من تسبر القراءة شغفه، وقد تنوعت العناوين لتأخذ القارئ في رحلات متباينة الوجهة ما بين التاريخ والأدب والقصة والرواية والكتب العلمية والفلسفية ، رحلات صاخبة التفاصيل والاحداث يصيغها الكتاب والادباء بمزيج من ثقافتهم ورؤاهم ليفتحوا عوالم لم يطرقها القراء من قبل ، تتفاوت الغايات بينها ، ما بين المتعة و الاثراء، فتح افاق جديدة للخيال ونقل معارف وخبرات جديدة ؛ وسط هذا الزخم هناك بعض الكتاب اختاروا غاية مخاطبة العقل وبذر اطروحات التفكير والتأمل من هذه النوعية من الكتب ، كان كتاب هزتني آية للكتاب والمفكر المصري أسامة العمري، والكتاب يدور حول التأملات في آيات القرآن الكريم بطرح مغاير ، منطلقا بدعوة شخصية من الكاتب للقراء بأن يشاركوه تلك التأملات والأفكار مستخدما أسلوب قصصيا حميما في عرض الفكرة وجوانبها ، وكأنه يقول بلسان الحال ، كلنا في الحال سواء ، تختلف الاحداث والمواقف لكننا نشترك في مفهوم الرد وإن اختلفت تصرفاتنا وافعالنا، صدر كتاب ” هزتني آية ” عن دار غراب للنشر والتوزيع و يضم ثلاثة عشر موضوعا متنوعا في 184 صفحة ، الكتاب يعالج العديد من المفاهيم والقضايا الحياتية من زاوية دينية ويعرضها على القارئ بشكل يميل إلى السهولة والتشويق ؛ ولقد حظى الكتاب باهتمام العديد من الكتاب والنقاد مما جعلهم يتحدثون عنه منهم الدكتور “حسن الجرواني” أستاذ علوم اللغة الفرنسية جامعة كفر الشيخ الذي قال كتاب “هزتني آية ” كتاب حقا مميز ومختلف .. يقوم فيه الكاتب أسامة العمري بمعالجة تفسير الآيات بأسلوب شيق غير تقليدي .. والأجمل قيامه بتطعيم التفسيرات بقصص واقعية خاصة به أو ببعض المقربين منه بشكل شخصي , مما يكسر حدة الجرعة الدينية المباشرة ويعطي متعة وشغف أكثر عند القراءة .. كما تعمد الكاتب استخدام الأسلوب البسيط المناسب للقارئ العادي لتشجيعه حتى يقبل على القرآن ومعايشة نفس الأجواء دون استعراضات لغوية أو تعقيدات في الصياغة والتي قد تتناسب فقط مع فئة المثقفين , مع عدم الانحدار بالطبع إلى اللغة العامية , سهولة الجملة وقرب القصة من حياة القارئ سيترك أثره بلا أدنى شك , ويحقق مفهوم السهل الممتنع في النهاية ؛ علينا ألا نغفل المجهود المميز في توثيق الأحاديث وتخريجها وغيرها من المجهودات المضنية الملموسة للوصول لهذا الإنتاج الأدبي الرائع .
ولقد عبرت الأديبة والكاتبة ” شيرين طلعت ” عن رأيها تجاه هذا الكتاب فقالت : ” كتاب ” هزتني آية ” يبعث في النفس طمأنينة بالغة بلغته السلسة وأسلوبه الراقي عن القرآن الكريم . يأخذك الكاتب إلى أماكن تراجع فيها نفسك , يذكرك بالآيات التي هزته ببعد بسيط في التفسير . يفهمه القارئ بدون فلسفة معقدة أو ترهيب بل بترغيب في المعرفة والسعي وراءها كما يقول “السعي محور الحياة ” إنه دعوة للتفكر والتدبر يقدمها أسامة العمري في كتاب ” هزتني آية ” وكان يطلب من القراء في نهايته أن يشاركوه تجاربهم مع الآيات ليتم نشرها في الطبعة الجديدة , وهي فكرة ذكية ليست بجديدة عليه . وهنا يحضرني آية ” وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ” فكثيرا ما أتعبتني أمور في أولها وكرهتها , واختارها الله لي ووجدت بعد ذلك سعادتي فقلتها وحمدت الله على اختياراته وتدبيره . أسأل الله تعالى أن يكون كتابه العلم الذي ينتفع به وينفع به الآخرين “.
أما الكاتب الساخر ” محمد راضي ” فقد طرق زوايا مختلفة من الكتاب ” الكتاب مريح جدا للنفس .. ينتصر للروحانيات الدينية بعيدا عن الجمود , ينتصر لليقين والصبر على الابتلاء والسعي والتدبر , محاولة رائعة للتدبر في بعض الآيات بصورة جديدة وإسقاطها على حياة الإنسان , ويميزها الأسلوب العميق الرشيد القريب للقلب والتصوير البارع والقصص المتخللة والمتناثرة كالدرر في أنحاء الكتاب لتعطي عظة , فالقصص لها دور كبير في إيصال الهدف . بالإضافة لبلورة قيم مثل أهمية السعي والتوفيق من الله مهما كانت ديانتك المهم السعي والكفاح وتجازي على ذلك يوم القيامة . والتأمل في نعم الله المتمثلة في كل شيء , الجسد , الضحك, فنشكر الله عليها جند الله علماء الغرب لاكتشاف إعجاز القرآن ، العادة صنم لابد من تحطيمه وعدم الاستسلام لها لابد من كسرها من أجل فعل الصح . تصوير خلق الإنسان من نطفة في تصوير سينمائي مبدع ورائع يوضح قدرة الله . وتصوير رائع للمشيئة الإلهية والتي لها السطوة مهما كانت مشيئة العبد ولكن ليس معنى ذلك عدم السعي والعمل بل باب التغير حتى في القدر مفتوح فاغتنمه بالدعاء والعمل . الموت هو نهاية كل بشرى مؤثرة جدا في تصوير الفقد . الخلود أمنية منذ أدم لكن لا أحد مخلد , لكنك ممكن أن تخلد بأعمالك فالخلود يكون في جنة الخلد . كل ما نرجوه من الله رحمته حتى الابتلاء رحمة عسى أن يتوب العاصي , والابتلاء تهذيب وتربية للنفس ونحن السبب في البلاء بالمعاصي . ملاحظتي الوحيدة هي المباشرة أو الوعظ , وهو مالا أفضله بشكل شخصي” .
كما ألقت الدكتورة ” سامية البسيوني ” أستاذ اللغة العربية في جامعة البحرين الضوء على كتابات الأستاذ ” أسامة العمرى ” موضحة رأيها فقالت: “بالتأكيد كل من تابع ما كتابات للأستاذ ” أسامة العمرى ” عن تأملات آية وحوار مع باري يعرف جمال أسلوبه وبراعته اللغوية وتمكنه من اللغة العربية تمكن المتخصص العالم بأسرارها ومواطن جمالها وكل ذلك بأسلوب سهل وبسيط , فكتابته من السهل الممتع والممتع في نفس الوقت … كنت أتمنى أن أكون في مصر لأشارك في هذا الحدث ولكن أتمنى ممن يقتني الكتاب من المعرض ويقرأه أن يكتب لنا عرض لرأيه وما أكثر شيء أعجبه في الكتاب على شبكات التواصل الاجتماعي ولو أني متأكدة من أنكم سوف تحتارون ما الذي أعجبكم أكثر الأسلوب أم المعلومات أم صدق التعبير أم الكلمات التي تدخل القلب لتزلزله من الداخل خاشعة لجلال الله وعظمة كلماته”
ولقد عبرت الكاتبة “دعاءالشاهد” عن رأيها في الكتاب وإعجابها بما يحتويه من موضوعات قائلة : ” عند قراءة كتاب ـ هزتني آية ـ تشعر بنفحة روحية تتغلغل في الأعماق لتنعش قلب القارئ فيتجدد الإيمان بداخله ؛ فيسرع للإقبال على الله بكل حب وشوق . إن هذا الكتاب له تأثير قوي بموضوعاته المتعددة التي يطرحها الكاتب ويوضحها بكل بساطة وسهولة وعمق مثل: فكرة العبودية و أنواعها، وتعرضه لفكرة الأثر الذي يتركه الإنسان بعد مماته وتطرقه لفكرة الثواب، كذلك موضوع الأنانية وآثارها السلبية وكيفية التخلص منها، وغيرها من الموضوعات التي تجذب القارئ فلا يضع الكتاب من بين يديه حتى يفرغ منه , وكأنه يغوص في بحر ملئ بكنوز متعددة لا يريد الخروج قبل أن يأخذ نصيبه منه “