ما أن يحل الثاني من نوفمبر حتى نستذكر من التاريخ سنة ١٩١٧ رسالة من آرثر جيمس بلفور إلى اللوردروتشيلد، والغاية هي إقامة وطن لليهود على تراب فلسطين. هكذا تسارعت العقود، وتواصلت الأحداث والنكسات حتى تآكلت ارض فلسطين؛ وتعالت الأصوات فكانت المجازر أعلى صوتاًعلى المطالِب بحقّه، بل بدت التكنولوجيا بيد المحتل اكثر إستخداماً مقابل الحجارة والمصائد لدى أطفال وشباب فلسطين.
وياتي كتاب “قدس الثقافة العربيّة هزيمة التوحيد” والصادر عن مجلة الكويت ٢٠٠٩ بإعتبار القدس عاصمة للثقافة العربية يوثق لها بواقع ١٩٤ صفحة،وضم أربعة فصول كتبت في الفصل الاوّل فايزة المانع نائب تحرير المجلة”القدس… وفرصة أخرى ضائعة” وتذكر مقولة الراحل مظفر النواب عن القدس بانّها” عروس عروبتنا” ومقالة عباس الحمداني ص٨ عن”كولومبس وإعادة إحتلال القدس” عبر سلسلة من رحلاته المتعددة” حتى وصوله إلى أملاك العثمانيين. بما فيها القدس “
وعن تصفية عروبة القدس الغربيّة ١٩٤٧_١٩٥٠.يكتب ناثان كريستول وترجمة محمد جمول ص٢٠ ليف إحتّل الصهاينة غرب القدس وتهجير اهلها آواخر عام ١٩٤٧ مع إعلان قيام دولة إسرائيل ١٥ آيار ١٩٤٨ودور عصابات الهاغانا في القدس. ومقالة عن” محو القدس العربيّة”ص٣٢كتابة انينا فيتولو وترجمة محّمد الاسعد عن صورة القدس فس المخيلة الإستعماريّةبقوله “لنبدأ بمخيلة الشاعر الإنكليزي وليم بليك في تصوّره للقدس وإسقاطها على انكلترا وقد نظّم قصيدة (اورشليم). لن اتوقّف عن الكفاح الفكريّ/لا ولن ينام سيفي في يدي /إلى أن نبني اورشليم/في أرض انكلترا الخضراء السعيدة. /
…. وفي الفصل الثاني ص٦٠مقالة عن زهرة المدائن في التشكيل د. محمود شاهين وإسهامات التشكيليين من فلسطين والعرب بلوحات عن القدس وقبّة الصخرة، وعن المصورينَ يقول “” كما إستاثرت القدس وقبّة الصخرة بالمصورين الضوئيين في معالجتهم له مع أحدث التقنيات كالتصوير الرقمي، الحاسوب، و الفوتو مونتاج ما جعلنا نواجه مدينة جديدة أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع المعيش””
ومقالة غازي أنعيّم عن عاصمة الروح في التشكيل الفلسطيني ص٧٤، ويعرض الكتاب عن القدس في السينما بين الصورةالمزوّرة وحقائق الزمان والمكان ص٨٢ يكتب عماد النوري ويجمع بين” الأعمال الدينيّة والتأريخية في القدس،” وكما كان للسينما دورها؛ فإنّ القدس في الأغنية العربيّةص٩٦ للكاتب غازي انعيم “لها الصدى الكبير عند الملحنين، و المغنين” ويذكر الكاتب كلمات الشاعر المصري على محمود طه (اخي جاوز الظالمون المدى)، وقد تطرّق، للقدس دون أن يذكرها وكذلك قوله (لنحمي الكنيسة والمسجدا) وهي كنيسة القيامة، والمسجد الأقصى.” وغنّاها المطرب الكبير محمّد عبد الوهاب،” و للشاعر عبد الرحمن الابنودي كلمات اغنية المسيح وغنّاها عبد الحليم حافظ في لندن وأمام حشد يُقدّر بثمانية آلاف شخص. “يقول منها /على أرضها طبع المسيح قدمه /على أرضها نزف المسيح، دمه/ومثل اغنية، زهرة المدائن للاخوين رحباني يقول الكاتب :”وهي من أشهر الاغنيات التي عبرّت عن إرتباط الإنسان الفلسطيني بمدينة القدس،؛ وجمعت أحاسيس القداسة والشجن والعاطفة/لأجلك يامدينة الصلاة اُصلّّي/لأجلك يا بهيّة المساكن /يازهرة المدائن يا قدس/يا قدس يا مدينة الصلاة اُصلّي. /
ويكتب د. فايزالداية ص١٠٢عن القدس مواقف في الشعر العربيّ يقول:”إنّ جولة إستكشاف اوليّة عن القدس في الدواوين الشِعريّة تبدو ميسورة ذلك إنَّ إصدار المجمّع الثقافي في ابو ظبي، للموسوعة الشِعريّة جعل الوقوف ممكناَ في زمن قصير على تردد الاسم مع الأبيات المحيطة به في القصيدة.
ويذكر عن الشاعر محمود حسن إسماعيل ت١٩٧٧، والذي قدّم ما يشكّل ديواناَ فلسطينيّاَ، ولقد وعى قضيّة فلسطين ويختار الكاتب قصيدة “زفرة على أرض فلسطين المؤرخة عام ١٩٣٧والتي تكشف زيف وإزدواجيّة الغربيين في تعاملهم مع العرب، وأهل الديار المقدّسة يقول الشاعر /صوت بارض القدس مشتعل الصدى/كادت له الاكباد أن تتوقفا/جزع المسيح له لولا طهره /ما مدَّ للرحمات كفّاً او يدا./ وفي المسرح يكتب د. نادر لفتة” القدس في المسرح العربيّ ثنائية الراهن والتأريخ “ص ١١٠يستعرض فيها تاريخ بدايات المسرح الفلسطيني من التأريخ مثل مسرحية”ملحمة الايام الفلسطينيّة وهي وثائقية من تأليف محمّد ابو معتوق، ومسرحيّة واقدساه تاليف يسري الجندي؛ او مساهمات المسارح العربيّة في مآساة القدس مثل مسرحية” لن تسقط القدس “تأليف شريف الشوباشي، و مسرحية” الشهادة على بوابات الأقصى للعراقي قاسم محمّد واشعار سميح القاسم. وفي إقصاء مدينة القدس من المدوّنة الثقافيّة العربيّة ص١٣٠/غازي الذيبةيقول فيها” شكّلت القدس التاريخيّة وعياَ فريداً في المدوّنة التاريخيّة لمعنى المدينة الهاجس بالفضيلة والخير؛ وكانَّ الصورة الزاهية لمدينة السلام، وهي تؤسس لمكانتها في العالم؛ ويورد نصّاً للشاعر محمّد الاسعد:الشارع وجه يرجع للعتمة
يقول/الشارع وجه محفور /بالزجاج/وبالأصوات المنسيّة/ا طريق يفتحه النور ام ليل /يفتح للأموات جدار السّور.
… وفي الفصل الثالث ص/١٣٨حوار مع رئيس مؤسسة القدس الدوليّة خالد القصّار، وعنوان إنشاء الاوقاف للقدس.. ارتباط عملي بحمايتها. وعنوان القدس العثمانيّة خصوصيّات ثقافيّة وإداريّة/د. بغداد عبد المنعم، ومقال عن قراءة في مواقف الزعماء العرب من القدس ١٩٤٨_٢٠٠٩ كتابة حمزة عليّان.
…. ونختم القراءة بالفصل الرابع ص ١٧١عن شهادة من الداخل الفلسطيني منها هوامشن دفتر القدس عام ٢٠٠٩/نجوان درويش الذي يقول :”ماذا يفعل الإعلام العربي في ٩٠٪منه أكثر من مكيجة الحمار على مدار الساعة؟ آلاف المطبوعات والإذاعات، و التلفزيونات، والفضائيات ، والمواقع الألكترونيّة لا شغل لها سوى مكيجة هذا الحمار مكيجة واقع الشقاء، واقع الهزيمة وتسلّط الوعي المهزوم”مع التقاط صور لمدينة القدس الكنائس، والمسجد الأقصى، وقبّة الصخرة؛والاحياء الفلسطينيّة التي درست آثارها مواقف عن مآساة القدس مع نص للشاعر مختار عيسى عنوان خذوني إليها/. خذوني إليها إلى قدسها…… وشدوّا الرحال إلى الصخرة. فروحي تحّنُ إلى عُرسها…… وقلبي يرفرف من لهفتي. خذوني اُصلّي صلاة الحنين…واغسلُ روحي بالنظرةِ./
وفي الصفحة الأخيرة ص ١٩٤ يكتب مدير التحرير علي غازي العدواني.. صمود شعب.. ويقترح في نهاية مقالته”إقامة معرض دائم في جميع الدول العربيّة عن القدس تشرف عليه إحدى مؤسسات المجتمع المدني في القدس.” “
هي وقفة بين اطلال مدينة القدس التي ما زالت تحمل جراحاتها عِبر الأزمان؛ وتغيّر الحكومات العربيّة عسى أن تكون صرخة مدوّية بوجه العدو المحتل في يوم ما. والكتاب لا تستغني عنه المكتبة في ترابط فصوله، وتعزيزها بالصور المعبّرة عن واقع القدس وفلسطين.