الاغلاط اللغوية التَّي تسرَّبت إلى الصحف حالياً قد خرجت عن المألوف، وتآلفت مع طبقة اهل اللحن في اللغة على سبيل (قل كلمتك وامش) ومن هنا كانت الصحف والمجلات قد أخذت على عاتقها تقويم الأغلاط اللغوية تصويب ما ورد على اللسان من خطل.
وكانت جهود الكاتب محمّد العناني في محلة الأديب اللبنانية وعنوانه(أخطاء شائعة) كما ساهم الكاتب حسن الجاي في مجلة الثقافة العربيّة _ليبيا وعنوانه (أخطاء شائعة وتصويبها). وفي صحفنا كانت قبل ٢٠٠٣/٤/٩ جهود الراحلينِ الكاتب يوسف نمر ذياب والكاتب عبد المجيد الشاوي في عنوان(حطّي كلمن) والكاتب والباحث الموسوي جلال الحنفي في (رؤوس أقلام)، وما تناوله إبراهيم الوائلي(من اغلاط المثقفينَ) مساهمات ادبيّة أخرى في تصحيح الكلمة العربيّة قد ساعدت على تتبع وتقويم الاغلاط التي تصدر عن والكُتّاب المثقفين، وتوجّه القارئ إلى ضرورة المراجعة لما يُكتب حتّى تستقيم الجملة نغمة وثحّة في اللفظ اللغوي، وقد تصدّى الكاتب يوسف نمر ذياب في مؤلفه / في دائرة النقد اللغوي ١٩٨٨/ إلى كثير من الصيغ اللغوية والعبارات التي تستقيم فيها الجملة مع حوف الجرَّ المناسب ويتنارل موضوعات” في الظواهر اللغوية، قراءة في آراء لغوية، ولغة الناقد. ومعجم لما يعد عاميّاً وهو فصيح.”؛ وهذه الجهود هي صدى لجهود الدكتور مصطفى جواد في كتابه”قل ولا تقل” الذَّي ميَّز فيه صحة الألفاظ، وتقويم اللسان قبل خمسة عقود من ادبنا وأضاف إلى المكتبة قيمة لغويّة. وقد أدخلت وزارة التربية في منهاج اللغة العربيّة للصفوف المتوسطة ط/ا سنة ٢٠١٦ عنوان تقويم اللسان قل ولا تقل مستقاة من مؤلف د. مصطفى جواد مع فهرست حسب الحروف لما ورد، وهو يفيد الموظف في دائرته لاختيار الصحيح في المخاطبة بكتابنا وكتابكم.
واليوم صفحاتنا الثقافيّة في صحفنا بامسَّ الحاجة لمن يمتلك من المقدرة اللغوية، والإسلوبيّة في تصويب ما تروَّج له صحافتنا في جواز ما لايجوز وتعليلها “الخطأ الشائع خير من الصحيح الضائع” والحفاظ على اللغة من كثرة الاخطاء الإملائيّة والإعتناء بالألفاظ في صحة استعمالها،، وتعمل على تجميل العمل الادبي، حتّى لا يبقى منه مايضرُّ الكتابة الادبيّة، وان لا تأكل من ثمار اللغة وجمالها الأدبي.