أستيقظُ على صباحٍ يموت
قبل أن يبدأ ،
وتتلاشى النسمات الباردة
في أوج فاعليتها ،
لأن روائح خيبات المساء
لا تزال آثارها عالقةً
في بوابة الصباح ،
لذلك لم تصل النسمات
إلى مسامات الوجوه الشاحبة ،
الطيور لاتزال في أعشاشها ،
مغلقةً أبواقها ، وأجراس التنبيه ،
تحاول رفع حدقات عينيها
لترى ما إن تسلل إليها ضوءٌ عابر ،
أما أصواتها فقد
ماتت في حناجرها ،
آه
هاهي زهرة الأقحوان
باتت على مشارف الذبول ،
تريد إزالة أصوات العويل
من نافذة الصباح ،
كي ترى الشمس بوضوح ،
ماذا عني !!
حافي القدمين
بعينين واسعتين
متوحشتين
وشعرٍ أشعث ، مجعد الشكل ،
هكذا تماما كان رسّامو
الأيقونات
يصورون القديس “يوحنا “
على حد قول أبي ،
ماذا عن زهرة الأقحوان !!
أوااه !!
لقد ماتت بفعل
روائح الخيبات ،
وهي تحاول إبعاد
أصوات العويل القابع في نافذة الصباح .!!