محمد أراكون
ص44 من كتابه:(الأسلام،أوربا،الغرب)
الحداثة كأنها مضغوطة داخل تاريخ للعقل يبدو بدوره كأنه مجرد مسرح تتجاذبه فيه بضراوة قوة السيادة وقوى العمل
جورج باتاي
ص217- الموت والرغبة
*في ظل الظروف الراهنة حيث لايعيش ألأسلام
في سلام مع الغرب،ولايعيش الغرب في سلام معه
بل ولا يعيش كل منهما في سلام مع ذاته،قد يكون من العبث المبالغ فيه أن نتساءل عما اذا كان أبناء ثقافة معينة يستطيعون أن يحيطوا حقا بمعرفة الثقافات ألأخرى.
أدوارد سعيد
تغطية ألأسلام/ص -274
-1-
ألم.. يتكرر التعامل نفسه مع أركون ضمن المحيط العربي وألأسلامي بطبعة منقحة؟ اولم ير البعض ان كل مايقوم به
أراكون هو عملية تطبيع ثقافي مع علمانية الغرب على مدى قرابة نصف قرن في مشروعه (نقد العقل ألأسلامي) سعيا نحو علمنة أسلامية مع حذف مفردة علمانية لما تثيره المفردة من حساسية لدى المسلمين
وهو في الوقت ذاته في كل مدوناته لايساوم على علمانيته ألأسلامية رغم انه يتمسك بالمسمى دون ألأسم
لكن ألأمر يعيدني كقارىء الى ابن عربي في مقولته
(ألأسم :سلم الى المسمى) فالتنازل عن أعلان التسمية
هو العتبة التي ستغير هندسة البيت الداخلية.
*مشيدات مشروع محمد أركون:
في معرض حواره مع هاشم صالح ضمن كتابه (ألأسلام ،أوربا ،الغرب )،يرى المفكر الكبير محمد أركون أن اللحظة الراهنة أكسبت العلمانية ضرورة مزدوجة،فهي أي العلمانية لم تعد محض ضرورة مدنية
حين يكون الحديث عن الاسلام بل هي أيضا ضرورة دينية (الاسلام لم يعد دينا في عصرنا الراهن وانما أصبح ايدلوجيا سياسية تزواد عليها قوى السلطة والمعارضة معا.هكذا فقد بعده الديني والروحي المتعالي على عكس مايظن الكثيرون ،لذلك أقول بأن العلمنة التي أدعو أليها في العالم الاسلامي ليست مضادة للدين،وانما فقط مضادة لأستخدام الدين لأغراض
سلطوية )
ازالة الختم ألأحمر عن كافة مفاصل الفكر ألأسلامي.
من خلال حذف التابو/الممنوع وتسليط الضوء عن المحذوف والمسكوت عنه في العقل العربي ألأسلامي، سيحصل الفكر الأسلامي المعاصر على منشطات طبيعية تخلصه من أي عوز مناعي.
وضمن المصفوفة المعرفية لأركون فألأمر يعني
ألأشتغال معرفيا على
*ممكن التفكير به
*اللامفكر فيه
*مستحيل التفكير فيه أو المتخفي
من أجل تخليص ألأسلامولوجيا من أنسدادتها المعرفية.
* المشيد الثاني يمهد السبيل الى (تشكيل لاهوت جديد في ألأسلام)
والغرض من هذه التشكيلة الجديدة التصدي الفاعل
ضد تحكم(القرون الوسطى برقابنا حتى هذه اللحظة) حسب قول أركون.
*من خلال المشيد الثالث ، ستكون الدعوة الى وحدة التراث واعادت انتاجه على (ضوء المكتسبات ألأكثر رسوخا لعلم التأويل الحديث وعلم ألألسنيات وعلم التأريخ –ألأجتماع –علم النفس التأريخي)
ويرى المفكر محمد أركون حسب منظوره (أن تحرير المجتمعات ألأسلامية ،عربية كانت أم غير عربية سوف يبدأ من هنا وأذا لم يبدأ من هنا فأنه لن ينجح في أي مكان آخر).
-4-
كيف ينظر المفكر محمد اركون لأتصالية ألأصالة والمعاصرة؟
يرى المفكر عبد الرزاق عيد (ان أشكالية التراث كانت احدى التجليات لأهتمامات وانشغالات الفكر النهضوي بهدف تبييء مناهجهم الحديثة في البنية الثقافية العربية وجعل هذه المناهج فكرا جوانيا./حاشية ص260- محمد عبده امام الحداثة والدستور/ط1/2006/معهد الدراسات الاستراتيجية/بغداد)
منذ أوئل سبعينات القرن الماضي تحولت ثنائية :ألأصالة والمعاصرة الى مستوى المهيمنة في الخطاب العربي المعاصر..وأشتغل عليها نفر لايستهان بهم كأشكالية ثقافية محض. وتحديدا مع هزيمة حزيران التي زيفها أعلام السلطة الى مجرد نكسة عابرة سيهيمن فكر خلاسي نغل – على حد تعبير ياسين الحافظ…فكر أمه التراث وأبوه علج أوربي حيث ستبدأ عملية أعادة بناء لتفويت الفوات حسب عبد الرزاق عيد في كتابه (حداثة التأخر).واذا كان لابد
من رؤية ثقافية لها كأشكالية أذن: لابد من حفريات معرفية تقودناالى أسها النفسي وصولا الى جرحنا النرجسي الجمعي من أجل (ألأنتصارعلى التوازي القائم عندنا بين ثقافتين دونما حساسية أونوستالجيا فقد حولوا هذا التوازي الى تقاطع فاعل بين ثقافتين وحاولوا مجاوزة مايعيق التلاقح
أوترسيخ القطيعة والحدية/ص76/من النسق الى الذات/ د.عمر مهيبل)..ومثال للتقاطع الفاعل أراه في مفهوم (القراءة الوظيفة) التي يقترحها أركون
والتي هي: (قراءة سديدة ملزمة بأن تعزف عن الرفض الجدالي كما عن الرفض (العلمي) المتعجرف في تسامحه لتبحث عما سنسميه بالحقائق الوظيفية.فهذه الحقائق تفرض نفسها كتظاهرات غير قابلة للكبح لحياة المجتمعات التي تحاول التعويض عن ألأنتقاصات الفعلية من القيمة،بل عن التدميرات الفظة لمقومات وجودها التقليدية،بالمبالغة في أعادة تقييم التراث ألأسلامي)
وهنا ستقوم ألأنا على وفق كموفورومي/ أنظمة السلوك.. بأنتاج نسخة مشوشة عن صوفية الحلاج وهو يعلن
(أني يتيم ولي أب ألوذ به
قلبي لغيبته مازال مكروب)
وحسب أركون:(فالهرب الى أنا أعلى ،محلوم به،يسمح بتخفيف وقع الصدمات على ألأنا الفردي والجمعي وهذه ظاهرة تلاحظ في عدد جم من المجتمعات المعاصرة المعرضة لتعديات التصنيع،وهي تتلبس ألأسلام تعبيرا مأساويا لأن التفاوتات المعروفة في الغرب بين التقليد والحداثة تفاقمها قطيعتان تاريخيتان لم تردم هوتهما بعد: قطيعة الاسلام الموصوف بالحديث الى الاسلام الكلاسيكي وقطيعة العالم الاسلامي بالنسبة الى اوربا منذ القرن السادس عشر/)
أذن لدينا حسب رأي أركون قطيعة مزدوجة:
*قطيعة جوانية تتمثل بين الحديث /الكلاسيكي، ضمن حاضنة واحدة هي ألأسلام .
*قطيعة برانية :الاسلام……../…….أوربا.
-5-
اليتم الذي يكابده المثقف العربي المعاصر،يتضح من خلال فلسفة التاريخ التي يمارسها ضمن آليات النكوص
تحول كل قدرات الانسان بالوكالة الى من ينوب عنه وبالطريقة يتحول الخطاب التاريخي من (خطاب فردي الى خطاب أجتماعي)، حسب رأي أركون. وحين نمارس حفرا معرفيا في هذا التحول
سنرى انه منظمومة تحولات للخطاب..فالخطاب سيتحول من العيان الى التجريد/من المعلومية الى ضد مجهول/ وهكذا نرى في ألأحالة (أستقالة الذاتية ألأنسانية وغياب الفعلة التاريخيين الذين هم بالضرورة ..البشر)حسب جورج طرابيشي./المرض بالغرب/التحليل النفسي لعصاب جماعي عربي/ط1/2005/دمشق العقلانين العرب)
-6-
وحتى عندما ينتج البشري معرفة فهو يخلطها بمواد أنتاج محصنة ب اللا بشري والعملية
هذه تسبدل الوعي المزيف بالوعي الحقيقي
وضمن هذه آلآليات يتم (تصنيع المعنى)
الذي (ينهض بوظيفة أو بوظائف محددة،متماثلة في خطاب التفسير وفي خطاب الحديث .وذلك من زاوية التصرف في الحقائق التأريخية وأعادة تشكيلها على ضوء ألأختبارات المرجحة /ص350 الدكتورة ناجية الوريمي /في ألأئتلاف وألأختلاف/ثنائية السائد والمهمش في الفكر ألأسلامي القديم/ رسالة دكتوراه من السوربون). في هذه الحالة يتحول وألأصح يتم تمسيخ العادي والبشري والتاريخي
تكون فيه العقيدة ضمن حاضنة الوثوقية المطلقة
على مستوى النص وبالطريقة هذه ينزلق المعنى من تاريخيته الى الخارق الذي مجرد ألأعتراض عليه يهيىء المعترض الى ألأنتباذ في ألأقل ..
على مستوى آخر سيكون منتج تزيف المعرفة في راتوب لاينوشه النقد وهو البشري العادي بمؤهلاته المتشنجة /المتحصنة بالمقدس بشكل زائف.
الغاية من كل هذا التصنيع للمعنى الزائف، هو جعل الماضي مفتاح الحاضر …كل أقفال الحاضر ومعضلاته لها (key master.) هو الماضي التليد.لكن أي ماض ؟ أنه ليس الماضي الحقيقي
بل الماضي المسرود ايدلوجيا (لأن صورة الماضي بعيدة عن أن تكون مطابقة مع ما كان فعلا وليس متوقعا منها التطابق فهي تقع في مدار معرفي تخضع بمقتضاه لمعايير الانسجام مع الواقع التاريخي بل تقع في مدار عقدي ايديولوجي../355) حسب الدكتورة ناجية
نلاحظ هنا ان تصنيع المعنى وتتريث الحاضر
يراد من تفعيلهما: تسليف اللحظة التاريخية التي
نكابدها …وبث فايروسات ذات تقنية عالية وشبكات أتصالات عنكبوتية لتعطيل أجنحة العقل
في هذا الجرح الممتد من الماء الى الماء ،حيث ألأرهاب الذي يتغذى من التعصب الديني …
يواصل مفكر منذ قرابة نصف لابلعن الظلام ولا بأشعال شمعة بل تكريس كل دقيقة من عمره ليضىء لنا حتى آخر النفق ،أنه (مثل كريم) في قصيدة للشاعر الأنساني الكبير (ناظم حكمت):
(اذا أنت لم تحترق
وأنا لم أحترق
فمن يضيىء هذه الظلمات)
هكذا هو المفكر الكبير محمد اركون الذي اغمض عينيه لينال قسطا من الأجنحة..
ويعاود الحضور بيننا من خلال مصابيح معرفياته التي لن تغيب :
*قراءات في القرآن
*تاريخية الفكر العربي ألأسلامي
*الفكر ألأسلامي قراءة علمية
*مساهمة في دراسة ألأنسانية
العربية في القرن الرابع للهجرة
:مسكوية فيلسوفا ومؤرخا.
*الاسلام،أوربا، الغرب.
*………………….
*…………
*..وغيرها…..