لم يكن الطريق قصيراً للوصول إلى نهايته المطلة على شطَّ العرب شرقي المدينة الذَّي كُنَّافيه، تزورنا الطَّيور، وسقسقة الْعصافير.،ويتفيَّا تحت سعفنا فلاح الْبستان. ينظر إلى ثمارِنا الْمعلقة. كم كانت سنوات جميلة لنا.؟ هذا ما قالتهُ النَّخلة الْكبيرة، وهي تُشير إ)لى النَّخلات حولها، وقد اخذ التَّعب منْهُنَّ كثيراً. كان الْقمر يُضيء مساحة تواجدهُنَّ. أشارت النَّخلة الْكبيرة بالتَّحرك لتثبيت كُلّ نخلة وجدتْ ارضاً رطبة لها.
_ قالت نخلة صغيرة :يا نخلتي الْكبيرة لماذا لم تحضري لنا الرَّجال الْعمُّال ليزرعونا في هذا المكان.؟
_لا نحتاج لهم، وأُذكَّركِ بما جرى لنا من تطبير جذوعنا بالْفؤوس. كانت حملة كبيرة دفعنا ثمنها.
_ماذا.؟
_ألا ترين ارضنا قاحلةً سوداء من حروق الْحروب.! هذا مكاننا هيَّا تساعدْنَ على تثبيت جذورِكُنَّ نخلاتي الْجميلاتِ.
_واينَ الْحِوز التَّي ستسقي لنا، قالت النخلة الْقصيرة.؟
_ردَّتِ الْعمّة الْكبيرة.: مهلاً عليكنَّ ستمطر الْغيمات… ستمطر.على سعفاتكم وسترتوي الْجذور مع كُلّ زخة. ستمتليء النَّهر ان والحِوز بالْخير الْوفير..
إستمرَّتِ النَّخلات في تثبيت مكانها على الْارض، بدأضوء الْقمر يُودَّع الأرض لتشرق الشَّمس، تهامستِ النَّخلات عنها.
_قالت النخلة الكبيرة : كم كانت سعفاتنا ملاذاً يختبئ تحتهامَنْ احرقتهُ الشَّمسُ، ولا أنسى فلاّحاَ توسَّط بين نخلتينِ لِيستريحَ مِنْ عَناءِ التَّعب..او تحرق اشعتها من أراد أن يقتلع نخلةً في الظَّهيرة.
ومع مرور الاْياّم كبرت الْفسائل وظهر بريق سعفاتِهُنَّ، ودخلتِ الارضُ الْخريف وجذور النخلات متشعّبة في الأرض. سمعت النخلة الكبيرة همساً لأشخاص يتقدَّمون نحوهُنَّ.
_قال رجل منهم: هذه الاْرض كُلَّها للبيع، ارض زراعيّة.!
_رد آخر : صحيح وهذا النَّخيل شاهد على ما تقول ايُّها الدَّلال.!
_تفاجأ الدَّلال بما نطق بهً الرجل. قائلا:إذن منْ أين جاء النَّخيل، وقد كانت ارضاً جرداءَ لا ماء، ولا زرع للرعي فيها.
نظرت النخلات إلى احدِهم غضبانَ مما حصل. قالت نخلة صغيرة :ستمطر.. ستمطر، وما هي إلاَّ لحظات أصبح طريق عودة الرَّجال وحلاً، انغرست احذيتهم في الأرض، والتصقت ملابسهم على اجسادهم.!
_قال أحدهم :هيَّا نخرج منْ هذا المكان.. ما لنا فيه شيء.. هي لم تكن ارضنا.!
إستغرب اخر من كلامِهِ، وإضطرَّوا للهرولة مسرعين. اخذتْ سعفات النخيل تتراقص بين قطرات الْمطر فرحات، وهُنَّ يشهدن هروب الرَّجال الْغرباء. وهنا قالتِ النَّخلة الْكبيرة. نحنُ نعمل على تلطيف الأرض، بالزَّرع والْخضرة لماذا لا يحافظوا على الأرض المزروعة. وهي تزوَّدهم بالأكل وجمال المنظر.؟!
ومرَّت السنواتُ وبدت فسائل النخيل تملا المكان واعشاب خضر. كانت فخورة بما حققنَ، و اقترحت نخلة إلى العمة الكبيرة ان تكتب رسالة إلى الشَّجرة الكبيرة غرب المدينة تدعوها إلى زراعة الطَّريق الْبرَّي بالاشجار قالت فيها: ليس من الصَّعب إذا اخذتِ الرَّغبة والْهمّة في جمال طريقكم .. أنّه التَّشجير.. حتّى لا تبقى ارض جرداء.. هيّا لنحافظ على المُناخ، ونقضي على التَّصحَّر. كانت الرَّياح تنقل رسالة العَّمة، وتشابكت مع اوراق الشَّجرة وهي مسرورةُ، وفي اليَّوم التَّالي وجَّهت نداءً إلى كُلَِّ شجرة زائدة في المدينة انْ تلتحق بها لتبدأ رحلة تشجير الطريق البرَّي. تسابقت مع الزَّمن دعوات متكَّرة لتشهد الأرض النخل باسقات. وسعفات لامعة مع بريق الشَّمس، وشجرات عاليات تحمل ثماراً كل من يأكل منها يرمي بنواتها في الأرض… وأخذت الشجرة الكبيرة توجَّه نداءً
ايُّها الْمسافرون.. ساعدوا على تشجير طريقكم فهو لكم تستظلّونَ بهِ. هيَّا نصالح المناخ حتّى تتحسّن ارضنا.. واعادت الرَّياح رسلة من الشجرة. إلى العمّة الكبيرة قالت فيها: شكراً لكِ على دعوتكِ لنا لتشجير الطريق.. وقد انجزنا الكثير…. هيَّا ندعو وسائل التواصل الإجتماعي. إلى الإعلان عن تصوير الأرض وقد تعانقت النخلات والأشجار.. لتعلن عن اليوم العالمي لجمال الأرض التَّي يتوسَّطها شطّ الْعرب.
وهنا قال الْفتى صابر لصديقه وعد.. حتَّى لو كبرنا سوف ننتظر ذلكَ اليوم كما قرأنا في السوشل ميديا..! هنا قالتِ النَّخلة.