منذ صرختي الاولى في الحياة ، رافقني العم ابو صباح..كاظم الكناني ( او ناصر الكناني ، وهو اسمه الحركي والذي كان يذيل به كتاباته ومنشوراته منذ ايام الطاغية ولايامه الاخيرة )
ونحن صغارا كان يحدثنا عن صديقه البطل (هندال جادر) وعن هوتشي منه وجيفارا.. كاسترو ونيرودا..يحدثنا عن فهد وحازم وصارم..اسماء سمعناها منه وحفظناها عنه ،كابطال واصحاب مبادئ ، دون ان نعرف انتماءهم او قضيتهم.
كان يجلب لنا صحفا ومجلات مختلفة ، هي الطريق الذي علمنا القراءة والثقافة والاداب.
كان المرحوم والده (جدنا)رجلا شديد الايمان بالله وتعاليمه..يذهب كل يوم جمعه من داره في العشار الى جامع السيد عبد الحكيم في ماركيل (المعقل) لأداء صلاة الجمعة . وكان يطلب مني ان ارافقه قائلا : (جدي لاتمشي ويه عمك كاظم ترى يقشمرك وتصير مثله.. اريدك يوميه تروح وياي للجامع لو الحسينية.)
في احد الايام ، ارسل الجد علي، وكان بيتنا يبعد عدة امتار عنهم وقال لي: ( جدي
تعال ودي جاي وماي لعمك كاظم وجماعته بالديوانية ؛ . تعجبت ، لانه طالما كان يعنفه هو وجماعته. قلت : جدي الم تحذرني منه ومن جماعته ؛؛؛؟ فقال ( والله جدي.. يوميه يكعدون عدنا.. شو حجيهم حلو.. لايحجون على الله.. ولا يسبون اليمة ( الائمة) مثل ما يكول الناس عنهم..سوالفهم كلش حلوة ؛
كبر ابو صباح.. وصار نقابيا بارزا ..وكاتبا متميزا ، ولكن كلما كبر كانت احلامه ، التي ناضل وطورد من اجلها ، تبتعد شيئا فشيئا.
بعد عام 2003 ، اسس التجمع الثقافي العراقي ..الذي يعد من انشط التجمعات الثقافية.. حيث اتخذ من مقهى الادباء في العشار مقرا له. وهو يعقد ندوات إسبوعية في مختلف المجالات الثقافية والادبية.
رحمك الله ابو صباح.. وستبقى ذكراك خالدة في اذهان كل من عرفك او قرأ لك.