الكتابة الشعرية بصمة الرّوح جلاء الأعماق في سحرّ الرحلة ، وسحرالبوح في تجليات الزمن والمكان. هي دفق الحنان إذا عسعس الحب،و غنى الغريد للمحبوب أيا كان اسمه وشكله، وطيفه،قديكون الوطن..وهذا الشاعر الكبير محمد بن رقطان يشقّ رحلته باكرا في سنّ الفتوة ليكتب الشعر للوطن في سنوات اللهب ا لثوري ..قد يفعلها الصغار حبا في الحياة،وتوقا للحرية ،لقد ارتسمت صورة الشاعر محمد بن رقطان في أذها ننا ،ونحن في بداية رحلة الكتابة..عرفت اسمه ورسمه في قائمة شعراء الجزائر في م طلع ثمانينيات القرن الماضي إلى جانب كل من الشعراء جمال الطاهري، ومحمد مضطفى الغماري، أحمد حمدي،وعبدالعالي رزاقضي ،والشاعر المغربي الكبير محمد علي الرباوي أيام كان ضيفا على الجزائروأسماء
أخرى.
لقد ظل عالم الشاعر نابضا بالثورة والوطن والحرية ،وهويجوب تفاصيل الديار،ولم تشغله السياسة عن الكتابة الشعرية، غير أنه غاب عن الأسماع في فترة لم نحدد تفاصيل ملامحها،وهو يجمع ما بين مسؤولية الإدارة وبين دروب السياسة.
كما ظل مولعا بحب الكبار من المبدعين والكتاب في الوطن العربي وفي الجزائر
ومن بين هؤلاء المثقفين تلك الأسماء الكبيرة التي تركت بصماتها خالدة في نفسية الشاعر، فمن بينهم الدكتور عبد المجيدمزيان، الأستاذ النابغة مولود قاسم آيت قاسم، الدكتور خلدون بشير، عبد الله ركيبي، الشاعر محمد الأخضر السائحي، محمد بلقاسم خمار، الأستاذ الدكتور قسوم عبد الرزاق رئيس جمعية المسلمين الجزائريين حاليا، عمار طالبي وغيرهم.. وهي أسماء يضيف كانت تزور مدينة قالمة، حيث كنا نقدم محاضرات في المسرح البلدي والذي كان يكتظ عن آخره، وقد أنجز الشاعر أعمالا منها- على مشارف الذكرى، وأبكي الشموخ الخالد، وحب فضي المنفى،والأضواء الخالدة..وظل الوطن يطلّ شامخا في نصه ” أهازيج في عيد الجزائر”،وقصيدة ” قدر الجزائر” كما كتب للعربية والعروبة وهذه أبيات من قصيدته ” يا ضاد” يقول فيها:
-يا ضاد قد نشر الصبح أشعــــــــــــة حمراء قانية تداعب فــــــــــــــــــاك
فاستقبلي فجرا تخايل ضاحكـــــــــــا يحدوه في غسق الوجود ضحــــــاك
لك لا أراك طروبة بقدومـــــــــــــــه ولطاما كلفت به عينـــــــــــــــــــاك؟
جثت العقول إلى بيانك أعصـــــــــرا لم تشك يوما من قصور لغـــــــــــاك
لك في التفتح والحضارة آيــــــــــــة أزلية التطوير في مبنــــــــــــــــاك !
خلدت أفكار الذين تسنمــــــــــــــــوا قمم التقدم ناشدين رضــــــــــــــــاك
ووسعت آراء الفلاسفة الألــــــــــــى جابوا رحاب الكون والأفــــــــــلاك!
وتركت في دنيا الفنون روائعـــــــــا سجد الوجود لحسنها الفتــــــــــــاك
فإلام والطرف المؤرق يشتكـــــــــي والليل يجثم فوق صدر ثــــــــــراك؟
ما كنت أحسب أن تظل يراعتــــــــي تشكو من التعجيم في يمنـــــــــــــاك
كم حاولوا أن يطعنوك فويحهــــــــم ونذرت أنفاس الحيا لرضـــــــــــــاك
أفلا يضيرك أن يظل معربــــــــــــــدا هذا الدجى متجاهلا معنـــــــــــــاك ؟
فمتى يظل شعاع فجرك يــــا تــــرى ونرى الضحى ينساب في دنيــــاك ؟
إني لأهتف بالبشائر حالمـــــــــــــــا بالحب يسري في رحاب فضــــــــاك
لغة الخصائص والحضارة والعـــــلا لولاك ما نثر القوافي شـــــــــــــــاك
قالوا ستقصر في السباق بك الخطى إن جف نبع الشعر من فصحــــــــاك
ماذا يريد لك العداة تذكـــــــــــــــري ماذا يلاقي الركب من أشــــــــواك؟!
يا ضاد كم رفت إليك جوانحــــــــــي وعرفت في نجوى الهوى نجــــواك
مازال تيار الحضارة نابضـــــــــــــا ما انفك يعبق في الوجود شـــــــذاك
– دام نبضك الشعري ودمت بألف صحة ومحبة وخير..في وطن المحبين.