ولد المستشرق الهولندي دوزي (1820 ــ 1880 ) في مدينة ليدن واهتم مبكرا بالدراسات والمصنفات العربية منذ التحاقه بجامعة ليدن وكان يكتب باللاتينية والفرنسية والالمانية فضلا عن الهولندية وقد ترك 28 اثرا منها <ادب قشتالة وامير الامراء >.
وصادف ان اعلنت جامعة ليدن عن مسابقة لوضع رسالة عن ملابس العرب ففاز بحثه بالجائزة الاولى ما مهد الطريق للشروع بكتابه الاهم (التكملة ).
كان حلم شبابه ان يضع هذا المعجم فاستغرق 40 عاما لانجازه ..وصدر ب 1738 صفحة بمجلدين ..
صدر الكتاب في العراق اواسط السبعينيات من القرن الماضي ب 12 جزء …فاقتنيت اجزاء منها ثم نفذ من الاسواق وضمر ذكره .
يعكس الكتاب التأثر بالنظريات البيلوجية والاحيائية في زمانه مثل نظرية النشوء والتطور لدارون ..كما وظف المؤلف المنهج الفيلولوجي لان تطور الدلالات الجديدة للمفردة كان هما رئيسيا لديه , فقد كان يركز على ما اسماه <اللغة الحية > او الوسطى التي يستخدمها الناطقون بالضاد ..
يقول دوزي في مقدمة كتابه (ان معجمي غني باسماء النبات ورغم استعانتي بكتاب دودونوس القديم ولجوئي الى توضيحات زودني بها عالم نباتي شاب هو الدكتور ترويب ,فلا ازعم اني تجنبت الخطأ فيه .لان المشارقة خلطوا بين النباتات المختلفة ,واذا لم يدرس المرء علم النبات يصعب عليه وقد يستحيل ان يعرف ها ويصحح الخطأ فيها ) .
لقد وجه المعجمي التونسي ابراهيم مراد نقدا للهفوات والاخطاء الواردة في التكملة ..وقد يجد القاريء حقا مثل هذا فقد وردت كلمة ( متعوب ) بمعنى متعب وهو خروج عن القاعدة الصرفية لان الفعل تعب لازم , لكنا نقرا هذه المفردة في شعر نزار قباني ..
لكن كل النقودات لا تقلل من قيمة هذا المؤلف الذي بذل جهدا فرديا عظيما ويكفيك ان تلقي نظرة على الهوامش والشروحات التي الحقها بالمفردات لتثمن مدى الجهد الذي بذله فقد كان يشتغل منفردا بجهود مؤسسة .
ابدا كنت احلم بان ياتي احد ليؤلف معجما للمفردات المستحدثة لكن جميع الجهود متواضعة .. في العراق بعد السقوط نتداول مفردات تحولت مجازيا لتلائم موجة العنف التي صاحبت التغيير .. نحن بامس الحاجة لبروز معجم ليرصدها.