تجمدت العبرات في عينه، وهو يقاوم غيبوبة تداهم عقله، أوصد الباب على أحزانه، يتنفس دخان الأيام المحترقة، بوحشة تعتصر أنفاسه، حاول أن يقاوم شعور اليأس الذي يلتهم ارادته، لست الوحيد الذي تاهت مراكبه، حين علاصخب الموج، وتناثر زبده فوق جبال الألم.
هكذا خاطبته روحه بعد أن تعبت من وده ووصاله، يكفيك تألما، واسق مسامعي بفيض نبرات الحب الطاهر العفيف .
– يامنية الروح كيف يحيى قلبي بعد أن هجرته دون استئدان، من كانت للحب عنوان، زرعت الحزن في جسدي العليل، فوق سحاب آت من زمن الاستحالة الأبدي، دون وداع أو حتى استبيان، تركتني في ظلام داخلي أسير أنا وذاكرتي؟؟؟
-قلت لها: حبيبتي لما استعجلت الرحيل، وما زال بيننا كلام طويل ؟
انتظرت ردها دون جواب، صمت مهول يعصر القلب الولهان، يقول لي عد أدراجك فقد فات الأوان.
-خانني لساني ولم يعد بإمكاني الكلام، أقاوم الغيبوبة التي تداهم عقلي، و شعور اليأس الذي يلتهم ارادتي، فرغم صمتي هناك ضجيج داخلي يكاد يبتلعني، كيف ؟ ولماذا ؟ ومتى؟ وأين؟……؟
أسئلة لم أجد لها جواب .
-بالله عليك ياروحي أخرجيني من هذا التيهان، وأخبرني حقيقة ما جرى وكان ،أيعقل أنها ماتت؟ أم هي وساوس الشيطان تراودني ؟ أم هروب من واقع مؤلم لا يحتمل النسيان؟
-سؤالك حائر حزين، جوابه معلوم من رب العالمين، “ماتت التي كنا نكرمك من أجلها “، فاعمل عملا صالح نكرمك من أجله، كلماتي ربما توحي لك بالغرابة ، ولكنها الحكاية من البداية إلى النهاية.