قبل أن أمسك بقلمي لأشرع في كتابة القصة وأخلق الساحة التي ستدور فيها رحى المعركة ..ونثر الجيوش المتناحرة.
كنت أتمنى أن يتجاوب قلمي معي وأن لاتعاندني أفكاري .وأن لا تستقبل سلة المهملات الكثير من الورق ،فيجب أن تنجز القصة وعلى اكمل وجه.في منتصف القصة بدأ قلمي يراوغ ويسير متخاذلا.. بين شد وجذب ..وتوسل، أصابني الصداع والغثيان وقد نفذت أفكاري ؛القصة لن تكتمل أبدا…نكشت دماغي ..لافائدة ..ماذا أفعل بالجيوش المتأهبة للانقضاض .ستجوع ..ستعطش ..
نقرت رأسي نقرات خفيفة باصبعي ..شرد ذهني إلى استحضار معارك أخرى من التاريخ لأستفيد من نتائجها وخططها.
باءت كل محاولاتي بالفشل ،حتى فكرت أن احسم الوضع بأن انهض وأن امسك بسيفي التراثي التقليدي المعلق على الحائط وأن أسحبه من غمده وأن أضع حدا لحياتي امام مرأى من الجيوش المنتظرة.
طالت مدة الصراع بيني وبين ذاتي حتى افقت أخيرا.. لكن بعد فوات الأوان ..كانت ساحة المعركة قد تحولت إلى مستنقع من الدماء ..وأشلاء متناثرة هنا وهناك ..وسيوف متكسرة وخيول مقطوعة الرؤوس..
لم يتبق سوى الغربان ورائحة الموت .