من اصعب المواقف التي تمر على المرء أن يكتشف انه وطوال السنين التي مضت من عمره لم يجن سوى الوهم والسراب انه وبرغم حرصه على لم شمل اسرته وعائلته وحبه لهم والوقوف معهم وملامسة واقعهم والفرح لفرحهم والحزن والانين من اوجاعهم ونصحهم وإرشادهم لكل خير وفوز وفلاح وحب الخير لهم والخوف عليهم من كل شر واذى والذود عن عرينهم والدفاع عنهم والتضحية بكل مايملك من اجلهم وظنه أن أسرته هذه وعائلته يستحقان كل مابذله من وفاء وتضحية وتعب من اجلهم وكل حرمان فرضه على نفسه وروحه لاجلهم وإعتقاده بانهم له ظهر وسند ودرع وسلاح وحنان وإهتمام وأمان وبيت وملاذ واهل ووطن وكل ما ادخره واشتراه وراهن عليه طول سنين عمره الماضية ليكتشف في نهاية المطاف وبعد تلك السنين والاعوام بأن ما إدخره وإشتراه وفضله وراهن عليه طول تلك السنين لم يكن سوى مجرد كوم من تراب متطاير إذا لم يجد من يبعثره بعثرته الرياح، يكتشف بأن اقرب الناس منه وإليه من أسرته وعائلته واقاربه واخلائه. ماهم إلا اغراب عنه أو بمعنى ادق هو الغريب بينهم غربة حقيقية مؤلمة جداً روحية ومعنوية. يالله ما اصعب هذا المواقف وما ادمى هذا الإحساس وليت هذا فحسب بل والادهى والامر والانكى والاوجع هو بانهم ليسوا فقط غرباء بل وللأسف اكثرهم اعداء عداوة ماكرة كيدية خبيثة عداوة تطعن بسهام الغدر من خلف الظهر الذي حسبها أمانه وسلم لها واحتمى فيها ….. عداوة تذبح الروح وتُذهب البصر من شدة القهر والدمع والندم …… فماذا عساه يقول وكيف بوجعه يصنع …… لعله حينها لن يجد خير من رفع ملفات الجميع لاحكم الحاكمين وقول حسبي الله ونعم الوكيل عليهم و فيهم اجمعين ….. والرحيل الرحيل عنهم اجمعين رحيل بلا عودة أو لقاء إلا يوم الحشر عند احكم الحاكمين فصبرٌ جميل والله المستعان ….. لله وحده الحكم والبقاء وإليه المُشتكى وفي ودائع الله وداع ليس بعده لقاء إلا في يوم الحشر والجزاء .