مفتتح:
تنطق الشاعرة كوكب البدري بالمرتجل المركب المتضمن أفكار التنوير الغزلية المجردة، عبر تأسيس قواعد حدس الحال المنتقل في تحكيم الاشتقاق الشعري، من رؤية تختزن نظرة معبرة عن الحداثة الصوتية التي تحاكي المرام التوليدي النحوي في سياق بلاغة تخيرت مبادئ تقوم على مصبات وجودية تحويلية بوازع عبورها إلى اتساق الإعجاز أنْ يصان اشتماله فصاحة الجملة الشعرية المركبة بتوارد الاعتبارات المعنوية، ومن منظور هذه القاعدة نشهد أن القرائن الفنية عندها محكمة التجلَّي بين التشبيه والتمثيل في جناس ارتقى بيان تَوَسَطْ المضمون العياني، ونحو ذلك يقوم الاشتقاق على فاعلية مُتَخَيل التحويل المبتكر بالإضافة على ثلاثة روافد متحركة وملازمة التغيير والتجديد بآن وهي:
1- الصوفية المثالية الذاتية المحكمة في البواعث الحسيّة الناطقة بالمألوف الشعري في الوزن والروي.
2- تحريك نظام الصوامت التي تجئ بالألفاظ العينية عبر الصّرف المدور في سياق الكلم في حالته الموازية لمذهب البصريين، في الحجة والتنزيل والذروة المتصلة بالبواعث الجمالية.
3- الإبدال في الموضع الفني بين جناس وآخر بالحكمة القابلة للتلقي من حيث المصب المعلن المجدد للحالة الشعرية بين المضمون والشكل.
وفي حساب تلك الثمرات التي اظهرتها الشاعرة البدري للمناقشة النقدية جعلت من المتلقي يخزن الجديد في ذاته الوارثة، بإحالة التأسيس المبتكر عندها وجعل النص يتخذ العرفانية، وينتزع التشبيه من أمر ناطق بالصفة إلى أمر يدل على مسعى يجدد تجنيس التصريف، ولا أخال أن البدري غير ذات نوية وهي تصاحب إبلاغ التداخل في قيام التحديث الجناسي التوليدي، من معيون حاصل التَجَلَّي الصفاتي بإنقاذ الثروة الشعرية العربية من العلل والأورام عند غالبية النسوة، حيث أن هذه الظاهرة التوريدية إنما اساسها الجسد المباع، في حين عندما ننظر إلى وجود نسوي نظيف وبريء كنازك الملائكة، وآمال الزهاوي، وناهضة ستار، وفدوى طوقان، والشاعرة التي نحن في صدد تناولها، فأن أكثر الآراء الحاضرة على رياض: “التباين في الشعر النسوي العربي المعاصر” ، وللتعيين أكثر نجد البدري وقد جعلت منشدها يحدد لغته لأن تكون مكشوفة من حيث نمط جذورها الذاتية، يساق وزنها إلى قسمة المنظوم التحويلي على أقدار مبتكرها الإِضَافي، وخاصة في الحريريات، بعد أنْ اجتهدت في صيانة الشعر الرباعي الذي يملك موهبة التصور بما يحكم معافاة التلاقح ببعضها البعض، وهذا ما يسكن الشعر عند البدري على ساحل أفصح وأبلغ وأشجى، افضل بكثير مما نقرؤه عند شاعرات تبوّأن المصاف الأول بنظر الصحافة الشكلية.
في الواقع وجدت الوجدانيَّات في شاعرية البدري محصنة بالدقة والرعية حيث وجدتني اتفاعل معها بالوجوب العقلي أي ما يكون فاعله مستحقاً الالتزام بما يدعوني إلى النقد الوجيه، لكنني ابتسمت لقدرتها اللغوية، وبنيتها الفصيحة، وجناس المجاز الذي يحاكي الاحاسيس المرتوية ببلاغة النص، ولعل هذا الرأي ينتشر على لسان حال الناقد العربي في أدق وأصدق تعيين له، وأنا أضع يدي بيد الناقد المحايد، ولنا أستاذ لم يمح التاريخ علمه النقدي مع أنه ليس بالبعيد عنا بأفكاره وتحليلاته القيمة التي تؤخي ثقافته ثقافتنا وهو الجرجاني في القول التدريسي:” الفكرة لا تكون بالنسبة الينا فكرة إلا أن تكون تصاغ بالأفكار الناضجة1 “.
لا يخرج هذا التصور عن تهيئة المشاعر من خلال مزار تنوير العرفان من معيون سقاء المتخيّل النوعي الآتي بالوحي الرحماني الصامت بالتخصيص الذي يستجيب له الخاطر العاطفي،
1- الجرجاني، عبد القاهر: مجلة الأقلام، تصدرها وزارة الثقافة والاعلام، دار الجاحظ، بغداد 1981، ص81.
أو اللون المتنوع في أطر تفاعل القيمة الأسمى بما يُعَينُّ الشاعرة بيد أحاسيس مرهفة الجواب تستوحي الصورة الشعرية من حيث تجليات الخيال الخاص، الذي ينهل من وحدة الوجود قوة الارتباط بغنى شاعريتها وهي تحاكي الدعوة إلى تفاؤل التشارط والمشروط الأدبي بأثر التنويع، عندما تتجلى في صوَّرها الشعرية التي تعاظم الخمائل وتتحد في نزعتها الناضجة، الواضحة في شعرها المختلف على نحو خاص، مع ما لم نجده عند معاصرتها، فأصبح السِّبْرُ يوافق تنقية سرعة التلقي المستجاب من خلال نضوج البعد الفكري الشاعري، من معيون تخيلات المضامين الوافية في حصر الأوصاف المبصرة للذوق على ارتباط الخيال بالذهن الذي مكنته الشاعرة من محاكاة إيراد الكلام على وجه يحتمل التفصيل بدعوتها من حيث منظور منافذ حسيَّة تتجلى فيها النزعات ويتعاظم في بُعدِها وقربها الإيحاء الشعري بصفة خاصة، وحالتها الشعرية تستجيب لثقافة وتغيرات المذاهب الأدبية المعاصرة، لأن الشعر في كل عصر له مكانة ارتباط بقضايا تتخذ من الزمان انتماء ينسب إلى عصرنة التحويل باتجاه الاضافة القائمة في الأزمان جميعها، بواسطة الدعوى إلى التجديد على نحو جناس يشرق في حداثة تأثيره ناضج يحاكي خيال المتلقي بنجاح.
لابد من الاعتراف بأنّ البدري شاعرة تفوقت ميزتها التوليدية من جهة الاستحكام والقوة حيث تفاعلت صورتها الفنية عن طريق الحواس والرؤية، على أتم نجاح في تلازم المباني مع التراث القريب كالرصافي والزهاوي والجواهري في التقديم والتسليم بالسياق السوي إلى تراث آت، لأجيال تكون الشاعرة آنذاك خالدة كصديقتها الملائكة، لأن الملائكة فتحت باب المعاصرة كفيض الشعور المتجسد بتوازن جهة النظر، وهو ما حصل بدليل محكم الكناية في الصورة الشعرية، يميزها بليغ التمثيل اللفظي، وفصاحة القافية الحرة في شريعة تخيلات الشاعرة، التي تواصلت وهي تجسد الصحيح في رضا المتلقي لفصول آتية، ونحن اليوم أمام شاعرة تثير الجدل عن مراء ينشد الابتكار من منبع العروض التي ترى أن تجعل من الشعر قضية، وهذا الفهم يتبلور في أن المرأة الشاعرة تحرض على تبني التجديد الملحمي في النص ليكون الشعر هو الرابط النوعي بين ميزتها وبين خلوة التاريخ من الإبداع البليغ، الذي لابد وأن يخضع إلى تبنى المفهوم الجديد باعتباره لغة تشترك فيها الشاعرة مع تلقي يتحد في تجليات المعاني وفق تقاطع الأصالة ومعالم الصورة الصوتية التي ترافق القارئ ما حيي، ولو أخذنا مثلا لقولنا نجد الشاعرة الخنساء وحفصة الركونية، ولادة بنت المستكفي، ونازك الملائكة، وآمال الزهاوي شاعرات الحظوة التاريخية في جواز وجودهن، هذا لأن الشعر طاقة إذا ما انتظم تمامها استقطب البينة والحجة والإثبات على أوسعه، وأصبحت الأيام أصداء قيام القصيدة عندهن، ولا اظن أن البدري غير ما أروم بالوارد من شعرها، مما تخزنه من تحويلات غاية في التنوير الحداثي الذي يصيب الدهشة بالإعجاب، خصوصاً في إحكام القدرة على صياغة الفصيح المولد للمعاني، التي تستمد عناصرها المثيرة للحفظ أن يستشفها في الزمن الحاضر والمستقبل.
رؤى جناس سبر الكَيْف البنيوي: يتحدد الانطباع الخاص عند البدري بمؤثرات الكَيْف الزائد على المألوف في التطور الشعري عميق الجذور على اختلاف منزلته، من إصالة إلى القول الْلّيْن مُختَلف المُتعَة من منظور حاصل الأفكار والتخيلات والأحاسيس الناضجة، كما قالها ابن عربي: “كنا حروفا عالياتٍ لمْ تقلْ – متعلّقاتٍ في ذُرا أعلى القُلَلْ 2”.
2- ابن عربي: كشاف اصطلاحات الفنون، ص661.
مع أن البنية الباطنة في النص تأخذ مساقاً يختلف عن ما قبله من تشكيل ثبت في ذاته الاختلاف في بنيتها عن العمودي المألوف، وفي هذا التمييز حققت الشاعرة انطلاقاً من متخيلها النوعي إغناء ثروتها الشعرية موهبة غنائية تجانس صورتها الصوتية، التي تشادي سبر الإلمام الدقيق بعلم العروض وما يوافق آفاق الخيال بأصول اللغة، وما يشتمل عليه من إنزال نحوي على بيان الصورة الشعرية المجددة، مؤاتيه النُظم المحكمة بدليل علم البديع، الذي يستوعب التفاعل بين المضمون والشكل الحاضن لسيرورة الانسجام المفضل، من منظور إنزال تطورات ذات آفاق حلمية تعتمد أصول البوح الكلي الموهوب من حيث جُزْئِيَّاتهِ ضمن سياقات تنويرية قياسية تبحر في الدقة والامعان والتفاعل والتشكيل، بطباق أوزان الشعر وبحوره، كما هو الحال في مبنى يختلف في جناسه كالمربعات عند الشاعر العراقي عبدالفتاح المطلبي، وقد يكون الأسلوب الذي تقد به الفطن المضافة، يقول سعيد عقل اللبناني في إحدى مقدماته: ” كل مطلع شمس يثير الشعر قضية، شرط أن لا يصبح الشعر قضية عندها يعقد نفسه بنفسه3″ وهنا يميل سعيد عقل إل نقطة جوهرية يعني بها التجديد والاختلاف المُتَضَايِفَان يُأخذ كل منهما بالقياس، كما اشرنا إلى تقابل يحدث في الضرب الشعري وفق القواعد الموضوعة لموازنته.
الكثير من الشعراء والشاعرات تعدد عندهم الجناس الفني في الشعر والقصة والرواية والنقد، ودليل هذا الإبداع ينحصر في انبعاث المضمر المضاف وحيه، وإرادة تجلي الذات، وتلك الماهية الراجحة مقرونة بدعوى العقل عندما يستدل الوعي على فنه ومعناه، وتقديره البلاغة فنقول: بلاغة اللفظ من واقع تمييز اللغة، وفصاحة المعاني من واقع تأثير وقعها على الآخر، وهنا نخلص إلى الترتيب في ما يستلزم اختلاف الوحي المسمى بجنسه، أي إيراد الاعتبار الذاتي على تلازم الصورة الصوتية، وفي الوقت ذاته التفاوت في التباين في ما يستلزم تصور الشاعر في اكتساب المتخيل النوعي:
الأول: ما سوى في جودة وطلاوة الرتبة المتفاعلة وميزتها في صحة السبك بين الايحاء في الشعر، والمتخيل النوعي في المتعلق بالتلقي، والبحث القادر على تبيان تفوق الحالة النقدية في المُعلل بالدليل على جميع الفنون الأدبية.
الثاني: ومن الأدباء عامة من تفاوتَ عنده النص بين جميع الفنون الأدبية، فنجد الأول يكون متقدما في حالته الإبداعية والعلمية والثقافية على الثاني.
ومن خلال هذا المنظور إنما هو ما يدل على رؤيتنا حول الأديبة متعددة الإبداعات، بعرفانيتها الشعرية المتعلقة بالحالة الإبداعية، فالكثير من الشعراء والشاعرات الأوائل من العصر الجاهلي وحتى استمرار العصر الإسلامي هم شعراء فقط، وما هذا فقد وضح الأمر وأصبح واقعاً مع التقدم الزمني، أو معاصرة النص وخاصة منذ بدء التطورات التكنولوجية، ومن خلال هذا التفاوت ننتقل إلى صميم العملية النقدية التي رافقت الحالة الشعرية منذ القدم وليومنا هذا، ومثال لذلك نأخذ الشاعر الناقد النابغة الذبياني الذي جعل من الأعشى أشعر العرب، ثم بعد ذلك جعل من لبيد أشعر من قيس، حيث كان الشعراء يحجون إلى قبته الحمراء في سوق عكاظ السنوي، فيعطي الصفة الشعرية لمن يستحقها، وفي لقاء معه كانت الشاعرة الخنساء تنشده الشعر عن أخيها صخر، فقال لها بعد الاعجاب بها: ” أنتِ أشعر الجنس والجن”، كذلك كان للعرب طرفة بن العبد هو شاعر فذ وناقد فذ، كذلك كانت زوج أمرؤ القيس أسمها أم جندب أحكمت أن الشاعر علقمة أشعر من زوجها، وفي العصر الإسلامي كان علي بن أبي طالب شاعراً وناقداً تفيض عبقريته المخصوصة فصاحته لمقتضى بلاغة تنبئ عن الوصول والانتهاء على جميع البلغاء في العصر الذي سبقه والذي تلاه، وليومنا هذا لم نجد كعلي محللا وجوديا ولغويا في الحالتين بلاغة اللسان، وفصاحة المعاني في رأيه وقوله ثابت النصاب والمقدار.
محاكاة الصورة الصوتية:
وفي هذا الخصوص، يبقى النقد في العصر الجاهلي مروراً بعصر صدر الإسلام فالأموي ثم العباسي لم يك يستند إلى منهج محدد وإنما هو إحكام يجده الشاعر نقداً، لأنه لم يرتقِ إلى مستوى الموضوعية والأحكام الصحيحة، حتى وصول النقد إلى مستويات مهمة جدا كما أتى به عبدالقاهر الجرجاني، والشيخ محمود بن عمر الزمخشري، وابن مضاء، وابن جني، والعلوي اليمني، وآخرون أولوا النقد إحاطة فصاحة الإمعان، وبلاغة الإتقان، ونظارة مودعة في مكنون ذات تقنية ماهرة التحويل في علم التباين الشعري بين مرحلة وأخرى، مما جعل من إثارة الحكمة النقدية تحاكي لغة المعيون في المحسوس أن تتعاطى بلغة المشبهات المحصنة بأسرار فحوى الرموز وتعليلها، وجعل ظهور المجاز كمقود يحاكي التخييل على توارد الصوّر الشعرية على ما هو عليه ثبات بينته، وجعله ذو صورة تحلو وتحسن منظراً تذكر عند القارئ على أن لا ينسى فهم معانيها، لأن دلالة الألفاظ الظاهرة تكون واردة على سائر المجازات المحصنة بعلمها مما تكسب المباح الشعري سقاء جوهر يستجيب لخطاب التلقي على أوسع سائر علم البديع المبصر بمرآة معيون الفصاحة، لأن مكنونات الجسمية والعرضية تشهد الموافقة للفهم واعطاءه منظور التأويل المحمول على ظاهر العطاء من وازع المجرى الشعري المتحول من جناس التَّبَايُنُ الأدق فهماً، إلى المراد في المعنى الذي يحسب على المطلوب ما وضعت له من تَبوئة التتميم أن تكون محاطة بالقبول بكونها حققت خيال التجلي الصفاتي بما يكون مبدؤه دالاً على جناس التَّخارج المصحوب بالتخصيص المقترن بالشرط والغاية والصورة الصوتية.
المجرى النحوي في علم الرموز:
إذا استَقَرَيَّنا على ما وضع له من صورة أو معنى في حساب تصنيف الدوائر الحلمية في تناسق نسجها وانتظامها بمعيون مجرى الزهد والتصوف في الموشحات التي قلت عند الكثير من الشعراء والشاعرات في المكان العربي، بينما بانت عند البدري التي أخذت تثير مخزون المحسوس الجمالي في علم التحويل النوعي يأخذ رؤية لا يشكُّ بها، ولا ترتاب صورتها في المتخَيِّل بين القديم من الشعر والمعاصرة، بوصفه موهبة فيها الأمر ظاهر بما تقتضيه الرؤية، ومنزهه التأصيل بسداد نوعي كثير التّدور المحصن بلغة تثير مكنون التواصل، من خيارات خصصتها الشاعرة بالتأثر والتناصب من خزين التراث الذي تعدد جناسه في اللغة المحكية والفصيحة، لكن البدري أجازت لها عضد التحويل من لغة المراد الإباحي إلى لغة السامر أن تكون القصيدة في مقام التعليل المنتظم، على سبيل المثال ما جاء به الشاعر البصري عبدالكريم كاصد في لون الزهيري، حيث أحال جناس الزهيري من اللغة الشعبية إلى لغة فصيحة تساهم في احياء السلطنة بجواز ظاهر معانيها ودلالاتها، حتى أصبح المجرى البلاغي يحتكم إلى تنوير الحالة الشعرية في اللغة بوازع أصلها ومرامها الثابت، والشكل المقبول تلقيه لأنه يقوم على برهان فصاحة الوزن الذي يجاري النغم بشيء يجانس الأصل بلغته المحكية، حتى لا يأنف منها القارئ، باعتبار الصورة الشعرية الجديدة جارية على تحديث مقبول القراءة، بالمفهوم الدال على ما وضعت له من أصل التحكم بالدليل المخصص للقياس، ومن خلال هذا التصور الذكي وجدنا الشاعرة البدري حققت للشعر مجراً تحولياً في تناص مقبول أو حتى أنه أصبح حقيقة دالة على أن الشاعرة تميزت صورتها الشعرية من وارد فني خصب له مذاقه الخاص بكونه جار على جهة العلوم اللغوية بصفة إثبات تداخل العيان الذي تنوعت حالة التداني المحكم بالملازمة الذهنية، وهذا التميز يليق بشاعرة تجاوزت المألوف والظواهر التي سيقت منذ عصر التجديد أبان زمن الثلاثينات، دون مخالفة تذكر للعمود الشعري بواسطة الأدلة العقلية من حيث بعدها التاريخي، لأنه دال على تنزيه التحويل البنيوي لِما تحقق فيما وضعت له المُنَاظرة الذاتية في النسبية بين جناس الشعر في أكثر من توظيف في أصل محاكاة تتفق مع الجديد.
تعتبر الشاعرة البدري مجددة للضرب الحداثي الثاني بعد الشاعرة د. ناهضة ستار، تغذيها الفطرة الغريزية المستوفية لسداد المبتغى النحوي بسعار أثار صورتها المتصافية الثابتة في المنطق وهي تُرَوْي الإحساس العاطفي بالتنافي بين التلاقح والمنفصل، كما هو الحال في جديدها المتماثل في لغته مع الأولين وخاصة عند شاعرات العصر الإسلامي، بعد أن جعلت من لغتها تصاهر لغة المنسوب إلى مستوى التباين الحاضر في مظهر الأحكام وموعظة بلاغة التنزيل في مجراها التحولي، وفي خيار آخر الموجب بالذات تتخذ المعاصرة الكثير من الشعر الأندلسي موضع يوجب التلاقي في الموازنة والتعاقب وخاصة مع الشاعرة الأندلسية “زينب المرية” في لغتها الوصلية في فصاحة قل نظيرها، ولذا فالبدري وإن جعلت من جناس التراث براعة تفنن نصها الذي وصف من الآخر كالبلح المنقوع يستهوي غاية، ويستوفي هيئة من عُلوٍ تناشد اللغة من أرفع مراتب مرام التوريث بسناه، ولا حاجة بنا لزيادة الأمثلة لأن البدري في عصرنا تحصي الشعر بالوزن والرمز والمجاز، فأما ما تلقيناه من شعرها أوسعه اتيان التبيين من أدقه مرتبة في بيان الترصيع أن تكون الألفاظ مستوية الأوزان، ومتفقة الأعجاز في وضوح مجازاته، بعد أن جعلت ثبوته ينشد التفاعل والإياب لأن يكشف عن كل تسهيل قارب لغتها بالبديع، يحاكي نظام التَّسَرِّيب وموطؤه أن يأتي بالتَّشبيه، كقول الرسول محمد ص: ” إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمَثَل أصحاب أرضاً 4″. وهذا ينهج التصريف مما عجز عنه الشعر عند غيرها، ولأجل ما تقدم منا في كشفنا لمخابر لغوية من معيون مشروعها الفني الذي يواخي وعيَّه بين منجزها البلاغي وقدرتها الثقافية على أن يقرأ الشيء بوازع المشبه بالتَّصَوّر، وخاصة ما يحصيه الناقد من علوم تمكن التحليل والتبديل بالموافقة من خلال نصوص تخترقها المباشرة أو التقريرية كما حصل في مستطاب كلام ابن الجوزي في مذهب مواعظه القاسية.
ندخل عالم الشاعرة كوكب البدري وما توافقت عليه الأحكام في جوانبه التي يظهر فيها أثر الكلفة، على الميول المهيأة في مراتب متفاوتة في النجاح والكمال، ونحن نجازف في نظير المنظوم الفني عندها، فإِن من يطالع هذه الموازنة التي يكون فيها البيت الشعري وعجزه متساوي الألفاظ لمبعث في تحويل الصورة الشعرية دون اختلاف في تباينها، في كل الأحوال سواء أكان في الإفراد والتثنية، أم في التذكير والتأنيث، مع أن الشاعرة تدخلت في التضمين المزدوج بإحكام التضايف والتعليل في معرض النص المعاصر إلاَّ ما ظهر عند شعراء شمال أفريقيا وخاصة في البلد الذي سميَّ بصاحب مليون شاعر موريتانيا،
4- الاصفهاني، العماد: كتاب معجم الأدباء، دار التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى 1954، ص226.
سوف نأتي لاحقا على التباين في الصورة الشعرية بينهما، والرأي الذي أتبناه لا يشير إلى تناص الشعر الملحق بنظم شاعرة أخرى اختصت بذات الفعل الفني في البنية والمحاكاة وجواز الصورة لشبيهتها عند شاعرة لا تعرف السجع من أقسام الكلام، خاصة وأن البدري أجازت مكانة تميزت بها بين شاعرات العرب على أتم صورة لغوية تبنت مكانة مقامها المثالي، وهنا ندخل محبين إلى عالمها الشعري من كل جوانبه:
القصيدة:
موّالُ عينٍ ساهرة
صَمَتَ النّهارُ عن الأغاني المفرِحَةْ
وبَكتْ مواويلُ السّهارى المبرِحَةْ
لو كنتُ أدري ما الغيابُ، وما انطوى
ماكنتُ أغرسُ في ضلوعي مذبَحَةْ
أيقنتُ من سِيَرِ الهوى في غَصّةٍ
لا شيءَ يُغْرِي في الهوى كي أربحَهْ
رحلتْ سفائنُ من روى في حبكةٍ
قَصصَ الغرام على الفؤاد ليذبحَهْ
فضربتُ من خلف الحنين ستائرًا
والليلُ يوشي بالأنينِ ليفضحَهْ
نامت بلا أملِ اللقاءِ حكايتي
فالعرفُ لا يهوى اللقا بل طوّحَهْ
كم نجمةٍ شَهِدتْ سهادي خُلسة
وتلهّفي عند الصّباحِ لألمحَهْ
فالنّظرةُ العذراءُ تأسى عندما
ترنو بمنديلِ الحياءِ مُلَوِّحَةْ
فالخوفُ من عتبِ العيونِ يلوكُني
والذّنبُ يغزلُ في الحنايا أضرحَةْ
والصّمتُ أسرعَ بالحبيب ليرتدي
قلبًا سوى قلبي الخجولِ ليجرحَهْ
قلبي الذي عَبَّ الهُيام بلا صَبا
مذ كانت الدّارُ العتيقةُ مَسْرَحَهْ
مذ كانت الشّمسُ التي في سطحها
تغفو على نخل الفؤاد لتُفْرِحَهْ
مذ كانت المرآةُ مثلَ قصيدةٍ
تجثو بديوان السّرابِ لتشرحَهْ
لكنّه كتمَ الجوى مُتَنَسِّكًا
والكفّ من أثر النّحيبِ مُقرّحَةْ
ليظلّ في لجج الضّباب مُعَذّبًا
قد خاب من أخفى الغرامَ لِيَكبَحَهْ
في هذا الطباق تكتفي البدري بالنظم الحسي الذي جاء مستوفياً لوصف المتقارن بالفاعل، بسعةٍ أشاءت وجهة نظر تحاكي الموصوف العاطفي بالوصل والشكوى، ما وقع أنْ يُنَزل الصوت في صورتها إنزالاً يغالب التمني، وبه تورد الشاعرة كثرة النعوت المعبرة عن أحوال الأنوثة، فالعبرات تمتلئ بالمرارة والألم الواضح في نقد الذات من منظور يعضد علوم البيان في مخاطبة مقتضى الإنصاف، وغايتها حمل التأويلات بشيء مما يزيد من المحصل الحذر بمعيون الظاهر في سقاء أجاب عما تبوح المعاني باطنة الأسرار، بالتنزيل الذي يتحد به المجرى الأول صوب ماهية الابانة التي تتسق بها حريريات الشاعرة، قرت أن مقصدها يستهوي الأزمنة على جهة تستشعر المجاز في صدر قولها: “صمت النهار عن الأغاني المفرحة / وبكت مواويل السهارى المبرحة” فالمجاز حصل هنا استطراد في وقار تماسك النحو، لأنها جعلت من النهار في باطن الصورة وكأنه يستهوي الغناء، بينما الغناء موقعه مع طرب السهارى بين شغاف الليل، فالشاعرة أرادت أن تستطرد المفهوم بدقة المجرى الحريري، وما وضعت له من معان ظاهرها ما يستدعي تثبيت الرمز على الزمن، وباطنها يفيق لما يكشف عن استعارة النهار للسهر في عمودها المعبر عن الولاء، الذي بني على أساس التقطيع التراثي في القصيدة الكلاسيكية، كما هو الحال بما أورده السياب من تناغم قصيدة المطر باللازمة “عيناك” التيمة التي تحرض القريحة المزدوجة بستة صور شعرية تحاكي التجديد الأبهى، بالصوتية الصافية المبرح وزنها، المستقيم في بلاغة ألفاظها، بما يدل على جمعها بين الواقع والخيال، والشاعرة البدري تختص بعالمها المغاير في صورتها الشعرية، لأن استيفاء المواساة تستدعي المحافظة على عهود الخلطاء، بدعوى أن يستمر مقامهُ المقصود، وهذا يحسب لها أنها تتصافى مع التورية بكل ما يفهم من هذا المصطلح من توظيف معنوي، حتى يستقيم ظاهر المعنى بالتداول الملائم للمشاعر في قولها: ” نامت بلا أمل اللقاء حكايتي / فالعرف لا يهوى اللقاء بل طوحه”، ومع هذا التخصيص نجد الشاعرة تبطن المعنى بسياق يفيق في المشبه به المستعار غير المعلن.
من هذه الضروب التي تفننت بها الشاعرة حين أسناها التنزيل بحلم اشرأب شأنه، وارتفاع مكانة قدره، فقد تفاعل شعرها الذي لم يك قط مقصود على نفسها، من سقاء الميراث الظاهر في مستحق التوظيف في نظمها الجسماني الحاكم بالصورة الشعرية حيناً، والمنفتح في أحايين أخرى على المعاني الجزئية المتعلقة بالمحسوسات العاطفية، لأنها أكثرت من المُتَخَيَّل على جهة القياس في حجتها، فأوله فاض سجعه، وثانيه توسع طرازه، وثالثه مبتكر بناؤه بين موازنة اللفظ الذي تستقدمه صورتها دون أن تستأخر ماهيته، لأن ديدن شعرها لم يك قط مقصور على نفسها وحسب، إنما هو وَسَعَ التلقي لصيانته بالدليل والتأويل من صوَّر شعرية حبلت بأفكار يحاكيها القارئ، ومقصدها يخاطب الشواهد بالحواس المتكتمة حتى تجعل التفصيل يشمل لغتها في حين أنها تريده غير منفصل عن التلقي، وقولها يدلنا على هذا المعنى:
أيقنتُ من سِيَرِ الهوى في غَصّةٍ
لا شيءَ يُغْرِي في الهوى كي أربحَهْ
رحلتْ سفائنُ من روى في حبكةٍ
قَصصَ الغرام على الفؤاد ليذبحَهْ
فضربتُ من خلف الحنين ستائرًا
والليلُ يوشي بالأنينِ ليفضحَهْ
فهي في هذا التجريد نجدها تحاكي طيفها من خلال دعوتها للذات الشاعرة أن تكون هي المعين بالواصل مع فنون جعلت من المقام المعنوي له خصوصيته، كما قاله الأعشى بعد أن جعل النظم يحاكي الآخر لكنه في حقيقة الأمر يعني ذاته في قوله: ” وَدِّع هُرَيرة إنّ الرَّكبَ مُرتَحِلُ — وهل تَطيقُ وَدَاعا أيُّهَا الرجلُ ” ولنا في هذا التخصيص دعم من ابن الأثير قوله: ” إن التجريد الحقيقي هو ما ذكرناه في البدء، وهو أن تخاطب غيرك وتوجه الخطاب إليه وأنت تريد لنفسك وهكذا أنصبت عناية البدري في مجال حوار الأنا الشاعرة، وبين الآخر الذي لم يؤالف مقدار شأنها، لهذا تمت اللاقحة في هبة النفس الكلية وقد خصت شخصها بوعيّها الباطني الذي يراد به ما تعنيه المعاني من تحرير العاطفة الناطقة بين المركب الحسي والمعيون الشكلي للإشارة المطوحة التي فتحت صوَّر الهداية الممكنة بخاصة بكونه جوهراً تسقيه العناية الدقيقة بالمرتبة الدقيقة، على أن لا تكون أفكاره مشتتة، لكي تغذي المقصود بالإجادة من واقع تحسين دليلها، المحكم بالخصوصية الوافية لرونق تماسك اللفظ،
وبهذا يثبت لدينا أن البدري إنما أرادت أن تقارب سياق التفاضل أن ينسجم بوحدة حسيّة مباحة للعلن، يتداعى لزومها بتوليف المجسات الجمالية، حتى تتساوى بالمقارنة على السواء بينها وبين زمن المثقف عند الآخر، من خلال منظور الاختلاف الحاصل في مستوى الوعي، أكثر مما تكون تلك الحاصلة الاجتماعية ملحوظة في مخارج أدبية يصعب تلاقح ودادها على اعتبار جهة الشاعرة، وتناغم الجهة الأخرى من خلال واقعه، والدليل المتشائم الذي لم تتوصل به إلى قناعة مرضية في قولها: ” أيقنت من سير الهوى في غصة / لا شيء يغري في الهوى كي أربحه”، ثم تستمر الشاعرة في عتاب وملامة ذاتها، واليأس حاصل في قولها المتمم يأسها بعد أن أصبح يطابق يومها، وهنا تقطع الأمل فالحكم لا يتم إلاّ بالمقدار ما تحققه الشاعرة من خطاب يعالج انسجام دليلها مع وجدانية الرفض.
فوجئت في قول الشاعرة البدري في لقاء لها على تلفزيون عراقي، أنها تستطيع أن تكتب النص الشعري متى تشتهي لذلك، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أن البدري عندها قدرة “التأليف !!” إذن إذا كان الشعر هَيّن بهذه البساطة أين يتم التأسيس اللغوي في إرساء منهج تقوم عليه المعاني التي أحدثها المولِّدون، نأخذ منهم ما اعتاد عليه ابن جني يشرح الشعر ونقده على: ” أن مبدأ التأويل الذي يُخِضع الشاهد الشعري للمعنى الذي يتصوره الشارح، وبالتالي وطلبا لذلك يوظف كل إمكانات التأويل ومفاتيحه لكي يتطابق التصور مع الشاهد الشعري 5″. إذن فمبدأ التأويل عند ابن جني يمثل أساس بعث اللغة ببيان خصائصها الحلمية من خلال الأفكار المرسلة بوحيَّها التوليدي، وهذه المزايا التي تجمع اللغة ونحوها والفصاحة وبلاغتها والصورة الصوتية وتأثيرها كلها تجتمع في سلة تحتمل اتساع الوحي بمتخيله العفوي بالدليل العميق، وبأوزان تصاحب النبض الرومانسي إن وجد المجاز أن يصاحب التأويل في خبره، كما أن المغايرة اللغوية التي ينبني عليها المقول الشعري لا تنسجم مع فهم التأليف إلا بإعادة كتابتها بتأويل اتساقها على نحو الماهية الاعتبارية عند المشترك في ترتيب المؤوَّل بحكمه، لأن الموهبة لم تك قط جاهزة في العقل متى شاء الشاعر أو الشاعرة في كل زمان ومكان، وكما يقال: “ليس الخَبرُ كالمُعاينة” لأن الشعر حالة مرسلة تستبصر الصورة الشعرية المنتظمة في وحيها الذي لا يختلط به الاكثار الفارغ بوضعية المقدر في موضعه وزمنه وأحداثه، مع أن البناء الفني الذي وضعته الشاعرة البدري إنما هو حاصل سياق له مبادئ خالصة، وفي أحايين أخرى نجدها تراعي بما هو حاصل عند المتلقي الآخر بما هو واقع عندها،
5- د. فروخ، عمر: كتاب تاريخ الأدب العربي، قصيدة الأعشى بن قيس، دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى 1984، ص 225.
6- العلوي اليمني، بن علي بن إبراهيم، كتاب الطراز، الجزء الثالث، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، الطبعة الأولى، ص75،
وتأكيداً لقولنا نطاوع الناقد انطوان عون في رأيه المحترم قوله: ” أن الموهبة الشعرية عند الشاعر / الشاعرة إنما هي العواطف المرهفة بالشعور الملتهب، فالموهبة جادة التخيّل، وملكة التعبير المؤثر، من معيون اللاوعي أن يكون مصدراً من مصادر وحيه.7″
لا شك أن رأي ابن جني مختلف عليه مما قدمه من أفكار عديدة منها ما يقدم المعاني في النص على الألفاظ، وفي هذا التبني يكون معارضاً بتبعيته للجرجاني كما فعل ابن مضاء في ذات السيرة التي وضعها الجرجاني وهي مناصفة بين اللفظ والمعنى، وهذا ما أجده في البنية الشعرية عند البدري، حيث لا أجد وأنا تابع مسيرة النقد الأدبي منذ بدايته أحاصل تعليل مقنع يخالف نظرية الجرجاني بشيء ملموس، في حين نجد المطرزي ما نذكر من أفكاره في قوله: ” هو أن تذكر ألفاظاً لكل واحد منها معنيا. 8″ وينقل من تاريخ الأدب الغربي بعض الآراء المختصة في اللفظ وما يقابله في المعنى عند فلوبير الذي لا يختلف رأيه
عند ابن الأثير في آرائه بالشيء الكثير إلاّ بالتحوير الذي يجده الناقد مقنعاً، فقد استخدم فلوبير صيغة العبارة بدلا من اللفظ، وقد يكون هذا متداولاً تبعاً للغة الإنكليزية ومحط قواعدها من منظوم أسلوبها في الرؤية الثقافة الأوربية، لأنهم ينظرون في الكلام على أنه يركز على النواحي الجمالية في اللفظ، بينما نجد النقد المعاصر يهمل اللفظ ويعتني بتركيب المعنى من خلال بنيته الشاملة من بوابة الوحي في موضعه حتى إذا اختلف في البنية اللازمة لتلاقح المقصود بالألفاظ بشيء من الحكمة، لأن النقد العربي تجاوب مع الكثير من النقد الغربي القديم عند هوميروس وأفلاطون وفرجيل وهوراس، وهؤلاء اعتبروا العبارة إنما تعني المعنى وهذا خاطئ جداً، فالعبارة تجمع بلاغة اللفظ الواردة في المعنى دون التخصيص، فلو دققنا جلياً في الجملة الشعرية عند البدري نجد الدقة في تصوير المعاني على أنها محكمة في دلالاتها ومغزاها وموقعها في قولها: ” ليظل في لجج الضباب مُعَذَباً / قد خاب من أخفى الغرام لِيَكبحه”.
6- وفي قصيدة أطياف تتواصل الشاعرة في ضّرب التبيين المراد به ابتغاء مسار الحالة الرحمانية الواقع حصولها باليقين العاطفي عند الشاعرة التي يحتضنها التاريخ كما احتضن ممن قبلها من اللاتي تواصلن على صفحات تحاكي المعاصرة، تلك التي تكون مسبوقة بأسلوبية مدتها، في بعض وجوه تثبت معيون تأثيرها أنْ ترتقي إلى سبيل الحركة الشعرية العربية، وكأن كوكب البدري تستدعي التناص شريطة التمييز في المشترك المانع من الأرث المباشر، حيث تظهر القصيدة الكلاسيكية في عمودها تشتمل على الاستثناء اللازم في الحالة الشعرية المعاصرة، طلباً لمرضاة تلبيس المبتغى الذي يورده الإبداع المعنوي متقارب لفصاحة النص الشعري، بقيامه المعنوي بأنّ الشعر إن لم يك موهبة أجازاها العقل في قيامه ولزومه بين البحور الشعرية متمماً قدرته بواسطة دعوى الهوية السارية على حالتها التي اتخذت الواقعية وجود لها، حتى يكون غير ذي فائدة تذكر، وفي هذا فالبدري جعلت من نحوها يتصوف في لغة صوتية تتصرف بالقرينة من سعة اطلاق منابع اعتبار وحيَّها، بما يجئ من سبك منتظم وجد محكوماً بالجواب المعين بفلسفة ابن الفارض من حيث الشكل، فأصبح قرار قصيدتها يختص بهذه الرسالة القائمة على الاعتبار المتصل في قصيدتها بالسياق الذي يتخذه المعنى المترادف في تقفية المتوازي، بسياق يحقق أُطروفة تذكر.
6- ابن جني، مستعار من ويكيبيديا، بقلم بلواقي حليمة.
7- العلوي اليمني، يحيى بن حمزة: ما قاله المطرزي في كتاب الطراز ج3، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ص4.
8- عون، انطوان: كتاب الشعر بين الفصحى والعامية، منشورات تعاونية الطالب، بيروت، الطبعة الأولى 1982، ص5.
قصيدة أطياف:
أشدو القوافي صوبَ مجدِكْ
فأنالُ صدَّكَ قبلَ ودِّكْ
وألوذُ بالشّوق المُقيم
بظلِّ شوكِكَ، لا بوردِكْ
أخشى المواعيد التي
تخفي الوعيد بطيّ وعدِك
وأظل أهديكَ المُنَى
وتظلُّ تُشْقيني بزهدِكْ
كَتَمَتْ جروحي ذُلَّهَا
وَتَوضأتْ من ظلِّ خَدِّكْ
هَمَلَتْ عُيُوني بحرَها
وتَسَرْبلتْ في فيضِ مَدِّكْ
فَعَلامَ تَسْألُنِي إذا
خَفَقَ الفؤادُ صباً بقدِّكْ
مَنْ لي إذا انسكب المساءُ
وأحرقتني نارُ بردِكْ
اجدُ الحياةَ نسائما
تنثالُ منْ أحلامِ مهدِكْ
يا ليتني كنتُ الفدى
لجمالِكَ الأبهى وشهدِكْ
سأظلُّ في مُقَلِ المدى
مسجونةً في دربِ بُعدِكْ
وأجوبُ في ليل الصدى
فَتَلُفُني أطيافُ عهدِكْ
آهٍ فقد ولّى الشّبابُ
وما حظيتً بنارِ وجدِكْ
وَذِهِلْتُ من دمعِ الغَرَام
إذا تجلى سيفُ فقدِكْ
وَتَحَشّدَتْ روحي على
سورِ النَّوى لا مثلَ حشدِكْ
متناسياً قلبي هنا
مُتَعَطّشاً لحنانِ زندِكْ
المقروء في هذه القصيدة التي تفضلها الشاعرة على بقية شعرها ومعها قصيدة الترحال، مع أن جميع قصائدها بنيت على تقدير ثبوت ايقاع تصور النفس من جميع أوجهها بالوضوح الظاهر على أساس علم التراكيب في وزنها ونظمها، وهنا نجد أنَّ حال الشاعرة في شعرها عامة فصيح الملامح، ومبسط الرومانتيكية الإرادية، وهي تحاور الانقطاع على ضوء يبلغ الاحساس، وفيها تستبدل جفاء المشاعر نحو تحرير يعالج حالة تشارك مؤولها بالتخصيص في لذة القرب، الذي يلزم النتيجة بالحل خاصة في حالة توضيح الشكوى:
أولها: أنَّ الحال عندها حال الخوف من الهجر، رُبَما أقامت للغائب ونعني الحبيب أنه غير ذي مهوى لها، ببعده عنها، أي أنه لا يدخلها، لتقيم له على مقام الحب عرساً لكل لقاء، لكي تجعله يقتدي بجمالها وروعة شخصيتها.
وثانيهما: في هذا الحال نجدها تتمنى التلاقي حتى تخفف عن نفسها من الألم في حالها الدائم الظاهر في شكواها وفي قولها: “أشدو القوافي صوب مجدك / فأنال صدك قبل ودك / وألوذ بالشوق المقيم / بظل شوكك، لا بوردك / أخشى المواعيد التي / تفي الوعيد بطيّ وعدك”.
وهذا ما يدعونا إلى أن نكشف عن مرام ما يكسب حيرتها، والعتاب مرسوم في هَم ميلان النفس إلى ما تستلذه البدري، هي لوحة ترسمها الشاعرة ربما بحزن شفيف تنشره ورداً على المعشوق، فلم تنل منه ما تبخر من حريق الورد، وعكسه فهي تنال الصد والشوك وطيّ الوعد، ومرادها هو أن تهنو في ابتغاء مجده، حتى تحقق الحياة لها السعادة والرجاء بالظفر الذي هو أن يكون وليَّها، فهي تتقن أمر المضمون بوعيها وانفتاح ثقافتها، من جانب يُطَيّب النفوس وينشط الحالة النفسية في قولها: ” فعلام تسألني إذا / خفق الفؤاد صبا بقدك / أجد الحياة نسائماً / تنثال من أحلام مهدك” السياق يستمر في العتاب ما يكسبه ألق التواصل والتلقي، وفي هذه الثقة التي تتمتع بها الصوّر الشعرية لا تتجاور بما همت به مشاعرها سوى سَوق الكلام على إضرار إنزال الصد عليها.
هل هو الظلم أو ما يكسب الخطيئة من هجر تتالى في نص يطلب العطف والمراد بنوع من اللقاء للقلبين حتى يتجلى إلهام الحب ليصون غايته، ما دام قلبها يرم بها بريئاً يطالب الإنزال على مرام عاطفتها، فهو الملاك المالك وجدها في عصمته، وما نقرأه في فصاحة شعرها هو التعليم للأجيال المعاصرة والآتية لهذا الحال، على أن يبقى المعنى يحاكي الزمن بالإلقاء والإلهام الموحى للمعنى الناطق، وهذا ما يؤيده ويؤكده ويكسبه الوارد في أدبها وثقافتها الجامعة، فما هذا حالها الذي يكثر التحقيق من منظور علم البيان في نصها المطلق في المسار الحذق، في القول سواء أكان هذا بحرفية التبييت للمعاني أم بقوة سياق الألفاظ على مستوى المسار في جمالية وزنها، فلم أجد في ظاهر الاستثناء أن وزنها منقطع عن بعضه البعض، إنما هي القدرة على سبك بين الكلام في تلاقحه وهي أنثى، تطرح هموم الإناث بما يدل على معنى الانفعال والتأثر أن تبقى الشاعرة قابلة التحدي الذكوري وانفعالها ليس من وسعها سوى سريان هيبتها، ربما هو الشيء مما تتوقع الرضا من كل خير تشق بها غرامها لمن يستجيب لأنوثتها في قولها: ” سأظلُ في مقل المدى / مسجونة في درب بعدك / آه فقد ولى الشباب / وما حظيت بنار وجدك / وتنتهي في هذا السلم البلاغي قولها: ” متناسياً قلبي هنا / متعطشاً لحنان زندك” أسمي هذا النظم بالمطلق العاري للمشاعر أغناها، وأما الأماني فهي تستلذ بعودته وكأنها تبعد اشتعال التخلي بهجره والعذاب.
وفي قصيدة أخرى وعنوانها:
موال ناي عراقي..
موَّالُ نايٍّ عراقيّ
ربوعُ الصِّبا أنّتْ وتاقتْ لمبسمٍ
تلظّى سناهُ من فؤادٍ تلوّعا
وتاقتْ لبيتٍ في ثناياه موئلي
وقد غابَ أهلوهُ فناحَ وصَدّعا
فإنْ جرَّحَتْني في الدّروبِ مغاربٌ
وَجُرِدْتُ عن غصنِ النّهارِ مُضَيّعا
جثوتُ على رملِ الدّيارِ وقد غدتْ
ملامحُها ترجو قلوباً وأضلعا
تمدُّ الأيادي في خشوعٍ كأنّها
تنادي ظلالَ القادمينَ تَوَجّعا
هي العبراتُ الجلدُ تلقي بظلّها
على أنقياء الدّارِ حين تَصَدّعا
فترسو على جرحِ المسافاتِ دمعةٌ
لها كانتِ الأسوارُ تبدي تمنّعا
فسقياً لأيّامٍ بأهدابها غفا
شتاءٌ مطيرُ الشّوقِ ذابَ وأينعا
سقاها ودادُ الشّمسِ نبعَ محبةٍ
وألف اعتذارٍ كي تضيءَ وتسطعا
فأينَ الكماةُ المفتدونَ عيونَها
وأين السّراة العابرونَ تطوّعا
وأين همامٌ كان للبيتِ بيرقاً
يمدُّ خيوط الشّمسِ جسراً لِمَنْ سعى
ففي شَغَفِ الأنهارِ جنّتْ قصائدي
وبتُّ من الأشواقِ ناياً مُرَوَّعا
فمالي إذا غنّتْ مواويلُ وردتي
تماسيني الذّكرى جمالاً مبرقعا
فأحملُ حزنَ النّاي في كفِّ طارقٍ
يدقُّ على باب الإيابِ لأرجعا
فلولا اغتراب الرّوح ماضي مدمعٌ
ولا ضمّت الأيامُ كفّاً مودعا
في هذا النص الوطني نتابع تجليات الشاعرة وهي تجانس الأحكام إحكامها بإسناد يقارب التشبيه بالمشبه به، والأصل هنا بالمتقارب فعلهُ في تحصين الأصوات منها: “صوت الروي الجهوري” ومنها أصوات الروي المهموسة، وقد اهتم شعراء الصوفية في العصر العباسي بالصوت الجهوري لاستخدامه رَوَّيا لقصائدهم بدلاً من “الصوت المهموس” وهي من الأصوات التي يمقتها الذوق، وبكونها تؤسس الاضطراب الموسيقي مع الخلل والثقل في نواحي النص، وليس يخفي على من له اطلاع أن العراق البلد المهيمن على الحضارات، وهذا الكلام ليس فيه تراكب غث، لأن الحقيقة واضحة في اشراقها، وعلى ضوء ما جاء في قول الشاعر الفلسطيني محمود درويش: “العراق بلد المليون شاعر” وعودة كما فصلنا أمثلتنا على قدرة الشاعرة البدري فيما لم يفتها من العروض غاية الانتماء المخلص في نفس تحققه صورتها الشعرية كعقد من عقود يحترم من طرف الناقد العربي، وهو ما يعز إثمار عملها المتصل بمصادر مرامي البلاغة المحصنة في جواباتها، بعد أن تحقق لنا الدقة في تدوير الصورة الشعرية عندها على ضوء إثارة المعاني بقوة تجليات المشبهات في مرامها الوطني، وقولها المكنون فيما اختص به الوطن في قولها: ” ربوعُ الصِبّا أنّتْ وتاقت لمبسمٍ / تلظى سناهُ من فؤاد تلوعا / وتاقت لبيتٍ في ثناياه موئلي / وقد غاب أهلوهُ فناح وصَدّعا / فإن جرحتني في الدروب مغاربٌ / وجُرِدْتُ عن غصن النهار مُضَيّعا / جثوت على رمل الديار وقد غدت / ملامحها ترجو قلوباً وأضلعا” وهنا يتضح الضرب في البيان حيث يقوم الوعي العقلي بأمور أنارت انتمائها الوطني، لأنها أحكمت لزوم الانتماء بشعر أثبت بأول ما منه عرف له خصوصية جذوره.
وللوطن حب مطلق يكون ظاهراً لمن له الاعتقاد كوقع الدين على الرسل، بان في قرارة الالتزام بالبحور ذات الوقع السلس في شعرها، شوقاً إلى بلادها العراق، ومن خلال هذا التجلي الإنساني اتجاه وطنها نستوفي دقة الإحاطة من لطائف الإمعان المكنون بسياق ظاهر الجواز المطلق بذات حمل قدر تدانى عشقها للوطن، ولو تعمقنا أكثر في خصاب الدقة في شعرها بما أغنى من إبداعٍ أمتنع عن تفريق قوامه وصيّغه وأبعاده المثالية، ونحن نتناول القصيدة الثالثة للشاعرة كوكب البدري المتضمنة ذات حمل قد تباهى بصحة وجودة بالألفاظ المهيبة في حب ترابها قائلة: “فسيقاً لأيامٍ بأهدابها غفا / شتاءٌ مطير الشوق ذاب وأينعا / سقاها وداد الشمس نبع محبة / وألف اعتذار كي تضيءَ وتسطعا / وأين الكماةُ المفتدون عيونها / وأين السراة العابرون تطوّعا” يقول الناقد الفذ عباس محمود العقاد يبين لنا قدرة الشاعر على صلة القصيد بالمواجهة مع التنوير المختلف: ” على الشاعر أن يكشف لبابة وصلة الحياة به، وليس هم الناس من القصيد أن يتسابقوا في أشواط البصر والسمع، وإنما هم أن يتعاطفوا ويودع أحسهم وأطبعهم. 9″ يجدر بنا أن نتبين مبدأ الوحدة العضوية في القصيدة التي تجمع عمق الفكر ورهافة الوجد، ولذا فقولنا أن الشاعرة البدري حققت مسار العلائم النفيسة من معيون تراث الحضارة العراقية، باقتضاء الأفكار المشروط وزنها بالبحر الذي تتفاعل معه الشاعرة من حيث قرار إيقاعه وبلاغة وزنه، المشروط بدقة المجازات المطبوعة التي تأتي بالنظم الفصيح أن يكون الجزاء قابل في مفهوم الجمالية العضوية، بإزاء ما يكون العمل مقبولاً، في جميع مراحل النص باختلاف ظروفه الزمكانية، بناء على قوة شكيمة الحالة الشعرية وتفوق مقدارها بتأثير المنشأ الشعري العربي، فإن في ذلك إن وصل النص إلى القارئ غير مكسو ببلاغة الألفاظ وفصاحة المعاني، يكون وقع وقد أكتسب ثقلاً وركّة إنما يضر بصاحبه، لأن عظمة الشعر تؤخذ بإمعان يعلو بالشاعر / الشاعرة إلى حدود غير محدودة.
الشاعرة تضع الوطن في فضاء الترنم وبواسطة الألفة تلك تحقق للبيت الشعري قيمته في موقعه الثمين بنظرها كما اسماه العقاد ب”بيت القصيد”، أمام العيان في نمو النص وهو يخابر ابتهال وحيّ القصيدة الملازم لمشاعرها الوجودية، وبهذه المزية تستمر الشاعرة تضع عراقها أمام نظرها، وفي هذا الغرام تكون قد حفظت رابطة الاتصال بين أهليه تستدر بما آمنت به من معرفة لمعرفة، اطاعت حبه كما لو أنها توفي بالدعاء له بالبقاء سالما محباً يعاصر التاريخ بلا عيوب كإظهار الحق بالمستحق في قولها: ” ففي شغف الأنهار جنت قصائدي / وبت من الأشواق ناياً مُرَوَّعا “، ومن خلال هذا المنظور نجد نظمها المشوق والمعروف هو إعلان سجية اتباع المروءة في الثبات والعزم والاخلاص بواسطة فعل تأثير الودع الذاتي، بينما نجد أدباء الوطن يضعون مجد لبينات توضح مصب الحضارات الراسخ فيه العلم والمعرفة والإبداع، فهو على امتداد الزمن بكونه استثناء فقد طهر تاريخه بكلم الأنبياء، فكان وما زال أقرب إلى أن ينذر نفسه فداء ومحبة تقربه أن يكون مخلصاً للتراب العربي، وحاله يشابه العفو الذي يصاحب المرء على تضحية ذو محبة على قدرة العطاء أن يكون هو الفداء والوطن باق في قولها التالي: ” فمالي إذا غنت مواويل وردتي / تماسيني الذكرى جمالاً مبرقعاً / فأحملُ حزن الناي في كف طارق / يدق على باب الإياب لأرجعا / فلولا اغتراب الروح ما ضجَ مدمعٌ / ولا ضمت الأيام كفاً مودعا” وهكذا تسطر الشاعرة المشاعر على صفحة انتمائها المخلص لتاريخ وطنها الذي هو العين التي نرى طريقنا بواسطتها.
9- العقاد، عباس محمود: كتاب الديوان في الأدب والنقد، وزارة الثقافة، مكتبة الأسرة، القاهرة، الطبعة الأولى، 2000، ص12.
—-
الهامش:
1- الجرجاني، عبدالقاهر: مجلة الأقلام، دار الجاحظ، بغداد، 1981، ص81.
2- ابن عربي: كشاف اصطلاحات الفنون، ص661.
3- عون، انطوان: كتاب الشعر بين الفصحى والعامية، دار تعاونية الطالب، بروت، الطبعة الأولى، 1982، ص32.
4- د. فروخ، عمر: كتاب تاريخ الأدب، قصيدة الأعشى بن قيس، دار العلم للملايين، الطبعة الأولى 1984، ص 225.
5- العلوي اليمني، علي بن إبراهيم، كتاب الطراز، الجزء الثالث، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ص75.
6- ابن جني: مستعار من ويكيبيديا، بقلم بلواقي حليمة.
7- العلوي اليمني، يحيى بن حمزة: ما قاله المطرزي في كتاب الطراز، الجزء الثالث، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، ص4.
8- عون، انطوان: كتاب الشعر بين الفصحى والعامية، منشورات تعاونية الطالب، بيروت، الطبعة الأولى، 1982، ص5.
9- العقاد، عباس محمود: كتاب الديوان في الأدب والنقد، مكتبة الأسرة، القاهرة، الطبعة الأولى، ص12.
موجز عن حياة الشاعرة د. كوكب البدري:
• – كوكب داود سالم البدري شاعرة عراقية مواليد صلاح الدّين / سامراء
دكتوراه فيزياء حالة صلبة (أشباه موصلات) / جامعة تكريت
أكاديمية وباحثة في مجال الخلايا الشّمسيّة في جامعة تكريت / قسم الفيزياء
أول نص أدبي نشرته في مجلة قوس قزح عام 1995 الصّادرة عن كلية التّربية للبنات /جامعة تكريت
أول قصيدة نشرتها عام 2000 في مجلة طروس / الصّادرة عن اتحاد أدباءصلاح الدين
صدر لها :
مجموعة شعرية ( عشرون صيفا لغيمة ) 2015 مجموعة شعرية ( مقتلُ حبٍّ بدوي ) 2017
مجموعة شعرية…( حارسة النهر) 2019
تاجُ الياسمين… ( موشّحات) 2020
عيناك والبريد : مجموعة رسائل قيد النّشر
هواجس تحت سماء الإبداع قيد النّشر
حصلت عل المركز الثاني مسابقة منتدى نبع العواطف الأدبي للشعر العمودي 2015
عضو مؤسس في التجمع العربي لشعراء العمود والتّفعيلة
مؤسس رابطة شعراء سامرّاء 2017
عضو مؤسس رابطة شعراء بغداد.
طبعتُ الدّراسة ورقيا ؛كي أستزيد من علمك في كل مطالعة لها.
امتناني واحترامي