أعلنت المديرة لطالبات المدرسة في الطابور الصباحي أنهُ ستكون هناك مسابقة للرسم لطالبات الصف السادس من جميع المدارس في المحافظة. ومن ترغب في المشاركة فعليها تسجيل اسمها لدى معلمة التربية الفنية. كانت الطالبات بقمة الحماس لكنهن لم تكنّ تتقن الرسم ،إلا أريام . فاختارتها المعلمة لتمثل المدرسة.
في يوم المسابقة ذهبت معلمة التربية الفنية مع أريام للمكان المخصص للمسابقة. حيث كانت هناك عشرون طالبة يجلسن في الحديقة ينتظرن .
حضرت بعد قليل مدرسة وأخبرت المسؤول عن المسابقة أن طالبتها مريضة لهذا أدخلتها قاعة المسابقة وتوجهت مع بقية مدرسات التربية الفنية من المدارس الأخرى ليشربن الشاي ويساعدن اللجنة بتجهيز المطلوب للرسم. رن الجرس فدخلت الطالبات للقاعة بنظام وهدوء .. اتخذت كل منهن مقعدا.
دخلت أعضاء اللجنة القاعة وكان معهم شخصان . نهضت الطالبات لتحيتهما .
قال لهن رئيس اللجنة : حتى نضمن العدل والإنصاف فقد دعونا الرسام المشهور” سعد الدين “والرسامة الموهوبة “دينا” ليقيّما معنا الرسومات. هيا يا فتيات لنبدأ المسابقة على بركة الله.
صفقت الفتيات كثيراً وضحكن أكثر. ثم هممنَ بالرسم.
انتهت الطالبات من الرسم والتلوين وقمن بتسليم رسوماتهن لأحد أعضاء اللجنة بدون وضع أسمائهن .
قال رئيس اللجنة بفرح :الطالبات الثلاثة اللواتي سيفزن بالمسابقة ستقدم لهن هدايا قيمة وسيتم أخذهن لمعرض رسومات يقام في ايطاليا على نفقة القائمين على المسابقة. وكما سيتم إعفاء الفائزة الأولى من الرسوم المدرسية.
كل طالبة فيهن تمنت أن تكون الفائزة، وابتدأن بالتفكير بالهدية والرحلة.
تمت دعوة الطالبات لتناول وجبة بينما انهمك أعضاء التقييم باختيار الرسومات الفائزة.
قالت “اريام” لمعلمتها: كم أتمنى أن أفوز بالمرتبة الأولى. فقد وعدني والدي أن يشتري لي فستاناً إن فزت.
أجابتها معلمتها : بإذن الله ستفوزين ، غاليتي.
بعد ساعة نودي عليهن للقاعة مجددا
قال صوت ناعم للطالبات:” الآن سنعلن النتيجة ،صراحة كل الرسومات مميزة وتدل على أنكن موهوبات للغاية ولكن كما تعلمن سيتم اختيار أفضل ثلاثة رسومات.
كانت الطالبة الجديدة تنظر للطالبات وهن يقفزن ويهتفن بحزن .. وقد لاحظت اريام ذلك. لكنها لم تتكلم معها . كل تفكيرها كان بالفوز ..تخيلت اريام نفسها في حديقة المدرسة والصحفيون يلاحقونها لتسجيل مقابلات معها والجميع يطلب توقيعها. انتبهت على صوت الرسام يعلن اسم الفائزة الثالثة.
الفائزة الثالثة هي صاحبة هذه الرسمة فلتتفضل لاستلام هديتها. قالت فتاة ببهجة وبصوت عال: أنها رسمتي ..اسمي ريتال . نهضت الرسامة وقالت : يسرني ان أعلن عن الفائزة الثانية وهي صاحبة هذه الرسمة: نهضت اريام وذهبت لتستلم الجائزة . كانت سعيدة وبنفس الوقت ليست سعيدة لأن والدها لن يشتري لها فستانا ولأنها لن تحصل على اعفاء من الأقساط المدرسية. الفائزة الأولى هي صاحبة هذه الرسمة.
نظر للطالبات وانتظر أن تخبره احداهن أنها الفائزة .
في هذه الأثناء كانت صفاء تقول لمعلمتها : أرجوك ..أريد ، أريد أن أغادر..
قالت لها معلمتها بحزم: هل لأنك مقعدة عليك أن تحرمي من حقوقك باللعب والمشاركة بالمسابقات . يجب أن تكوني فخورة بنفسك لأنك فزت بالمرتبة الأولى . لقد أثبت أن الارادة تتحدى الصعاب.
قادت المعلمة صفاء للأمام وسط دهشة الطالبات اللواتي صدمن حين عرفن أن مقعدة فازت عليهن . استلمت صفاء هديتها بينما كانت الفرحة تقفز من عينيها…
طلب رئيس اللجنة من صفاء أن تتصور مع الرسامين المشهورين . فألحت أن تتصور جميع الطالبات معهم ..اقتربت كل الطالبات منها وسلمن عليها وقامت اريام بمعانقتها وقالت لها: سامحيني لأنني تضايقت حين فزت علي لقد كانت فكرتي خاطئة عن المقعدين. كنت أظن أنهم عالة على المجتمع ..ألف ..ألف مبارك لك الفوز .. أتمنى أن نصير صديقتين .
عادت صفاء لبيتها سعيدة فقد ربحت صديقة وهذا عندها أغلى من كل كنوز الأرض….