يغادر ماكينة الصراف الآلي بعدما تحصل على راتبه الشهرى ، وكعادته يعيد عد النقود أكثر من مرة ، وبعد أن يطمئن يضعها في جوف جيب بنطاله ترقد بأمان ..تستيقظ في رأسه من مرقدها الديون والأقساط ومصروف البيت …يكاد رأسه ينفجر من كثرة الضيق والتفكير .
يمضي يقطع الطريق الى المنزل وهو هائم على وجهه، و يتحسس جيبه والنقود مرة بعد الأخرى .. كادت احدى السيارات أن تصدمه لولا يقظة السائق الذى تفاده وراح يكيل له الشتائم .
يسقط على الأرض من شدة الهلع والخوف ..تجمع المارة حوله بسرعة ورفعوه عن الأرض ، حاول أن يدفع عن نفسه ما أصابه من فزع طمأنهم أنه بخير وشكرهم ومضى في طريقه .
يستقبل هاتفه اتصالا من ابنته تذكره أن لاينس ما طلبته منه البارحة ..بعد برهة يتلقى اتصالا من ابنه يحثه على سرعة العودة للمنزل كى يعطيه نقودا يبتاع بها هدية لخطيبته .
ما لبث أن أنهى الأبن اتصاله حتى تلقى اتصالا من زوجته تستعجل الأشياء التى طلبتها منه قبيل أن يغادر المنزل صباحا ودونتها فى ورقة ووضعتها في جيب قميصه .
يعرج على السوق لشراء حاجيات البيت ..يضع يده في جيبه فلم يجد النقود
أصابه الذعر وأخذ يدمدم بكلمات غير مفهومة.. يخرج أحشاء جيوب بنطاله الأمامية والخلفية فكانت جميعها خاوية.