يوم بعد يوم نؤمن أن في البصرة جيل واعد سيحمل لواء الثقافة لتبقى هذه المدينة المعطاءة حاضرة الفكر والأدب عبر العصور .
بيار الظاهر هذه الفتاة الأديبة سطرت في كتابها الصادر عن دار آشور ١٨ حكاية عن شجرة النخلة متخذة من الآية الكريمة “وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ” سبيلا لها في الدلالة على عظمة وأهمية هذا الشجرة المباركة ومصدرا استلهمت منه فكرة هذا الكتاب.
تقول بيار في المقدمة:
“لكل حكاية نهاية إلا حكايتي مع نخلة التمر، ابتدأت منذ نعومة أظفاري وكتبت الآن لكي تخلد إلى الأبد.
هي ليست إضافة لنتاجي وحسب بل هي رحلة عمر ستعيشها في طيات هذا الكتاب.
هنا طفولة بين أحضان الطبيعة والأجداد
هنا مراهقة مفعمة بالتأمل عن ملتقى دجلة والفرات
هنا شباب وبداية رحلة علمية وعملية برفقة العشق
هنا غربة واحتراق ضلوع بنار الاشتقاق
هنا سترى كيف للرماد أن يشتعل مرة أخرى
هنا مدينة تكاد أن تنسى وتصبح هامشا او مجرد ذكرى في التاريخ.
ستجد شيئا مني هنا”.
يتألف الكتاب من ٣١٨ صفحة يتضمن ١٨ حكاية عن شجرة النخل في الحضارات القديمة والأديان والموروث الشعبي وبعضا من الأشياء التي ترتبط بهذه الشجرة اختارتها الكاتبة للتعبير عنها بإسلوبها الخاص.
تميزت بيار في جلسة حفل التوقيع التي نضمتها #مؤسسة_سومر_لتنمية_المواهب بإدارة الفنانة الرائعة ميادة الإمارة بقدرة جميلة في التعبير عن مضمون الكتاب وظهر جليا من خلال استرسالها في الحديث والشرح أنها تمتلك ثقافة وفكر متقد يجعلنا نتنبأ لها في المستقبل أن تكون من الأدبيات اللائي يشار إليهن بالبنان في الأدب العراقي كنازك الملائكة ولميعة عباس عمارة. إضافة إلى أنها تمتلك إنسانية تمتزج مع ميلها الصوفي الذي يمثل عنوانا لرقة القلب والمحبة والسلام.
كل التوفيق لك يا بيار وأنت في بداية هذا المشوار المتتع ترافقين النخلة إلى عالم الأدب.