مقدمة من المحرر:
لا يخفى على الجميع أن العمل في المجلات الالكترونية، وخاصة الأدبية والثقافية/ تتطلب جهداً كبيراً، واستنزافاً للوقت لما يتطلبه النشر من مراجعة، وتدقيق، وتواصل. وهذا ما لم يكن عائقاً أمامنا، فقد اتخذنا القرار منذ وقت مبكر، وفي بدايات العمل، أن تكون هذه المساحة البسيطة لكل مبدعي العالم، ولن نضع خطوطا حمراء، او رمادية أمام أي نص أو مقال، وما يخفف من معاناتنا مع العمل، ان ينصف الزملاء ما نقوم به، وهو يبدد كل تعب، ويجبرنا على المواصلة بعزم أشد، وتصميم أقوى للنهوض بالواقع الثقافي والأدبي، وما رسالة الأخ الإستاذ سوران محمد، وهو شاعر وناقد، تواصل معنا، وعاش كل المحن التي مرّت بنا، الا واحدة من شواهد الإنصاف بحق “بصرياثا”.. شكرا للعزيز الاديب سوران محمد والشكر موصول لكل الزملاء الذين يضعون في دروبنا أزاهير مودة وتشجيع.. ومن الله التوفيق.
(المحرر)
(نقاط قوة بصرياثا بقلم: سوران محمد)
لا غرو ان الاعلام الادبي يعتبر منبعا للألهامات الجديدة واظهارا للأقلام الجدية المهمشة في آن معا، لكن ويا للأسف نری في يومنا هذا بأن معظم الوسائل المرئية والمقروءة سواء أكانت جرائد أو مجلات أو مواقع الکترونية، تحكمها قرارات مزاجية بل أسوأ من هذا، وهي معايير خاطئة وضيقة بحيث تضع هيئة تحريرها نصب أعينهم عوامل شتی للنشر لا صلة لها بالادب والفن، بل هي متنافية مع روحها، کالأخذ بالحسبان خلفية الكاتب أو انتماٶه الحزبي والقبلي أو موقعه الاجتماعي وعلاقاته الشخصية الخ…
لكن ما نراه و نقرأه في مجلة بصرياثا الثقافية الأدبية هو عکس كل ذلك تماما، تجعل الابتكار والخلق الادبي هدفا ساميا لها، وهذه الميزة هي التي اعطت لها زخما شديدا، وقوة الی قوتها، واجتمعت الكتاب حولها وجعلتها تنفتح علی جميع المواهب المتنوعة دون أي انحياز أو محسوبية سواء أکان النشر لشاب أو شيب، أبيضا أو أسودا، شرقيا أو غربيا، امرأة أو رجلا، عربا أو عجما… وهذا ما نتوقعه وننتظره من مثقف واع، ذو کفاءة وخبرة عالية، وصاحب موقع مرموق يشعر بالمسٶلية تجاه ضميره وقلمە والآخرين، هنا نتلمس الشفافية والأصالة، الرقي والايجابية، تجابهنا روح تنبذ الاختلاف وتتمسك بالرسالة السامية للأدب والفن وتخاطب الانسانية كما اعتدنا عليه من هذا الجندي المجهول الذي يسمی بالاستاذ العامري، وثمرة عطاءات بصرياثا منذ ١٨ عاما خير دليل علی صدق هذا المقال.
ان الشعبية الأدبية لمواد مجلة بصرياثا وتنوعها الموضوعي وأصالتها تجعلها في الريادة وتجذب القراء اليها من کل أصقاع الارض، لذا وحقا انها تستحق ان يحتفظ بها في المكتبات کمجلة ورقية ونرجع ويرجع اليها الباحثون أثناء حاجتهم اليها، وفي الجهة الثانية نری تحسنا وازدهارا (كما ونوعا) عددا تلو الاخری ونقرأ اسماء جديدة کيف تنفجر مواهبها وتعرف نفسها بالقراء من خلال هذه المجلة المرموقة، فلا نبالغ اذا ما سمينا بصرياثا بمدرسة المبدعين، لذا انا اقترح ههنا (بعد الاستئذان من الاستاذ عبدالكريم العامري) علی هيئات ومٶسسات الطباعة والنشر ان يقوموا بطبع النسخة الورقية من مجلة بصرياثا ومن ثم توزيعها علی نطاق واسع في العالم العربي والخارجي، فأنها تروي ظمأ القراء أينما کانوا ومهما کانت مستويات استيعابهم وميولهم الثقافية، بحيث تجمع هذه المجلة عشاق الابداع المتميز والمتنوع وتسلط الضوء علی زوايا خفية للأدب والفن من المحيط الی الخليج وأنها تخاطب الجميع بموادها المتنوعة العصرية، الفكرية والادبية منها، الفنية والعلمية والفلسفية والمجتمعية…الخ كما ان لکتابها تنوع الرٶی والأساليب لكنهم تظلهم خيمة واحدة الا وهي الاصالة والانسانية والابتکار.
……….
* ناقد وشاعر عراقي