الثقافة سلوك في ظل الوعي والانتماء لذلك المحيط والواقع الذ يعيشه الانسان وهو نتاج اجتماعي ,وليس فرديا وحده, ولكن يبقى الشعر نقالا لذلك الواقع بالاعمال الابداعية التي تتجلى فيها القيم الجمالية¸ويكمن في طبيعته ذلك الخيال الشعري الذي
يسمو بصورة التذاكر في تجلبات الواقع والاشياء
فالثقافة الشعرية هي الحل وهي سر الخلود في ذاكرة المجتمع كونها تنتمي الى مرجعيات ةتجارب انسانية خالدة عبر الازمنة والامكنة في تغيراتها ةتعدد موضوعاتها
والصور الشعرية تغير في اتساع مساحة الخيال لانه الابحار وتجاوز للحظة الخلق
الشعري والعبور الى شواطىء الامان والحقيقة الانسانية بشكل عام امتداد للتراكم المعرفي من منظور فردي وانطلاقة في سياحة خيالية,والخيال هو الوسيلة في تجاوز الثوابت في براءة النص عبردوافع حياتية
هكذا نجد الصور التخيلية تتمايل في مغازلة الامكنة في تحويلها في العقل الباطن
من جسد جامد الى كيان بشري له في وصف دقيق,فالشاعر جعل مدينة البصرة أمرأة وارفة الجمال, وقد بأبهى صورها من أجل ألتباهي بها كواحدة من بين النساء الجميلات فهي أسطورة الشرق في الامكنة الخالدة على الرغم من الاحزان ألتي مرت بها في سنين عجاف كما في قوله .
نحي خمارك عن خدودك واسفري هام الفؤاد بشعرك المتناثر
أضفي سنا الجيد المرصع باللقى ليكاد يخطف بالبريق نواظري
فترنمي وتمايلي وتحنني وبرافديك تغنجي وتعطري
ياخمر سكري حين القى عاشقي فتهيم شوقا بالغرام مشاعري
اسطورة الشرق البهي ورمزه ياربة الحسن البهيــــج الساحري
ميزان شعري فالخليل به انبرى في عتمـــــة الليل الطويل الحائر
فيحاء وارفة الظلال رقيقة ياقامة الظبي الرشــــيق الساحر
وكأنني رشأ بحقلك راكع وبدفء اضلاع الغرام الغامر
فتجربة الشاعر حلمي السعد تتخلق بالقيم ذات الدلالات الشعرية الشاملة فالمكنة في خطاب عام وهي تجربة تتحرك مدار التجربة الانسانية,فلابين مدينة يعيش بها ومدينة بعيدةعنه قريبة من نفسه يعتبرها شمسا وهو في ذلك يمكن في الاحتمال الامكاني في حقيقة اغجتماعية يتجسد في سحر ابداعي كما في قوله .
شمس تمــــد على الزمان شعاعُها وبكل صبــــــح بادئ متنفس
بغدادُ يامـــــــهد الحضارة حدثي وأحكي لهم تأريخ عز اقعس
هذي النوارسُ للرصاص منازلَ يزدان منعطفٍ بكل معرس
وأللغة الشعرية في تجربة حلمي السعد هي لغة التماهي مع لغة الحياة اليومية تتضمن مفرداتها وقد أطرها ابعاد رمزية تحاكي الواقع في ماضيه وحاضره
وتسجل له اشارت معرفية واجتماعية وأبعاد الانسان الجنوبي فهو لاينسى رمزية
النخلة والمشحوف في صورة اصطورية كما في قولىه,
يانخلة البـــــــــــرحي ياطعما أهيم به
من ماؤك الرقراق ذاك الكف يرويني
أني احســـــــــك في نومي وفي وجعي
مــــــــجرى الدماءِ تماهي في شرايني
صوت المشاحيف فوق الموج يسمعني
لحنا يفزز في همـــــــــــــسي التلاحين
يامجلي الهم مــن روحي ومن جسدي
وملبـــــــس الكون من ابهى الفساتين
يادجلة الخير ياصنـــــــو الفرات ويا
حلو اللقاء ويا عـــــــــــرس البساتين
فلربما لغة التكثيف تسود في شعره فيها تركيز واخنزال على مستويات السياق الخارجي
وهي تعانق البعد الثقافي والتاريخي والموسوعي من الانا الصاعدة وفي علاقات تفاعلية مع افراد المجتمع , وهكذا يكون الفخر والافتخار احد المضامين كما في قوله .
بلون الحنطة السمراء لوني
وتشبه قامتي جذع النخيل
بماءالشط اسقي مفرداتي
فترويها تفاعيــــــل الخليل
انا الدؤلي ان انحيت نحوي
وفكر الاصمعي مع الدليل
انا السياب أن اطلقت حرفي
نسائم احرفي تشفي غليلي
انا الحِجاجُ وبريكان شعري
وعبد الله يسبـــقني بجيل
بهذا الارث اكتب كل بيت
فتنساب كما الورد الخميل
فطالما يمتاز شعره بمدح النبي (صلى الله عليه واله وسلم)وأهل بيته الاطهار (صلوات الله عليهم أجمعين)
فنجد الجانب الاسلوبي هو السائد من الانتقاء في المفردات والعبارات فضلا عن روح التفاخم الذي يتناسب مع مدح ارسول (صلى الله عليه واله) وأخيه الامام علي (عليه السلام)
في فضاءات الاسئلة التي تنضوي على زخم من الدلالات الرمزية التي تحول الاسئلة من طاقتها الحقيقية الى طاقتها الطلبية (المجازية) في ابهى الصور الشعرية
القائمة على الانبهار كما في قوله.
وهماً ارادوا ان يُنال عُــلاكا… وابى العُلا ان يرتقي بـــسواكا
رفض اليتامى من سواك كفالة ً….وابى التــُرابُ ابــــوةً الاكا
الحقُ شخصُك والحقيقةُ كُلـُـها ….فالحقُ نــجـمٌ ساطعٌ بـسماكا
مقبوضةٌ كفـــاك فــوق لوائها….حـين العطا مبـسوطتان يـداكا
قدّيسُ وحيِ الله ِفيك َقــــداسةٌ….فـــفـداك َكــلُ الشانئين َفــداكا هل من نظيرٍ للقداسةِ والتـقى….الا ابــــنُ امــنـة النـبي اخـاكا
ها انت بابٌ فـي مدينةِ علمـهِ….وبسوحها سيــفٌ مضى فـتاكا
من قيل فيه لافـــتى الا عـلي….هل شابهت اعـــــلامُهم للواكا
او قيل الا ذو الفـــقار لسيفه….رحماك ارحم هامـتي رحـماكا
وهكذا ينحدر سيل من الكلمات الواصفة لسيد الاباء وسيد الماء صاحب المقام الرفيع, وهو يصور بطل معركة كربلاء الخالدة العباس ابن علي (عليه السلام) مستوحيا صور البطولة والفداء من تلك الشخصية الاسلامية التي لامثيا لها في التاريخ الانساني بما تمتاز به من عطاء كما في قوله .
قَصَدَ المُــــحالَ وسيــــــفُهُ اللَــّهابُ — فهوت بــقارعةِ المــــحالِ رقابُ
وعنت وجوهُ القومِ خوفَ مقامِهِ — ومـــــــهابة منـــــه القلوبُ تذابُ
بطلٌ كمـــــٌــــي في النزالِ كانهُ — ان صالَ حيدرةُ الكمـي الضّرِابُ