تعد قرطاج من المرافىء الاغنى في العالم في العصر القديم. وفي يومنا هذا لم يبق الا بقايا من تونس القديمة ومدينتها الساحلية. في قرطاج اعاجيب تنبض بالحياة ورغم التاريخ الحافل بالغزوات عبر السنين في ذلك العصرلذلك تحتاج الى مخيلة خصبة لترى افضل معالم المدينة مع ان الرومان فعلواالكثيروبدون شك ليقضوا على مرفأ ذي تأريخ وجغرافية وموقع بهذا الجمال. خلال الحروب البونية ( القرطاجية) وبالتحديد في عام 149 قبل الميلاد, حيث بعث السيناتور الروماني كاتوبأمرحمل العبارة التالية ” ديليدزا ايست كاريتوكو ” , وبعبارة اوضح” النصر لا يكفي ” ويعني به تدمير قرطاج هو الهدف الاساس.
وكانت القوات الرومانية لشمال افريقيا تنفذ الامر حرفيا , اذ دمروا جدران المدينة خلال الثلاث سنوات, وابتدأوا من شارع تلو الاخر , ثم دمروا كل ما يعترض طريقهم من جدران دفاعية يبلغ طولها الى 34 كلم فضلا عن هذه البنايات ذات الاهمية البالغة. وبقيت الحرائق مشتعلة لاكثر من اسبوعين, و ظلت بعض المعالم تحمل جروح المأساة وتكاد تكون مرئية وبشكل ملحوظ , واما مصير الناجين فكان اما القتل اوبيعهم في سوق النخاسة.
وللتاكد من ان قرطاج لن تتحدى روما مرة اخرى وكسيت الاراضي المجاورة والمحيطة بالمنطقة بالملح حتى لا ينمو فيها شيء. كان للرومان مخططات في زمن قدوم المسيح,واذ انشغلوا ببناء عاصمة المقاطعة الجديدة لكي تحكم مستعمرة شمال افريقيا المزدهرة. وفي عام 150 ميلادي نهضت قرطاج مرة اخرى لتصبح المدينة الثانية للامبراطورية لكن هذا الازدهار لم يدم طويلا حتى تحول الى سقوط تام.
ففي القرن الخامس وقعت المدينة بين ايدي الونداليين وهم من القبائل الجرمانية , وهؤلاء بدورهم اخرجوا على يد العرب بعدما امروا بتدميرها للمرة الثانية في عام 698 ميلادي حيث كانت الضربة القاضية التي لم تنهض بعدها قرطاج. بمسافة قصيرة نحو الجنوب بزغ نجم مدينة تونس الجديدة ليتلألأ في المنطقة . و كانت هذه المدينة محصنة باهوارها الطبيعية الواسعة من خطر الحروب و النزاعات ولم يبق من معالمها الاثرية الشيء الكثير هذه الايام.
ومع كل هذا التاريخ المؤلم , يظل هنالك المثير لمن يعشق السياحة و البحث عن الماضي عندما تتجول بين الصخور القديمة وكثبان الرمال وكومات الحصى .ومن دون شك هي اشكال تبقى خالدة في الذاكرة.
ففي هذه المنطقة يلفت الناظر مايراه من براعة في الفن المعماري عبر لوائح لتخيل او استنباط الصورة الحقيقية للمكان قبل ان يدمر ويصبح اثرا باليا,حيث تستعيد الذاكرة صورا منسية ومثيرة لماضي المستعمرة ومعابدها وحماماتها ومنتدياتهاواهم ما في ذلك العصرمن حياة برلمانية وتاثيرها في الناس والان لا نرى هذه الصورة بشكلها الحيوي ولكن بقايا وترسبات بقيت بين ايدينا لكي نستلهم العبرمنها. كان يقطن مدينة قرطاج ما يقرب من 300 الف نسمة.
وعلى مسافة نصف ساعة من جنوب تونس ترى المباني الجاهزة على يد نفس الشخص الذي شيد المباني التي كان من المفترض ان تبعد الاسكوتلنديين من انكلترا. بنى هارديان مجرى مياه مؤلفا من سلاسل من الاحجار الرملية, واقواسا شاهقة تظلل الشوارع الحديثة وهي اشبه بجسر يغطي الطريق العام. يمتد طول هذاالمجرى أكثر من 125 كلم,بداية من عين في وادي زغوان نحوقرطاج وكان المجرى شق في وقت تزامن مع افتتاح حمامات المدينة في سنة 161 ميلادي.
ومن حسن حظ قرطاج جاءت حمامات أنتون كتغييرجذري لظروف المنطقة الجغرافية بعد ان عانت من جفاف دام 5 سنوات. ولا تخلو المنطقة من معالم اثرية هي بنفس الاهمية في مدينة Thuburbo Majus ومنتشرة على امتداد الوادي عبرأرض مفتوحة احتفظت بجمالها الطبيعي الى يومنا هذا.
على الرغم من توالي الضربات التي طالت قرطاج في ذلك الوقت, ومن محتل الى اخر , فأن Thuburbo بقيت امنه من الاذى. وعندما وصلوااليها,عقد الرومان مع الاهالي اتفاقية لدفع مبالغ معينة مقابل حريتهم في سنة 27 قبل الميلاد. وكانت قرطاج عبارة عن مستعمرة تعج بالمحاربين ابان عصر الامبراطور اوغسطس , وبعد 200 عام تحولت الى مجتمع يتكون من 10الاف شخص مع مدرجات وبرلمان وحمامات شتوية وصيفية وفلل مزخرفة بالموزاييك الفاخر.
بعدما رحل الرومان تحولت Thuburbo الى اكبر منتج لزيت الزيتون قبل ان تهجر في عام 700 ميلادي. ومن اللافت ايضا ان الاراضي لم تتاثر بمرور الزمن وظلت خصبة بفضل البدو الرحل لانهم لم يحبذوا البناء الصخري واستعملوا الخيم وهذا اثر في حالة الارض و طبيعتها.
وفي العموم هنالك الالاف من المعالم و الكنوز الاثرية في تونس , وافضل التماثيل و قطع الموزاييك نقلت من متحف باردو في تونس الى موقعها الأم لتظل بين احضان طبيعتها الاصلية. وهنالك ستة أعمدة لمبنى البرلمان موجودة في المنتدى على حائط الملعب الرياضي حيث كانت تجرى الالعاب الاولمبية. وعلى الطريق بين هذه الاثار ترى البدو الرحل ومواشيهم وهم على الاغلب من الامازيغ وقد تكون محظوظا في التعرف عليهم وربما تتذوق خبز التبونة و الهريسة التي تأخذك الى زمن ما قبل الميلاد حيث مازالوا يأكلونها وعلى نفس النحو والفطرة الاخاذة.
و عند الوصول الى منطقة دوكا و منحنياتها الصخرية التي تغطي معظم الاراضي في هذه المنطقة . وبالتدريج يزداد عدد الاعمدة الضخمة حيث يكون كافيا لاخافة وارهاب اي معتدي و في العموم قرطاج مليئة بالزخارف الاثرية وهي رحلة عبر الماضي في الزمن الحاضر.
وللتاكد من ان قرطاج لن تتحدى روما مرة اخرى وكسيت الاراضي المجاورة والمحيطة بالمنطقة بالملح حتى لا ينمو فيها شيء. كان للرومان مخططات في زمن قدوم المسيح,واذ انشغلوا ببناء عاصمة المقاطعة الجديدة لكي تحكم مستعمرة شمال افريقيا المزدهرة. وفي عام 150 ميلادي نهضت قرطاج مرة اخرى لتصبح المدينة الثانية للامبراطورية لكن هذا الازدهار لم يدم طويلا حتى تحول الى سقوط تام.
ففي القرن الخامس وقعت المدينة بين ايدي الونداليين وهم من القبائل الجرمانية , وهؤلاء بدورهم اخرجوا على يد العرب بعدما امروا بتدميرها للمرة الثانية في عام 698 ميلادي حيث كانت الضربة القاضية التي لم تنهض بعدها قرطاج. بمسافة قصيرة نحو الجنوب بزغ نجم مدينة تونس الجديدة ليتلألأ في المنطقة . و كانت هذه المدينة محصنة باهوارها الطبيعية الواسعة من خطر الحروب و النزاعات ولم يبق من معالمها الاثرية الشيء الكثير هذه الايام.
ومع كل هذا التاريخ المؤلم , يظل هنالك المثير لمن يعشق السياحة و البحث عن الماضي عندما تتجول بين الصخور القديمة وكثبان الرمال وكومات الحصى .ومن دون شك هي اشكال تبقى خالدة في الذاكرة.
ففي هذه المنطقة يلفت الناظر مايراه من براعة في الفن المعماري عبر لوائح لتخيل او استنباط الصورة الحقيقية للمكان قبل ان يدمر ويصبح اثرا باليا,حيث تستعيد الذاكرة صورا منسية ومثيرة لماضي المستعمرة ومعابدها وحماماتها ومنتدياتهاواهم ما في ذلك العصرمن حياة برلمانية وتاثيرها في الناس والان لا نرى هذه الصورة بشكلها الحيوي ولكن بقايا وترسبات بقيت بين ايدينا لكي نستلهم العبرمنها. كان يقطن مدينة قرطاج ما يقرب من 300 الف نسمة.
وعلى مسافة نصف ساعة من جنوب تونس ترى المباني الجاهزة على يد نفس الشخص الذي شيد المباني التي كان من المفترض ان تبعد الاسكوتلنديين من انكلترا. بنى هارديان مجرى مياه مؤلفا من سلاسل من الاحجار الرملية, واقواسا شاهقة تظلل الشوارع الحديثة وهي اشبه بجسر يغطي الطريق العام. يمتد طول هذاالمجرى أكثر من 125 كلم,بداية من عين في وادي زغوان نحوقرطاج وكان المجرى شق في وقت تزامن مع افتتاح حمامات المدينة في سنة 161 ميلادي.
ومن حسن حظ قرطاج جاءت حمامات أنتون كتغييرجذري لظروف المنطقة الجغرافية بعد ان عانت من جفاف دام 5 سنوات. ولا تخلو المنطقة من معالم اثرية هي بنفس الاهمية في مدينة Thuburbo Majus ومنتشرة على امتداد الوادي عبرأرض مفتوحة احتفظت بجمالها الطبيعي الى يومنا هذا.
على الرغم من توالي الضربات التي طالت قرطاج في ذلك الوقت, ومن محتل الى اخر , فأن Thuburbo بقيت امنه من الاذى. وعندما وصلوااليها,عقد الرومان مع الاهالي اتفاقية لدفع مبالغ معينة مقابل حريتهم في سنة 27 قبل الميلاد. وكانت قرطاج عبارة عن مستعمرة تعج بالمحاربين ابان عصر الامبراطور اوغسطس , وبعد 200 عام تحولت الى مجتمع يتكون من 10الاف شخص مع مدرجات وبرلمان وحمامات شتوية وصيفية وفلل مزخرفة بالموزاييك الفاخر.
بعدما رحل الرومان تحولت Thuburbo الى اكبر منتج لزيت الزيتون قبل ان تهجر في عام 700 ميلادي. ومن اللافت ايضا ان الاراضي لم تتاثر بمرور الزمن وظلت خصبة بفضل البدو الرحل لانهم لم يحبذوا البناء الصخري واستعملوا الخيم وهذا اثر في حالة الارض و طبيعتها.
وفي العموم هنالك الالاف من المعالم و الكنوز الاثرية في تونس , وافضل التماثيل و قطع الموزاييك نقلت من متحف باردو في تونس الى موقعها الأم لتظل بين احضان طبيعتها الاصلية. وهنالك ستة أعمدة لمبنى البرلمان موجودة في المنتدى على حائط الملعب الرياضي حيث كانت تجرى الالعاب الاولمبية. وعلى الطريق بين هذه الاثار ترى البدو الرحل ومواشيهم وهم على الاغلب من الامازيغ وقد تكون محظوظا في التعرف عليهم وربما تتذوق خبز التبونة و الهريسة التي تأخذك الى زمن ما قبل الميلاد حيث مازالوا يأكلونها وعلى نفس النحو والفطرة الاخاذة.
و عند الوصول الى منطقة دوكا و منحنياتها الصخرية التي تغطي معظم الاراضي في هذه المنطقة . وبالتدريج يزداد عدد الاعمدة الضخمة حيث يكون كافيا لاخافة وارهاب اي معتدي و في العموم قرطاج مليئة بالزخارف الاثرية وهي رحلة عبر الماضي في الزمن الحاضر.