_عنوانك يواكب حدثاً جديداً.
__هو ما ظهر يوم ٦/شباط من سنتِنا الجديدة ووصف بالكارثة.!
__ امر مهول تابعناه في اجهزتنا، ونحن نمشي، ونجلس، وهو حديث كلّ مكان.
_مناظر، وصور تتكرّر كلَّ ساعة؛ وقد وصفوه بزلزال القرن.!
_نعم الذَّي قلتَ، ولكن آثار إنتباهي اسم حافظ إبراهيم الشَّاعر المصري.!
_هو عنوان سطور اخيرة.
_انتَ تعرف إنَّ وفاته كانت في عام ١٩٣٢ بعد إحالتهِ إلى المعاش بنحو أربعة أشهر ونصف كما يذكر ديوانه؛ فكيف حضر في عنوانكَ، وما علاقته بالزَّلزال.؟
_الآن ابدأ بما إستفهمت عنه أنَّ الشاعر حافظ إبراهيم قد سمع وقرأ عن زلزال حدث في بلدة مِسينا في إيطاليا.
_متى حدث ذلكَ.؟
_سنة ١٩٠٨ وقد كتب قصيدة عنوان (زلزال مِسينا) بتسعة وخمسين بيتاً، وصف فيها حدث الزلزال وصفاً دقيقاَ.!
_هاتِ شيئاً من وصفكَ الدقيق.!
_غليان في الأرض تنفَّس عنهُ. ثوران في البحر والبركانِ
ما (لمسين) عُوجلتْ في صِباها. ودعاها منِ الرَّدى داعيانِ
رُبَّ طفلٍ قد ساح في باطن الار. ضِ يُنادي :امُّي، ابي اُدركاني
_وهل يختلف زلزال مِسينا عن زلزال ٦/شباط في تركيا وسوريا.؟
_نعم فالقصيدة تذكر الجبال، و البحار، والسُّحب والنَّار. والملاهي.
_وزلزال سنة ٢٠٢٣
_هو اصاب المدن، والاحياء، و العمارات، والقِلاع.
_اعتقد إنَّ الشَّاعر حافظ إبراهيم قد مرَّ على ما تقول ابياتاً.
_نعم خذ قوله في عجز البيت :/بالأمس وزالت بشاشة العمرانِ./
وأتى امرُها فاضحت كانْ لم. تَكُ بالامسِ زينة البلدانِ
_ وبماذا إختلف وصف المشاعر في زلزال الحاضر.؟
_إنَّ العالم قد هزتّه صور الزلزال الحاضر في دقيقتين، فهرع عمال الهلال الأحمر في دول العالم والمنظمات إلى النَّجدة جاءوا بلغاتهم المختلفة، وتوافقوا في دفع المحنة والكارثة بعد الإنهيار الكامل للمُدن.
_وشيء آخر.
_هو إمتداد زلزال تركيا إلى شمال سورية، وهي تعيش حصاراً، ودماراً من حروب انتي عشرة سنة؛ وضاقت بها السُّبل فكان الأطفال، والنَّساء ضحايا السياسة المقيتةِ.
_وآخر مهّم.
_تقصد سرعة بث صور الزلزال وهذا من التَّطور في التَّكنولوجيا والتي تعرض مشاهد مؤلمة، وحزينة لكارثة انتهت في دقيقتين.
_وعن تطوّر التكنولوجيا، اجدُ تطوراً في آلات الحفر.
_نعم، حضر الرُّبوت وأجهزة مختّصة بالزلزال، والكلاب ؛ وكلَّها تُسابقُ الزمن في العِثور على الأحياء بين رِكام الاسمنت، والحديد.!
_ومواقف صدرت من النَّاجين.
_هي كثيرة منها الطفل الذَّي اخذ يضرب عمَّال الإنقاذ، وهو يضحك، والفتاة التي رددت اكثر من مرّة إنَّها لم تصّلِ هذا اليوم؛ وآخر فتى ذكر الشهادة وتصوَّر الملائكة حوله،وطفل أراد البسكويت والنستلة؛ ومشهد الأب وهو ممسك بيد ابنتهِ وهي تحت الأنقاض. وطفلة رضيع لا تدري شيئاَ، واخرى مولودة بعد ساعات من الزلزال وهي بالحبل السَّري وقد تركت أمَّها على غفلة من الزَّمن.
_وماذا بعدُ في قصيدة الشاعر حافظ إبراهيم.؟
_هو بيت عن الموت ووصف لونه بين شديد السَّواد، و الحمرة يقول:
فهُنا الموت اسود جونُ وهُنا الموت احمر اللَّون قاني.
_رحِمَ اللَّه من سقطوا في الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وللمصابينَ الشَّفاء العاجل؛ وهم سيذكرونَ ما حصل لهم. كما سيرويها مَنْ نجا من الزلزال.
_لا تنسى إنَّ لكَّلِ شيء عبرةً وموعظةً.
_نعم، عسى أن يعتبر بها منْ مال بوجههِ عن حقيقة الحياة، ويتَّعظ بها من تنقصُهُ الموعظةَ.!
_حقَّاً كانت إحالتكَ لقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم عن الزلزال مُناسِبة لحدث اليوم.
_هكذا هي سطور اخيرة تربط الحاضر بالماضي.
_إذا أمكن البيت الاوّل للقصيدة.
_ نبَّئاني إنْ كُنتُما تعلمانِ ما َدهَى الكونُ ايُّها الفرقدانِ.
…….. البصرة /٢٠٢٣