كتبت الأديبة وفاء عبد الرزاق:
قصيدتي هذه من ديوان( أدخلُ جسدي أدخلُكم) *صورة وقصيدة*، الصادر عن دار العارف لبنان 28-6-2012، وفازت أولى قصائدة ( بيت الطين) في جائزة نازك الملائكة 2010/ كما نوقشت عنه رسائل ماجستير ودكتوراه عربيا وعراقيا منها في جامعة واسط العراق عن الصورة والقصيدة. :
العلاقة بين النص المكتوب والنص المرئي الشعر والصورة الفوتوغرافية بيت الطين للشاعرة وفاء عبد الرزاق إنموذجا
الباحثان:
أ.د.إسماعيل خلباص حمادي الزاملي ,هــديل عـلي كاظم في جامعة واسط العراق 20-4-2013
و الأستاذية في (بلاغة النص المرئي والمكتوب ، القصيدة والصورة الفوتوغرافية” الدكتور ابراهيم عبد العزيز زيد”كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة قناة السويس في الاسماعيلية:
( سَاحِلُ الحَيَاةِ عِرَاقُ )
شَخصُكَ النّارُ والماءُ
حَجَجْنا إليكَ
ترافقُنا شُرفةُ الحدودِ
والأغنيّاتُ اعتذرتْ
بنَفسِكَ إخلاصٌ وخلاصٌ
وبينَ الضَّواحي أصابُعُكَ
لمْ تعُدْ كافيةً
لِما تشكُّ الضِّفافُ
وقعُ الخُطى يستهزئُ رَتابَتهُ
الطَّوافُ أسقطَ حولَهُ ثلجاً
وأنتَ القاتلُ القَتيلُ المحجوبُ
لمْ أعدْ أعرِفُ خلاصَكَ
لمْ تكنِ المُؤجَّلَ في الوَصْلِ
ساحِلُ الحياةِ أنتَ
قلبُ السَّحابِ وزهوُكَ
ينحني للجنينِ.
أسميتُكَ بصَراً وجعلتُكَ اعتِدالاً
مِعراجُكَ بصَري
أبصرتُ النِّداءَ
جمعتُ كُلّاً
حتَّى ركدتْ حواسِّيَ الأُخرَى
صِرتَ عينَ النَّفسِ
لا يُشكُّ بأمرِكَ
فاخرُجْ مِنْ مُكابدةٍ تتثاءبُ
ضيُّقٌ كُلُّ الوجودِ ومرآتُكَ
في التَّقابلِ لمْ تكتشفْ.
أعزَّكَ اللهُ بآدمَ
ابنتُكَ الشَّجرةُ
والبَراعمُ غايتُكَ
أعرِفُ أنَّكَ الكتومُ
اخرُجْ لها واسِعَ الفِعلَ
لكي تُصبحَ المقابرُ حَقلاً
والفكرةُ توكُّلاً لقِيامِ ساعتِها
صدرُ النِّساءِ أشْرِعَة العبورِ
كُنْ حركتَها،
أغنية الكلامِ ذِكْرُها
ترتجي أزيانَ حروفٍ
عُشُّها يملأُ الشُّقوقَ أطايبَ.
أعرفُ أنَّكَ الكتومُ
كما عرفتُكَ عينَ نفسي
مِثلُكَ لا يرضَى في اختياري سَوءةً
أحمدُ اللهَ، أثقبُ قلبي بحبَّكَ
لمْ يكنْ قولُ جدَّي جُزافاً
قال حِينَ ضنُكتْ سنابلي:
هَيْفاءُ اركضي وأنزلي السَّلوَى
ليسَ ثوبُكِ انكساراً
لستِ الزّاويةَ
كوني خيطَ مِغزلكِ انسُجي
سُبحانَ حُزنكِ المُوْحَى إليهِ
لُبُّ إرادتِهِ فرضٌ
وداعتُكِ باسمِكِ بشِّري
أوفي بُشراكِ
فأمُّكِ يحكمُها السُّكونُ.
لا لنْ أرتضِي صَمْتاً
لماذا الغِشاءُ علَى وجهكَ
وجهُكَ على صدري يُطوِّقُني بالصَّليبِ؟
يا اغتصابَ نداءاتي
يا أغلالَ ظِلِّي وانكسارَ الضَّوءِ على قدمي
ها أنا أقفُ ممنونةَ الصَّلبِ
الأمرُ أمرُك
والمساميرُ في كَفِّي بِشارةٌ
اشرأبَّتْ رِقابُ العَذارَى
عُرسُ موتي إلى الخُضرة عابِرٌ
سيتوضَّأُ بدمي لكنَّ مهرَهُ
ساحلُكَ الرسول
أُبْصِرُ مَنْ لا يعرفُكَ يلبسُ عُريَهُ
اقتضَى الحالُ نفخَكَ
أنفُثْ
بينَ الصَّليبِ وروحي عيوناً
تنفُثُ العاصِفة والهدوءَ.