في كل شيبةٍ نبَتَتْ في أجسادنا
هنالك أسماءٌ وأشياء
ففي الشيب تكمنُ قصتُنا كلُها
مواويلٌ
ومناديل
ضحكةُ قلب
دمعةُ ضمير
أمنية وحسرة
وموقف وحكمة
فالشيب شاهدٌ لا يكذبُ ولا ينسى
فهو سفيرٌ حاضرٌ لِحدثٍ مَنسيّ
وربما نسينا شيئاً أو بعضَ شيء
فقد جاء لِيُخبرَنا عن كلِ شيء
فالشيبُ، رايتُنا البيضاء التي أعلنت انسحابَنا القسريّ من ربيع حياتنا بلا رجوع
فكلُ شيبةٍ هي رقمٌ في حساب العمر
ومجموعُ شيباتِنا هو مجموعُ ساعاتِنا التي عشناها بين الوَهم والهَم
فالشيبةُ، أصدقُ فلسفةٍ أنهَتْ جدليةَ الوجود
فهي جرسُ الشيخوخة
ورسولُ الموتِ المبكر
وأخيراً…
الشيبُ، تقويمٌ لذاكرةِ مشاعرنا الملونة، وليست مجردَ شَعرةٍ بيضاء في وجوهِنا المُنهَكة.