_لماذا بدأت عنوانك بالتشاؤم خيراً إنْ شاء الله؟
_لا شيء جديد فكما يوجد التّفاؤل فلا تنسى التشاؤم!
_وهل لك مِن شواهد على التشاؤم!
_انتَ تعرف تصرّفات الكبار في اللّقطة وسرعة الحكم على الشّخص المقابل لهم، وكذلك في الفشل والإخفاق ومصير كُلّ ذلك.
_مهلاً عليك كُلّ هذه نعرفها ليست بجديدة علينا!
_هو ما اردتُ ان تقوله حتّى انتقل إلى الأطفال والتشاؤم!
_ماذا باّلله عليك هؤلاء صغار لا تدفع بهم إلى التشاؤم؟
_بل هم كثيراً ما يرددون بطلاقة نشيداً فيه الكثير مِنِ التشاؤم!
_هاتِ مثلاً على ذلك!
_تتذّكر نهاية ركوب المرجوحة والعدّ مِن ١_١٠ بفرحٍ.
_اي اتذّكر ذلك ، وقد ابقى ماسكاً على حبلّي المرجوحة لا أُريد النزول.
_ومع ما تصرّفت كانت الزيادة بنشيد.. “هذي زيادة لعبد السّادة طلّق مرته وعاف أولاده”
_نعم هي ما كُنّا نُردده ذكوراً واُناثاً في طفولتنا.
_إذن هذا هو التشاؤم الذّي سيرافق البعض مِن تقلّبات حياته، ويتذّكر مأساة عبد السادة.
_الآن فهمت ربطك-العنوان – وتأثيره على الأطفال!
_فعلاً هي مأساة اخذناها اطفالاً، وقد نطبّقها بعد الزواج!
_وما الحلّ هنا؟
_قبل اسبوع حصل لطفلة صغيرة تردد مأساة عبد السادة وهي في المرجوحة!
_وماذا كان ردّك؟
_قلتُ لها احفظي بعد عبد السادة ورددي عبد السادة يحب مرته ويزوّج أولاده!
_ها.. ها.. ها فعلاً حوّلتها إلى التفاؤل! وماذا كان ردّ الطفلة، والأطفال في مكانهم..
_تصوّر إنّها رفضت النشيد قائلة :هاي بعد منين جبتها، وشنو هاي!
_مع توقفّي عن الضحك قلت لها هذه هي قصّة عبد السادة الآن فصاعداً، ولماذا إبتلى عبد السادة وحده بالطلاق؟
_احسنت في تغيير واقع عبد السادة المؤلم؛ وقد يتبدّل النشيد مِن التشاؤم إلى التفاؤل.
_وحادث آخر.
_هذا حصل في آذار/ ٢٠٢١/بعد قدوم البابا إلى العراق
_وماذا قال الأطفال؟
_انا عبر التواصل الإجتماعي حصلت على نشيد مصوّر لاطفال يرددون مع شاب معهم.
هلا بابا.. هلا بابا
الوطن صاير خرابه
شوف حال البشريّة
دمرّوها… النكريّة
_هذه جديدة مع زيارة البابا، وماذا بها في رأيك؟
_نعم قد يكون البلد في حالة غير ثابتة، وفي ضياع، ولكنْ ألا يكفي ان نشغل الأطفال بالتشاؤم مثلما كان قبل أربعة عقود من الحروب والخيبة، واليوم أصبحوا آباءً ولاغلبهم أحفاد،واسباط.
_وماذا تريد انْ تقولَ؟
_لنجعل التفاؤل، والأمل، والمحبّة في قلوب أطفالنا حتّى يغيّروا مِن حياتنا التي رافقتها المآسي، والفشل، والخيبة.
_الآن عرفت قيمة سطور أخيرة.
_الآن نستطيع أن نُجدّد كُلّ شيء.
… البصرة