في ضجيج الكلمات
رأيتُ ملامحي تبحثُ عني
رأيتُ قصيدة ً جالسة ً بمنفاها
رأيت ُطاولة ً حبلى بالخجل
ومقاعد َ تجادل ُ الفراغ …
وفي ضجيج الكلمات
رأيت ُ القاعة َ بساقين ِ نحيفتين ِ
تنحني للجميع ..!
لذلك قررت ُ أن أقفَ بجانبي
وأعتذر ُ للمطر
فالشمس بين أصدقائي لها مذاق ٌ
يحيلُني إلى طفل ٍ يرقص ُ في النوم ..
يحيلُني إلى …
(( حين كانتْ المدينة ُ شيئا ً
مجرد ُ شئ ٍ على عربات القطار )) 1
صرختْ الشاعرة ُ ـ وفاء عبد الرزاق ـ
بينما كنتُ أنا مفككا ً بين قصائدها التي تتعثر ُ في الظلام
والبصرة المتربعة في العينين المالحتين بالحب …
ولأنني لا أفرشُ أنفاسي على طريقة التصفيق سحبتُ قلقي بهدوء
وتوقفتُ أمام هذا الون الشعري الناهضُ بالجمال على أنامل امرأة ِ
ألبستْ رحيلَها وتهشمَها أثواب النجوم ..
لكنني ممزق ٌ والطريق ُ إليها غريب ٌ … غريب ٌ
مثل شوارعها التي تلعب ُ بانعكاسات ِ غروبها
وهي تقول :
(( كانتْ الحسناء ُ
تستدعي بعضَ مقاطعها للصياغة )) 2
وللصياغة ِ سر ٌ يا ـ وفاء ـ
وبعضُ المقاطع ِ بعض ٌ من الصبح ِ
وإلاّ ستموت ُ الأغنية ُ ويتلاشى ذلك الموتُ
الساجد ُ بين الدجلتين ..
وتبقى الحكايات ُ
على قارب ِ في ـ صوت ٍ يكتمل ـ
(( في الرماد تغطى بما حاكتـْه ُ أبر ُ السنين
كل الطفولة ِ المهاجرة …)) 3
الرماد ُ عصفور ٌ أعمى فرَ من الحرب
وفي ذكرياتي
نحتَ له ُ من الرصاص ِ تأريخ َ نخيلي ..
(( اليوم جففت ُ دمع َ الهواء
واحترقت ُ …)) 4
الحريق ُ الذي أ صطدمتْ به ِ ـ وفاء ـ
ذلك الدمار الذي أبتلع َ حضارة َ الرشيد
ورمى بأبناء العراق وجاء َ بالليل …
أيها الليل ُ :
(( كلما أتسع َ الحزن ُ ….)) 5
(( يمر ُ العراق ُ
فإليّ به ِ
إليّ .. إليّ
حان الوقت كي أكتمل )) 6
لكنها لم تكتمل شاعرتنا الجميلة ـ وفاء عبد الرزاق ـ
لأن ّ نصفها الآخر في البصرة ِ
كان يردد ُ معها ـ تحت َ قانون التوحد ـ
لغة َ المنفى …
—————————
كتبت ُ هذه المشاعر بمناسبة الحفل الشعري الذي أ ُقيم للشاعرة وفاء عبد الرزاق في مالمو ـ السويد يوم الجمعة 2007ـ7 ـ6
هامش 1 ـ 2 مقاطع من قصيدة حكايات منغولية للشاعرة وفاء عبد الرزاق
3 ـ 4 ـ 5 ـ 6 مقاطع من قصيدة صوت يكتمل لنفس الشاعرة