خالص مودتي واعتزازي بالاستاذ عبد الكريم العامري الذي عمل منفردا بجهد مؤسسة طيلة ربع قرن..
توج هذا العمل بانشاء بصرياثا للنشر لدعم الادباء والكتاب فيتم طبع كتبهم بسعر زهيد..
—
بصرياثا : انجاز مؤسسة بجهد فردي في احدى مقاهي العشار كانت التخوت الخشبية تحتل مساحة في احد ازقة البجاري , وكنا نحن المثقفون نتجمهر فيها بعد اشهر من سقوط النظام , تزخرارواحنا بالامل وحدقاتنا بالتصميم , بعد عقود من الكبت الصحفي وشروط النشر الصارمة التي غالبا ما استبعدت كتاب البصرة , وكان اتحاد الادباء في البصرة يتقوقع على نفسه فلا مساحة فيه للاقلام الواعدة … في الضفة الاخرى كان منزل الرائد البريكان زاخرا بالحوارات والاطروحات , وكلما دعوه للحضور يقول لي واثقا (نحن هنا اتحاد الادباء ).. في مثل هذا المشهد استقطبني في تلك المقهى رجل يذكرك بالاداء المسرحي , ينفث دخان نركيلته بذوق وشهية , لم اكن قد تعرفت عليه , كان يستقطب الجمهور بجاذبية : انه ( المسرحي والشاعر والصحفي والروائي ) الاستاذ عبد الكريم العامري .
مرت الايام ,فزارنا العامري ذات ضحى شتوي وطلب ان يجري معي لقاء متلفزا في منزل الفقيد الشاعر البريكان , وهي تجربة اولى لي .. واتذكر حين سلطت علي العدسة وانا اشير الى سرير الرائد الذي واجه الطعنات عليه بذلت جهدالاقاوم الشهقات … بعد ايام ظهر ذلك اللقاء في احدى الفضائيات – الفيحاء – . بعدها تفاجأت يوما بكتابته منشورا تذكيريا عني على حسابه الخاص .. لم اكن قد قرأت له سوى ما سمعته عن مسرحيته الشهيرة (الكاروك ).
ودارت عجلات الزمن فاصبح بديلي في اذاعة العراق الحر بعدما انسحبت عنها .
في صيف العام الماضي تلقيت منه بطاقة شكر على مساهمتي ببصرياثا وقد ارسل نموذجه لاكثر من ثمانين كاتبا فشعرت بالخجل لاني لم اساهم باي مقال في هذه المجلة الادبية .
هكذا بدأت ارسل النصوص , مسحورا بجمال الاخراج فيها والتنوع واستقطابها الادباء من كل البلدان العربية واهم ما فيها هو تخليها عن مقص الرقابة .الا ما اثار طائفيا او ساهم بترسيخ العداء .
لقد دعوت اتحاد الادباء بالبصرة ان يحذو حذو بصرياثا وان يشرعوا بتأسيس موقع الكتروني يجمع كتاب البصرة على الاقل ولكن الدعوة لم تلق اذنا صاغية .
تربو بعض اعداد المجلة نصف الشهرية على 300 صفحة وعلى المنصفين ان يثمنوا هذا الجهد الفردي الباهر .
اتمنى لهذا الصرح الادبي الازدهار في الذكرى 19 لتاسيس المجلة وقد توجت باصدار كتاب (المرافيء القصصي ) الذي يضم حوالي خمسين نصا قصصيا من اغلب الدول العربية من اعداد الاستاذ نقوس المهدي واشراف العامري .