شهدت قاعة الجمعية الثقافية المندائية في محافظة أربيل الجلسة الحوارية لتنمية الإنسان وبناء المجتمع تمهيدا للمؤتمر الانتخابي الرابع لبرلمان الطفل العراقي , والذي يقام برعاية رئيس الوزراء المهندس محمد شياع السوداني في نهاية شهر آب المقبل في محافظة ميسان , بمشاركة واسعة من مستشارين لمكتب شؤون الحماية الاجتماعية لرئيس الوزراء وباحثين في شؤون الطفل و علم النفس و التنمية و عدد من الادباء والأعلاميين للمساهمة و العمل في بناء مستقبل اطفال العراق قادة الغد وفق مناهج علمية و تربوية متطورة خاصة في مجال الذكاء الصناعي و الحساب الذهني و الحد من استخدام اجهزة الموبايل و مراقبة الأطفال باستخدامها .
وقال محمد رشيد الآمين العام لبرلمان الطفل العراقي و رئيس الجلسة : البرلمان هو تجمع جماهيري تأسس في مدينة ميسان بتاريح 25 اب 2004 يهدف إلى تنمية الانسان العراقي وبناء المجتمع من خلال تطبيق اتفاقية حقوق الطفل الدولية التي انبثقت عن الجمعية العمومية لألمم المتحدة , ونعمل على زرع روح التعايش السلمي بين جميع ابناء المجتمع العراقي و نبذ خطاب الكراهية و العنف , والعمل على ايجاد البيئة الملائمة لتربية الطفل و تعليمه وفق احدث الطرق التعليمية لكي ينشأ قائد للمجتمع , كما عملنا على برنامج تعليمي في محافظة ميسان بأستقطاب الأطفال في احد المراكز من الساعة السابعة صباحا حتى الرابعة عصرا , لممارسة رياضية السباحة و ركوب الخيل و كرة القدم و الشطرنج و العديد من الالعاب و الهوايات , و مشاهدة الافلام السينمائية التعليمية و التربوية و مراجعة و تحضير دروسهم المدرسية لليوم التالي , و خلال هذه المدة بعيدين عن الموبايل و النت و هذه التجربة اثمرت بتفوقهم بالدراسة و الالعاب الرياضية فضلا الى مقدرتهم بالاعتماد على انفسهم في مفاصل الحياة و الحديث .
العمل على شمول طلبة الجامعات بمنحة الطلبة
كما أكد احمد الماجدي مدير مكتب الدكتورة سناء الموسوي مستشارة شؤون الحماية الاجتماعية لرئيس الوزراء : أهتمت حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن بقية الحكومات السابقة بالطفل و السبب لان رئيس الوزراء شغل منصب وزير العمل و الشؤون الاجتماعية و ترأس هيأة رعاية الطفولة و الحماية الاجتماعية و لدية كل المعلومات و التفاصيل عن هذا الملف , لذا عمل على تفعيل قانون منحة الطلبة والتلاميذ في الابتدائية و المتوسطة و الاعدادية و التي شملت 2,318,000 الف طالب , لتشجيعهم باللعودة الى المدارس بعد التسرب لاسباب عديدة ومنها العمل لتدني ظروفهم الاقتصادية , و نعمل على شمول طلبة الجامعات بهذه المنحة لمساعدتهم بمصاريفهم الجامعية .
مضيفا : يوجد قانون في الحماية الاجتماعية الاعانة النقدية المشروطة التي تشترط على العائلة باكمال الطلاب دراستهم , و في عيد الاضحى استقبل رئيس الوزراء الطلبة من المشمولين بالاعانة وكان اغلبهم من المتفوقين و اصحاب المعدلات العالية و من الايتام وتم تكريمهم لتفوقهم كما هناك اعانة أخرى للاطفال المصابين بالسكري التي شملتهم مع المعين المتفرغ , كما استحدثت شعبة رعاية الطفل في كل محافظة للرعاية الاجتماعية لوزارة العمل و الشؤون الاجتماعية مهمتها عندما يذهب الباحث الاجتماعي الى زيارة اسرى لمنحها الرعاية يطلع على واقع الطفل في تلك الاسرى , خاصة ما يتم تداولة من خلال صفحات التواصل الاجتماعي من صور و مقاطع بتعنيف الاطفال بالاضافة الى قرار منع التسول للاطفال ومنح والي أمر الطفل راتب الرعاية الاجتماعية مقابل تعهده بعدم تسول الابن و محاربة عمالة الاطفال و تكريم المتفوقين بالذكاء الصناعي و الحساب الذهني و مع ذلك لا نعتبر باننا قدمنا شيء لطفل العراقي لاننا نعمل ونتأمل على تقديم الافضل و يكون شأنه مثل اي طفل متقدم بالعالم .
العراق ولاد بالمبدعين
كما اشار الدكتور قاسم حسين صالح رئيس الجمعية النفسية العراقية و تجمع عقول : من الجميل ان تكون الدولة او الحكومة هي الراعية للمؤتمرات و خاصة الطفولة , متطلبات التنمية البشرية التي تتضمن توسعة خيارات الناس في ثلاثة مجالات اساسية: أن يحيا الناس حياة مديدة وصحية ، وأن يحظوا بالمعرفة والثقافة ، وأن يتمتعوا بمستوى لائق من المعيشة ، كما نبهنا الى ان مؤسستي الأسرة والمدرسة تعرضتا الآن الى خطر ، فسابقا كانت الأم بالنسبة للطفل ( مدرسة..اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الأعراق).. اما اليوم فالانترنت اصبحت أم الطفل والموبايل والده ، والمواقع الأباحية اصدقاءه ، ما ينغي ان يضع برلمان الطفل هذه الأخطار في أولويات اهتماماته .
مثلما ادهشنا فعلا ان طفلة بعمر تسع سنوات عزفت مقطوعات لبتهوفن ..باتقان ! شاركها شقيقها بعمر خمس سنوات بالعزف على الكيتار , ورقصت طفلة اخرى باليه على سمونية بحيرة البجع..قبلّتها بعد ان انتهت وقلت باعلى صوتي: هذا هو العراق يبقى ولاّد رغم المحن و شكرا لصديق نزار شنشيل على توفير قاعة الجمعية لهذا الجلسة الرائعة .
تعليم الطفل على الادخار و عدم الاستهلاك
واضاف الدكتور قاسم الفهد مدير عام البنك المركزي العراقي فرع البصرة : يجب على العائلة العراقية تعليم ابنائهم على أهمية الادخار او التوفير مثلما كان معمول به سابقا في المدارس , من خلال جمع و لصق الطوابع في دفتر الطوابع و في نهاية الفصل الدراسي يتم صرف مبلغ الطوابع لطالب و هذا العملية كانت تنمي الطالب على التوفير في مصروفه اليومي , و الطريقة الاخرى من خلال القاصة او الحصالة التي كانت متوفرة لاغلب الطلاب التي يدخرون جزء من مصروفهم فيها و في نهاية السنة يتم فتحها و استخراج المبلغ المالي الذي تم ادخاره خلال هذه المدة , ومع الاسف هذه الحالة فقدناها منذ سنوات و اصبح الاستهلاك بديلا عنها , وما يتم انفاقه على شراء بطاقات الالعاب الالكترونية و مواقع النت اصبحت البديل عن ما كنا نحتفض به من نقود لشراء الكتب العلمية والتعليمية بعد انتهاء المدرسة , وهذه الثقافة فقدت من العائلة اولا ثم المؤسسات التربوية و جميعها كانت تساهم بتعليم الاطفال على الاقتصاد و الادخار و كيفية أستثمارها بالنهاية لشراء ما ينفعه و يستفيد منه مستقبلا وليس الاكتناز بجمع الاموال بدون الانفاق لشراء ما يريده و هذه الحالة مرفوضة لانها لا توفي بالغرض لكون الادخار الغاية منه تعليمه على الاستثمار .
كما وضحت , نورس عباس المدربة و الباحثة الاجتماعية في معهد الإعاقة والتوحد في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية : اذا قدمنا التربية و التعليم و السلوك الصحيح لطفل يكون ذو شأن كبير في المستقبل لانه تربى على أسس صحيحة , كما لا ننسى الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين تختلف طريقة تعليمهم و نجد صعوبة بتدريسهم و تعليمهم لان اغلبهم مضطربين سلوكيا خاصة الذين يعانون من اضطراب التوحد , ومع ذلك نجد العديد منهم حققوا انجازات فاقت الاصحاء او الأسوياء بتفوقهم في مهارات الرياضة والفنون و هذا يعتمد ايضا على العائلة التي تساهم بتربيتهم و تقديم افضل وسائل التعليم لهم .
فيما بينت , نغم العلي المستشارة النفسية والأسرية : الاطفال هم أمانه الله في اعناق الوالدين , والأم هي الاكثر مسؤلية في اعداد الطفل بأستطاعتها ان تنشئة على افضل تربية وتعليم ويكون قائد في المجتمع كمهندس او دكتور او معلم وفي اي مجال , و بنفس الوقت تعنفه بسبب المشاكل الاجتماعية مع زوجها و العكس كذلك , الاطفال ليس لهم ذنب ان نشركهم بمشاكلنا العائلية , و تشير الدراسات بان الطفل في اول خطواته بالمشي يستطيع ان يستوعب و نجعله قائد , كما تؤكد الدراسات ان نسبة 90% تكون القادة بالفطرة و 9 % بالتربية و التعليم و 1% ليس قيادي , و يجب اعطاء الفرصة للطفل بحرية الكلام وعدم مقاطعته او توبيخه .
و في نهاية الجلسة قدمت الاعلامية فائزة ذياب نائب رئيس جمعية الثقافة المندائية , بصحبه الاعلامي امجاد ناصر , فقرات الحفل بمشاركة الاطفال المتفوقين بالدراسة و المواهب , ومنهم الموهوبة أمان يحيى و شقيقها براء بعزف السمفونيات و ياما نزار صليوا برقص البالية و مروة وسام بالرسم , و دنيا طارق و صبا هندي و ماريا عباس بالحساب الذهني و الطالبة ملك سرمد بعلم النفس و القاء المحاضرات في رياض الاطفال , فضلا الى توزيع استمارات الانتماء إلى برلمان الطفل العراقي .