سرحَ في ظلّهِ الممدود
على طاولةِ الزمان
فكانت قهقهةٌ مزمنة
تئنُ من وجعِ رنةِ الشاي
والنادلُ الكسلان
لا زال يلاعبُ
سكارتهُ المطفأةَ الروح
وعيونهُ خجلى
من جيوبٍ
تتلوى فيها ورقةٌ نقديةٌ عرجاء..
وشفاهٌ ترتجفُ
من البوح بالأشياء
لا يعلم من أين ..
يرتشف مشوارهُ القديم
سوى ذاكرة عاقرة
تزفُ الحزنَ القادم
من شظايا أرواحِ مهشمة
بلا مأوى
أو
فرصة يداعبُ بها
الصحبة المعلقين
من حولهِ،
فيسرح ُعلى أرصفةِ السنين
بقهقةٍ كأنها
تلوذُ منهُ خجلى
من وجعٍ
لا يرتوي
إلا بأيامٍ
خامرتها .. رشفةُ شاي
يلسعُ ..
همهمت شفتيه الذابلتين
والوجع المزمن
بالحروبِ
حتى زفير المارة بوجه المقهى
ما زالوا..
يرسمهم في عينيه المسافرتين
فتحبسها حينها
أنفاسه الذليلة
فترتعد
من شهوة السلطان
القابع في جوفه
المكتوم
وسره الذي خبأه
بين أروقة أزقته الرثة
.. آه
حتى أروقته
أمست مخبراً سري
تلاحقُ أفكاره
وخطواته
ومقهاه
وعينيه الغائمتين
لكنه ..
ما زال يطلُ بذاكرتهِ المخرومةِ
وصدى الآفلين قبل الغروب
بأن هناكَ ،
وراءَ صمتهِ ..
فجرٌ قريب.