مهرجان المسرح الحسيني الصغير الدولي يعد من أهم المهرجانات العربية والعالمية للطفل حيث شهدت مدينة كربلاء المقدسة مهرجان الحسيني الصغير العالمي الدورة السادسة ، في كل عام نجد تطورا كبيرا عن السنة الاخرى في الطرح والتقنيات والابتكارات والاهم من كل ذلك يوجد جمهور صغار خطير جدا ينتظر العروض بشغف اللعب رغم أنه يَعلم المسرح يطرح قضايا مهمة وليس مكاناً للتسلية واللعب ، وخلال تواجدي في المهرجانات الستة اما مشارك او ضيف اجد ان المتلقي لديه فهم ووعي وادراك وهذا ان دل يدل على مكنونات ومفاهيم القائمين على المهرجان متمثلة بالعتبة الحسينية خصوصا قسم رعاية وتنمية الطفولة بقائدها المهم محمد الحسناوي مدير المهرجان ومن معه من فرسان ظاهرين للعيان وخلف الكواليس كانوا مناضلين يحفرون الجبل بإبرة لكي يخرج لنا المهرجان بهذا الجمال المميز من حيث اختيار العروض والفقرات الاخرى مثل الحكواتي والورشات في صناعة الدمى وكتابة نص الاطفال وخيال الظل الى آخره ….
مهرجان المسرح الحسيني الصغير عروضه لا تقتصر على العروض الحسينية بل عروضه متنوعة تنتمي الى الاحترافية المحلية والعربية والعالمية وانتقاء لجانه بكل مهنية وأسماء ترفع لها القبعة كما هناك مخرجين لهم ثقلهم العربي والعالمي وكتاب النصوص لا تختلف احترافيتهم عن الآخرين والشيء المهم تجد في هذه العروض الممثل يكون التلميذ بالإضافة الى الممثلين الكبار اصحاب الاختصاص وايضا تجد المتلقي خليط بين الصغير والكبير وهذا يدل على عمق ووعي ونجاح المهرجان .
لذلك نأمل ان يستمر هذا المهرجان لدوره المهم في بث روح الأمل لدى الاطفال بعيدا عن الحروب والدمار وخصوصا ان عروضه تركزت على الطفولة وهذا ما نفقده في العراق بسبب الوضع المنهك والبنية التحتية المفقودة والشعور باليأس لهذه الطبقة الطفولية البريئة حيث ان اغلب العروض العراقية اختصرت على العروض المسرحية في خارج البلد ضمن مهرجانات دولية وافقدت المشاهد الطفولي متعة التلقي لهكذا عروض تناسب عمره الا ان العتبة الحسينية / قسم رعاية وتنمية الطفولة اعاد الروح للمهرجانات داخل البلد التي جسدها مهرجان الحسيني الصفير الدولي بكل دوراته ، لما يمتلكه من الامكانيات البسيطة والمميزة استطاعت ان تلبي طموح المثقف العراقي في حين عجزت مؤسسات الدولة ان تقدم مثل هكذا مهرجان رغم انها تمتلك امكانيات كبيرة ، وهذا يدل على ان بعض الشباب حققوا ما عجزت عنه دولة بأكملها فطوبى لكل من عمل وساهم وشارك ومثَّل وكتب واخرج في هذا المهرجان وانا على يقين ان القادم اجمل واكثر توسعا ومن كان مختلفاً مع المهرجان الان اصبح يتمنى ان يكون فيه ضيفا او مشاركا.
وهذا يحسب للقائمين على المهرجان .