الصدور القصدي والقيمي الجمالي الأساسي لعالم الباليه٬ يشكل معيارا معرفيا للمعاني المزدحمة في تطبيقات تفكيرنا٬ إن كان ذلك منضبطا أو مرتبكا. أن فلسفة الباليه تحدد لأركانها الأساسية فقط لما تملكه أفكارنا الأساسية من أفق مقيد عن “الحقيقة و”الحياة”٬ لأنهما يدفعان عما نفهمه بعمق٬ معبرين خلاله عن حيوية نتائج لأفكارنا الاساسية. بمعنى٬ أن قصدية الأفكار المتداوله٬ تشكل آخر إنتاج لشيء ما نتلبسه في مقدمات تأثيرانا بنتائجه٬ افكار الشيء لـ”آخر” ٬ يعمد ما يعزز لما قرآناها ـ الأفكارـ٬ عن ظاهرية لإغلاق ما٬ أو أنفتاح على فتات من أرتهان٬ يضم في طياته بعدا جماليا متستر للقراءة٬ بقوة مزاحمة عن أفكارنا؛ التي تمتلكها الحقيقة٬ ونموها المتعدد في تكامل الإرادة٬ كما هو حال ما نفهمة بعمق لنظرنا إلى النهر٬ ملابس المطر الملقاة لضيفه ـ ضوء القمر في النهر…
لن تكون المعرفة الأكبر عنها ـ في الباليه ـ٬ ولكن عوالمها المزدحم مفيدة أبدا٬ مثل قطرة مطر صغيرة وهي تربت على زهرة بشكل جيد ومنتظم. مهام يمكن أن تجمع مسرحها قدر هائل من المعرفة٬ لكنها ستكون أقل قيمة٬ في حال عدم تملكنا لها٬ من دقة في قراءتنا٬ ولتأملاتها على قيمها٬ بكثير ما نفهمه عن الأشياء. بمعنى٬ تجمع الحس المعرفي بقدر من سياق المعرفة لموضوعاتها الفنية٬ ستكون أقل قيمة بكثير بالنسبة للمتلقي٬ مع مقدار أقل أيضا٬ إن لم نكن قد فكرنا بها٬ أنعكاسا بأنفسنا؛ لأنه يحصر فقط على ترتيب حجوم ما نعرفة٬ والوصول لقوة المعرفة في ترتيب الحقيقة والجمال٬ محصور من خلال ما تتفاوت خلاله الحقائق عبر سياقات الحركة والموسيقى مع الأفاهيم المختلفة عن الأشياء؛ المناط بالشيء طاقته عبر خزيننا الحيوي المعرفة٬ الملقاة بكشف ما قرأناها على عقولنا٬ وأثر طبيعة الميول لثقافاتنا المتفاوتة٬ وهذه ما تحاول مهارات عالمها٬ من أن تكون قادرة على الأستحواد الشافي والكامل على معرفتنا للجمال٬ والوصول إلى قوة إرادته الخلاقة٬ في أستقطابنا إليها. وهنا٬ يمكننا التفكير فقط فيما نعرفه٬ هو أختبار أساسي لمكنون حمولاتها الجمالية ـ الحقيقة من خلال الترتيب لما نعرفه ـ٬ وبعد ذلك تترك إلينا مساحات لاحقة للتفكير٬ هذا ما يلزم تعلمة أو نتعلمه لشيئ ما. ومعظم ما يمكننا اللحاق في معرفته٬ هو ما فكرت فيه حقيقة الاشياء ذاتها٬ من مشاغلات كأفهوم مرتهن٬ وتلاحق التفكير المفقود لأفكار قبليتنا المعرفية٬ التي تم إشعارها بواسطتها.
الأن يمكننا أن نتفحص أنفسنا المستقرأة عن ترتيب ما نعرفه جماليا؛ في أدبية القبليات٬ و مرجعية المقدمات للأختيار والأنتقاء والتعلم الفني. ولكن أيضا لا يمكننا حقا تطبيق جودة الجمال على أنفسنا٬ من دون التفكير بمنهجية تراتبية المعرفة؛ على التأمل الوصفي٬ والتفكير بسلسلة ما نفكر به في طبيعة الأشياء عن أنفسنا به٬ أصلا٬ في حال يمكننا معرفة تخصيص أنفسنا للمعرفة في القراءة والتعلم.
حيث يتم دفع وهج الجمال من خلال إشعال المعرفة بواسطة مؤسكدها٬ والحفاظ عليها من خلال نوع الأهتمام بموضوعها؛ وأن الذي قد لا يكون “الوهج”هو من أقدم إلى أشعال النار إليها٬ والعنابة بهذا القدر من الاهتمام. بمعنى٬ أن جاذبية المعرفة الجمالية٬ هو ملزم بدوافع أرتبطت وشائجها بصورة موضوعية٬ أو مجرد مما تشير إليه طبيعة دوافعها ذاتية. وهذا الأخير يجعل من المقدمات فعاليا عارضة ملقاة أهميتها على المسرح٬ يمكن في أفكار أن تشغل فقط المعرفة للأشياء؛ التي تؤثر علينا شخصيا٬ في حين أن المقدمات بمطلعها٬ بمثابة العقد الجمالي٬ في مطلع المشهد الوامض البكر وأن حصرت مشتقاته٬ هو الذي يكون محصورا في حقل أهداف التفكير الطبيعي للموضوع٬ مثل التنفس في عمليته اللاشعورية في الأداء؛ وهذه في الواقع الجمالي للباليه عدد من كليات المعارف الجاذبة بالمنظورات غير القليل. بل حقل الشعور والوجود هنا أيضا٬ يبرز ما يعد ـ المفكر فيه ـ ومستكمن في خضوعه إلى السبب والسؤال أن تعد الأشياء ولا الكلمات الواقعة محصورة في الشأن العمومي للمعرفة الدالة٬ وأن الباليه تدفع خلالها إلى عرض ما حصوت منتقاتها الجمالية والفلسفية من بين أمهاتها٬ على الأقل في الفكر الجمالي الراهن٬ قد يكون لاهبة للأشياء في مؤثرتها المعرفية٬ لدى الفنانون يؤدونها بشكل عناوين تنويرية بمقابل نظريات غاية في الصرامة والإحكام في تقديم حدها المنتظم أو غير المنتظم٬ لأن منزلتها الوقفة مرتبطة في سبقها الوحيدة عن قوة الفكرة في الإبداع والجديد. والمنبه الثقافي القيمي للمتلقي٬ أن يركزوا شراحها على ما آعتاص النابهون إليها في قياس التأويلات عن الحقيقة والحياة كمسنوى رفيع من الجمال على كل تجربة خالصة قابلة للأخذ بمعطياتها العرفية٬ وصورة ما توفره من جودة متعالية في الأداء٬ وهي تتخلص من شوائب التجارب في القولة المقائلة بمتقدمها على القوة والحق٬ والفهم على أولوية سبق التأمل لأفكارهم أو مزايا عقولهم.
أن الفرق بين التأثير المعرفي الجمالي الناتج على عقل المتلقي الذي يفكر نفسه مفسرا بمعالمه المعرفية٬ ما يخطر بنفسه٬ والتأثير الناتج عن طبيعة ترتيب المعارف المخزونة عن التأملات الكبيرة التي تفرضها الباليه من عروض مهمة جدا٬ وجمالية في تفاوت المعايير للأفاهيم المرتهنة بخصوص مادتها الفنية٬ في اختلاف القبلية المعرفية الأصلية؛ التي تجعل المقدمات في جعله محصورا ما يقرر التفكير به٬ والآخر الذي يقرأة تأملاته عن منتجه الذي لا يتوقف أبدا عن الأتساع والتحديث في الخطاب. مثل هذه الحلقات المتتالية لها على التفكير “شمع آحمر”٬ الدهشة؛ إرادة الجمال المستتر خلف ما يظهر٬ الذي يطح بكل ما هو سائد مرتهن٬ ويجعل من إطاعة الأغلاق التأملي طهنا غير معلقا فقط٬ بل مجردا بحسب ما تطيع به من إغلاق للظرف الراهن٬ من تعدد وأختلاف وتفاوت في أكتساب الجاذبية الجمالية في التفكير والإبداع.
الخيارات الجمالية التي تتمتع به هو الأرتكاز بالبحث والنبش على عقل المتلقي الذي يفكر بنفسه٬ كإرادة مبدعة٬ والعمل على فتح آفاق التأثير الناتج عن التأملات الكبيرة في المقدمات٬ كمدخل يتسع إلى الحصانة المعرفية عن القبلية المعرفية للأشياء المفكر بها٬ وهنا المقدمات تطرح عالما من الحركات للأشياء التي تجعل نظرة التفاوت والاختلاف في التفكير مقلوبا أو منتظما ٬ بحسب ما يشكل لخزينك المعرفي من منتظم في فروقات الميول في التأويلات الخاصة والاتجاهات المفتوحة/المغلقة. الجمال الخاضع كليا في نزوعات عالم الباليه هو الرقص المعبر عن العزاءات والسعادة الخاضع كليا لتحديات خارجية٬ للتفكير في الأمور التي تتصل بتلقيها على الجسد “العضلات” المفسرة في إطاعة المعلومة المستقاة من الأفكار المألوفة أو الغريبة٬ الفرص/التحديات٬ القوة/ الضعف٬ التي من خلالا نقرأها في جعل الشمع الأحمر لمصادر المعرفة “يقظة”٬ تفرض القراءة إليها والمتابعة والوهج عنها بقوة على العقل٬ أفكارا غريبة جدا على نسيج المزاج والاتجاه في التفكير عما إليها من أهداف ومهام التي تطبع على العرض ما يقرر التفكير به من خلال ما تفرضه الرقصة من اتساع معرفي في الميول والمزاج.
وبالتالي الاستراتيجية٬ عندما تعتمد العقل في نفسه ـ الفنان/ـة ـ فأن الاستراتيجية في اعتماد المرونه العالية جدا في الهيكل/الجسد٬ لدرجة الاختلاف الأصلي الذي جعل من الأفاهيم أن تقلب ما يقرره التفكير في الاشياء والتصورات المقبولة سلفا٬ عن القراءات لا تتوقف أبدا عن أتساعها المعرفي٬ فإن النصوص المعتاد أتباعها “للإيماءات الجسدية” تتبع عن ميول ما تملي عليه الاستراتيجية الخاصة للفهم٬ التي يتم تحديدها بشكل وثيق إما من خلال محيطه المباشر٬ أو من خلال بعض الذكريات٬ الأفاهيم القبلية٬ الخاضعة بتأويلاته للتصورات الراهنة عنها٬ مبينة الفصول في الترتيبات للعرض: وهذا ما قد يحيط بالموضوع خروجا أنفعاليا منتظما٬ حركات إبداعية غير مألوفة٬ لا تفرض أي فكر فردي على ذهن المتلقي ٬ توقعها٬ مثل إنها تكون إشكالية كذلك.. على القراءة للمشهد التي لا تكاد توفر له مناسبة مسبقة ومهمة للتفكير في أصلا طبيعة الأفكار المناسبة “للطبيعة” أو “الحقيقة” للحياة٬ ومزاج الأشياء أثناء نموها أو التفكير الإبداعي الذي يكسبها الفنان٬ محتوى إبداعي مضاعف على المستوى الفني٬ ومزاجه الحال. وبالتالي٬ فإن الكثير من المتابعين/ المثقفين..٬ الباليه تأسرهم من خلال أقتحامها العقل بكل مرونته٬ وتفعل به ما يفعله الضغط الجمالي الموسيقي أو الأداء الراقص إلى الضغذ المستمر على الأنفاس٬ على المعرفة المزدحة في كسبها ٬ مزيدا من الجماليه في المخيال٬ وعلى طريقة وأسلوب منهجية ترتيب قوة الاتساع على العقل في الأفكار الهجينة الداخلة على مزاجه وأتجاهه. بمعنى أن أضمن طريقة لعدم التفكير في المتلقي لنفسه٬ هو أن يلتقط من تعالي فن الباليه بكل مرونة مهمة تفتح التفكير على الأفكار المناسبة لطبيعة المؤثرات الناتجة٬ وهي أن تلتقط مشهدا أو المعرفة القبلية الزاخرة في توليد ما لدى المتلقي من تحفيز مأثور في الهيئة العامة والاستراتيجة في أملاء “الفراغ”. هذا السبب في أن تعتمد الاستراتيجية في تتبع الخطوات العارضة لطبيعة ما تقدمه البالية من ٬ دهشة٬ مناسبة فوق طبيعة المألوف الكلي للراهن٬ في التوقع والدراسات الجمالية العلمية أو الطبيعية التي تجعل معظم المتابعين التقليدين للفنون والنقاد الذين يتبعون أفكارا مزاجية غير مبنية على الخروج من العالم المناسب لهم٬ تظهر عليهم علامات البلادة في النقد٬ والسخافة في حالة التشخيص مما قد ينشر٬ وجسامة الفراغ المعرفي المستمر٬ العائد بالتالي إلى طبيعتهم المعرفية الرخوة٬ والتي تعلن الفرق ما بين التأثير الناتج على عقلية المتلقي المبدع والناقد المتبلد بسخافات الجهوزات الناقدة عن مراسيم الرواسل الوظيفية التقليدية من خلال بعض التحلبلات أو كتاباتهم التي تشير إلى طبيعة الفعالية والزوايا الملتقطة من غروضهم الناقذة (للباليه)٬ لذا يمكننا القول؛ أن للباليه عالم متعالي آبدا٬ وقابل للقراءة بشكل متجدد وعبر مراحل منهجية متقدمة٬ لا تقرأ أبدا راهناها المقيد٬ بل لها بالعادة ما تتفاجأ في فتح (عالم الأشياء) من مشمعها الأحمر٬ الذي لا يقرأ أبدا.
في عالم الباليه٬ يقدر ما يمكننا أن نجده أرشادا أنيقا وأفهوما سعيدا و أرتهان ممتعا٬ فإننا دائما تحت تأثير سماته الجاذبة؛ التي يتعين علينا باستمرار التغلب على عالم الواقع إليها؛ في عالم القصدية للمفكر فيه٬ مع ذلك ٬ نحن نتأمله خارج حدود بنية عقولنا٬ بل خارج حدود أجسادنا. نتأمل ونتداخل بغير كتلة وازنة وبدون رغائب أو حاجات ولا عزاءات. هذا هو الإستشكال في الأفهوم المرتهن. أي بمعنى٬ هذا هو السبب المحض في أنه فن لا توجده السعادة على أرضية الواقع٬ أو القبلية المعرفية من أجل عذاءات أشقى يمكن مقارنتها بما نجده في عقل مركب أثير٬ ومثمر في لحظة مواتية داخل عقولنا الراهنة لما إليه ـ عالم الأوبرا من غنى مثمر داخل نفسه.
يتبع …..