مرّ الشاعر سليمان جوادي مستشرقا شعريا عبر مدن الوسط، أو قل كفاتح لأدغال كلام عمومي لا يمت للشعرية الفصيحة بشيء، غير ذاك الملحون المبهر الذي يقوله شعراء أولاد نايل بعفوية كما لو أنهم يأكلون الخبز، إلى جانب ذلك ظهرت حالة الشعر الفصيح كما لو أنها في جاهلية بحاجة إلى تأثر حضاري، وأشهد أن الشعر الملحون لعب ببراعة دور البديل في التعبير عن هموم الآخرين، مقابل محاولات باهتة تظهر من حين إلى آخر على صفحات الجرائد اليومية بأسماء مستعارة، هذه المحاولات الفصيحة المحتشمة التي كان لا بد أن تشملها وتتكفل بها فتوحات الشاعر سليمان جوادي في ولاية الجلفة.
ما أكثر المدّعين بأنهم شعراء مع أن الذي يظنون أنه سرّا كان ظاهرا للعيان، حتى أمام الذين لا صلة لهم بالشعر إلّا قراءة، وهي رائحة شعرية سليمانية واضحة في جميع التجارب التي أحاطت به، كما لو أنهم في عيد كبير اقتنوا كلهم ما لبسه أبوهم، بجكم أنه قدوة لا تخطيء اللون والذوق والطراز، إلّا القصيدة فقد كانت لكل محاولة مقاسها الخاص، لأن التجربة تختلف في وزنها ومعيارها، ليتشكل معسكر خاص أو إن شئتم قاعدة شعرية على نسق ما تفعله أمريكا عسكريا، ارتدى فيها المنخرطون ثوبا بتفصيلة واحدة، وبلون موحّد كفريق رياضي أو مجموعة صوتية، أو جيش عسكري يحمل نفس الراية ومدرب نفس التدريب.
– المقاربة بين فنّية المنسج أو النول كما يُسمى في المشرق، وفنّية القصيدة العمودية في شكلها ومضمونها/
المرأة في ولاية الجلفة تعترف بأنها رَفَعَت عن زربية فلانة، بالعامية تقول (رفْدتْ عليها)، وكثيرا ما تقول المرأة لجارتها (كي تقلْعي) يعني عندما تنهي الزربية أعيريها لي (باش نرْفدْ عليها) يعني تنسخها في زربية تشبهها في التطعيم وقد تختلف عنها في اللون والصورة.
– الاستنساخ الشعري في المدرسة السليمانية/
كلهم يستنسخون قصائدهم على أعمدة سليمان جوادي، وأكثر هؤلاء يضحكون على الذي يخرج عن نسق هذه (السّداية) الشعرية التي أسّسها الشاعر الكبير سليمان جوادي، حتى أنه احتج ذات يوم على أحد المبتدئين وأظنه أنا، احتج عليه ولم يقل له إنك خرجت عن سياقي بل قال له: أين الوزن والقافية، وأظنني من يومها انتقلت إلى كتابة القصة والرواية، لأني وجدت نفسي من خوارج الأدب أمام الأصولية الجميلة لهذه المدرسة.
كان من المفروض أن أتناول إحدى الزرابي الشعرية لسليمان جوادي، وأنسخ منها كما فعل الآخرون قصائدي، بل وصل أحدهم إلى القول بأنه يريد أن يكون سليمان جوادي آخر، وأهمل اسمه كما لو أنه لا يعرف له نسبا شعريا من قبل، لكن أنا أردت بما قدرني الله من كلمات متواضعة أن تكون لي بها هوية مستقلة، ولم أجد أمامي سوى الشعر النثري حيث رأيت أنه يتسع للجملة أكثر مما هي عليه الحالة في الشعر العمودي والنثري، وبالرواية وجدت لها مجالا أوسع بكثير.
– الاستقلالية الإبداعية وذاتية التفكير والهوية الشعرية/
كل الذين يدعون أنهم شعراء في ولاية الجلفة عبيد للقصيدة السليمانية، ولا أحد بإمكانه تحريرهم إلّا إرادتهم الشخصية، اعترافا أولا بالخروج من عباءة هذا الشاعر الذي لم يكن ضمن نواياه غير طرح نفسه كشاعر، كما الذي يبيع العسل في قارعة الطريقة، وإن أردنا البحث عن تسمية شاملة للشعر الجلفاوي، فالأكيد جاز لنا أن نسميها اصطلاحا بالمدرسة السليمانية، وحتى أكون أمينا في رسم خريطة هذه الأبوة الشعرية أستثني شعراء مسعد المهمشين تارة بإراداتهم، وتارة أخرى بإرادة غيرهم، ويمكنني الإشارة إلى خط التأثر بشعر سليمان جوادي والكتابة على نسقه، أو إن شئتم التّتلمذ في هذه المدرسة يبدأ من مدينة البليدة، خصوصا خط الطريق الوطني رقم واحد الممتد منها إلى مدينة الجلفة، غير أن ما جاورها لم يتأثر، بل حضر بمكونات إبداعية أخرى كالقصة والرواية، بسبب الخريطة التي يعتمدها أولئك الذي يتغنون بأنهم يتصدرون الفعل الثقافي، وأحيانا يدعون بأنهم مؤسّسوه ورواده، الشاعر محمد خليل عبّو حالة شعرية شديدة الاستثنائية لابتعاده عن مجالس معيّنة أولا، وثانيا لهوية شعره وتنوعها والاستمرار فيها، ثالثا لسطوع اختلافه ونمط ونوعية تتويجاته.
أسماء كثيرة تعُد أنفسها شعراء، وفي الحقيقة ليسوا إلّا قططا شعرية أمام الأسدية الشعرية التي فرضها سليمان جوادي في المنطقة، معظم هذه القطط اختفى مواؤها منذ وقت بعيد بسبب تقاعد سليمان جوادي عن الفعل الثقافي على طول هذا الخط الجغرافي، وعَوّض ذلك بتواجد آخر، حيث عاد بنوع مختلف من الحضور ماسكا بركيزة بيت الشعر الذي يعتقد أنه قد سمكه طوال وجوده على رأس الوصاية الإدارية الثقافية، وعن قصد تعمّدت تجنب عرض النماذج المستنسخة لفظاعة التشابه، يصل أحيانا إلى حد اجترار معان ومفردات وحتى صور من قبل تلاميذ هذه المدرسة.
يبدو أن سليمان جوادي الشاعر المعلم لم يشرح وهو أمام تلاميذه فُصحة الشعر وفُسحته، لم يشرح دواعي توظيف المُساءلة الشعرية لمحمود درويش بما ورد في قصيدة ثلاثيات العشق الآخر بقوله: (ومن قال إن الإله سيغلط)، تعقيبا على محمود درويش وليست نهبا كما اعتقد بعض تلاميذه، وهو توظيف زاد القصيدة جمالا وروعة بالنظر إلى محمول رسالتها، لكنه موه تلاميذه لينكبوا على شعر محمود درويش انكباب العطشى، طنّا أنها بوابة للشهرة والتواجد، أو أنها مغارة شعرية لم يكشف عنها الشاعر المعلم كنوع من الاحتكار، ورطة لم يسلم منهم إلّا الشاعر عيسى قارف، فقد تخبط كفراشة في ضوء الماء، ثم استطاع أن ينتفض لنفسه ويحط تحت الشمس، ثم يجلس طويلا أمام الشمعة حتى (يشتبه فينته)، وبعد ذلك أدرك ما يجب عليه من خصوصية.
السؤال الذي يلمع حينا ويخمد حينا آخر هو لماذا تلاميذ هذه المدرسة الشعرية متصارعون ومجافون لبعضهم، وأحيانا مَصلحيون دائما، ومتسلقون يبحثون عُميا عن التمثيل الثقافي بأشكاله العديدة بدرجة نسوا فيها شعريتهم، وقد رأيناهم متهاونين في الكثير من المناسبات الثقافية في حضورهم الإبداعي، إلى حدِّ أنهم يرددون ما كتبوه قديما بشكل مضحك وأحيانا مزعج، في الوقت الذي تشهد فيها القصيدة العربية تقدما مبهرا، في محاولة لإعادة الشعر إلى واجهة الحياة كما كان، نضال كما يسّميه الشعراء الفحول من العرب.
– النضال الشعري/
من الغريب جدّا أن يتنوع التخندق والتعسْكر لمن كان يظنهم الشاعر سليمان جوادي مناضلين في صفوفه، وجدناهم منخرطين في جمعيات لا صلة لها بالشعر، أغلبهم كانوا نشطاء في الجاحظية، ومتطوعين في المكتبة الوطنية، وضمن الكثير من الجمعيات الثقافية التي تتميز بنشاط عام، وليس في تخصصها هذا العمق النضالي للشعر الذي نتحدث عنه، مات عمّي الطاهر فانفضوا من حول جاحظيته كسرب الحمام الذي نفذ القمح من تحت أقدامه، وأتجنب ذكر اتحاد الكتاب في العشرية الماضية، لأنه كان مربط نسيج القصيدة العمودية السليمانية، قبل أن يكون للاشيء يُذكر في عهد شقرة.
فيما ظل الشعر بعد ذلك يصب في وعاء أقرب ما نسميه بالذكاء الاصطناعي، فقد استطاع الشاعر سليمان جوادي أن يطعم نضاله الشعري بالطقطوقات الغنائية التي تناولها كثير من المطربين وأدوها بشكل مؤثر، خصوص تلك التي تتعلق بالمناسبات الوطنية، حيث اتخذ منها ما يشبه المكمل الغذائي لشهرته، اتخذ من هذه الحيلة شبكة ليصطاد الأذن الموسيقية العمومية، ثم يرمي بها في بحر القصيدة العمودية، وقد نجح بشكل ما لو لا أن آلة الفعل الثقافي في الدولة غير مواكبة لهذه الإستراتيجية، أو أنها لم تفهمها أصلا، وربما هي بعيدة بشكل خرافي عن والوعي بها، وأحيانا بخلفية عمالة أجنبية تقف وراء ارتقاء اللغة العربية كموروث ثقافي، ولعل الشعر العربي هوية يعدّها الغرب مرجعية خطرة مثلها مثل الدين، ومرجعيات المواقف السياسية لأبطال الفتوحات والثورات الوطنية والنضالية الشعبية، وكل ما يمكن أن يلهم الأجيال الجديدة ويثيرها إلى النهوض.
تلاميذ المدرسة السليمانية متأخرون كثيرا عن قمة هذا الوعي، وقاصرون أيضا في إدراك مسار هذا النضال، بدليل أنهم تقوقعوا في شعر الغزل ولم يخرجوا منه، حتى أنهم تلكئوا شعريا بعد استقرارهم العاطفي، وكأنهم اتخذوا من الشعر قصبة لجس عمق بحر الحب خوفا من الغرق، وهكذا وجدوا أنفسهم لم يأخذوا من شعر سليمان جوادي غير جانبه العاطفي المترف بالمعاني الجاهلية، حتى أني سمعت تلاميذه يقولون أن الشاعر سليمان جوادي وهو يقول الشعر في حالة السكر يذكرنا بصعاليك شعراء العرب القدامى، حيث لا يفعل ذلك إلّا في الكواليس، فحاولت ذات مناسبة ثقافية اقتحام إحدى هذه الجلسات لأحظى بالرجوع إلى ماضي القصيدة الجميلة بعربدتها وحريتها، لكن لا أدري من الشخص المؤثر في تلك الجلسة الذي منعني من ذلك، وأظنه جاري ذاك الذي يحرس أن يظهر عاقلا ومتدينا في الحي الشعبي العتيق.
شعر العربدة السليمانية/
بتوقف الشاعر سليمان جوادي عن شعر العربدة، وعزوفه عن الجلسات الجاهلية، ارتبك تلاميذه وتشعبت بهم أنواع الشعر التي برز بها معلمهم وملهمهم، بعضهم ركبوا هودج الحداثة وأكثرهم اندثروا، والذين تبقوا في أروقته تحولوا إلى نقاد وروائيين وقصّاصين وما فعلوا، وقد تكون تاهت بهم مواقع التواصل الاجتماعي، ومن يدري فربما هم الآن ذباب أزرق وأحمر وأصفر بأسماء مستعارة.
بيت الشعر السليماني/
في تعيين مناضلي بيت الشعر لا أدري سر تمسك الشاعر سليمان جوادي بشعراء الخط الجغرافي الذي ذكرناه سابقا، أهو تشابه أيديولوجي غير معلن عنه، أم أن المسألة تتوقف فقط عند حسن الظن المرتبط بالصداقة والعشرة والملح، أين تلاميذه القدامى الذين طالما راهن عليهم؟ لماذا لا يعتمد على شعراء كبار يمثلون مثله مدراس شعرية مختلفة، فيكتفي دائما بتلاميذه النجباء فقط؟ أهي ديكتاتورية شعرية، أم حدث للشعر مثل ما حدث للدين فتفرق طوائف وجماعات؟
لماذا علّم الشاعر سليمان جوادي تلاميذه خُلق التبعية، ولم ينكر عليهم الذوبان في شخصه الشعري، لماذا اكتفى بتلقينهم الوظيفة العاطفية في الشعر العربي، ولم يلقنهم عقيدة القصيدة العربية بعيدا عن الثقافة النفعية والمشاريعية والمصلحية؟ كما يفعل مدرب الرياضة في بحثه الحثيث عن أبطال عالم، متى يجد الشاعر سليمان جوادي، أو بالأحرى متى يجد الشعراء العرب المناضلين مثله الصياغة المثلى في تشكيل جبهة تعيد إلى الشعر العربي تأثيره وقوة جذبه وفاعلية حضوره؟
ما المقصود ببيت الشعر وقد كان يُقرض في جميع بيوت الجزيرة العربية، هل تقلّصت مساحة الشعر العربي وذاب جسده إلى درجة صرنا نبحث عن قميص على مقاسه، خشية أن يُقدّ من دبر ثم يصير عرضة للضحك أمام الرواية التي تتمتع بثقة نفسها عربيا وعالميا؟
هل نحن كتُاب تحت وطأة احتلال حتى نبحث عن ملجأ للشعر العربي، أم هل نحن أدباء مهجر حتى نفكر في لمِّ شتات الشعراء في جمعية أو رابطة، من الذي يترصد الشعر حتى ندخل في مأزق التنظيمية وشعبية مفهوم التكتل وكأنه سياسة، ثم نكبله بألقاب إدارية من رئيس وعضو ومنخرط ومتعاطف، هل وراء الشعر العربي هدف سياسي غير الانتهاء بقصيد أو بمنظومة شعرية تبهر العالم كما بهرت في الجاهلية الفرص والروم، أليست هذه التنظيمية الإدارية هي التي خربت جوف الشعر من الداخل واهترى بسببها جسده من الخارج؟
أليس الشعر العربي كفيل بأن يتحول عفويا إلى بلدوزر ليزيل من حوله تلك الجدران اليابسة، ويفتح أمامه الفضاء الذي ما برح يمرح فيه ويمطط عليه أطرافه، ويتنفس الصعداء في رحابه، فلا يجد الشاعر الذي ولدته الحياة بابا يطرقه، وقد يُفتح له وقد لا يُفتح كما هو حاصل اليوم.
أتذكر جيّدا العزلة التي وقعت فيها مرتين حين اُقترحت عضوا تنظيميا في الملتقى الأدبي الفني لدار الثقافة بولاية الجلفة، حيث شاء القدر لأعرف حقيقة مرة، بعدها صرت مشاغبا من وجهة نظر الطرفين، الطرف الذي ينظم صفوفه على أنه إسلامي، والطرف الذي ينظم صفوفه هو الآخر على أنه تحرّري، وكانوا ذلك الوقت يتعاركون على طبعات الملتقى أيهما يحظى بإدارة التنظيم ليقصي الآخر، مشكلتي أن لدي إستراتيجية لا يفهمها إلّا الله والوطن والشعر، فعملت عضوا مع الطرف الأول فرأيتهم يتجنبون دعوة شخصيات أدبية مهمة، ولمّا سألت عن سبب ذلك قيل لأنهم يتعاطون الخمر، فضحكت وعقّبت على أشرسهم: على رأيك لو يعود أبو نواس إلى الحياة مرة أخرى فلن تقوم بدعوته على أساس أنه شاعر الخمرة، ولن تدعو أيضا نزار قبّاني على أساس أنه شاعر المرأة.
وفي المرة الثانية عملت عضوا ضمن فريق المتحرّرين، فوجدتهم كذلك الحال يقصون شعراء إسلاميين، فعقبت على أكثرهم تحرّرا: على رأيك لو يعود حسّان بن ثابت فلن تقوم بدعوته على أساس أنه شاعر الرسول ﷺ، وكذلك تفعلها مع الخنساء وكعب بن زهير؟ على نسق هذا النضال انتخبني أدباء ولاية الجلفة رئيس فرع اتحاد الكتاب، لكن الذي اعترض طريقي وامتنع عن تنصيبي هو رئيس اتحاد الكتاب المدعو شقرة، وأشهد أن وراء هذه الغوغائية هم الشعراء، أمّا أدباء السرد فقد كانت لهم شؤون أخرى، وكان يطغى على المناسبات الثقافية تواجد الشعر على حساب الرواية والقصة، وكانوا الأكثر ضجة وتدخلا في الفعل الثقافي، بل الأكثر احتجاجات وتحريرا للبيانات وتشكيل التكتلات ومهاجمة الوزارات المتعاقبة، والأكثر صراعا مع الإدارات مقارنة بأدباء السرد، ولا يزالون يفعلون ذلك رغم أن الشعر لا يزداد إلّا اختفاء عن ذهنية المتلقي تخيلا وتناولا.
أخبرنا تاريخ الأدب العربي بأن للقبيلة شيخا يُستشار في شؤون كثيرة من الحياة، لكن لم يخبرنا بأن للشعر العربي حاكم أو شيخ، وله شرطة تطوف من حين إلى آخر سوق عكاظ أو يثرب، لتبث في أمر شاعر عابر يخبر الناس بما عجل بقصيدة شعرية، غزلا كانت أو رثاء أو هجاء أو مدحا، أو إثارة شأن ما من شؤون قبيلته أو قبيلة أخرى مجاورة.
أعيدوا للشعر أجنحته ودعوه يطير، فما فقّس من بيضه فرّخ وانتشر، وما مرج منه تعفن وأندثر، فكّوا عنه قيد الحزبية والصفة الدينية، حرروه من الطمع التجاري، وامسحوا على رأسه ليعود أليفا كما كان، دعوه فإنه مأمور ليسكن روح من يشاء ويبرح روح من يشاء، ولاطفوا الشعراء الصغار وافرحوا بما كتبوا، فمن سيصير شاعرا بعدكم إن لم تفعلوا ذلك، والأكيد لن تكون منظومة الشعر الجاهلي أكثر وعيا منكم، وأكثر بذخا احتفالا بكل شاعر جديد يطفح على جزيرة العرب، اسألوا الرعاة إن كنتم لا تعلمون، فهم أفقه بحضارة الشعر العربي تأثيرا وفاعلية في حياة الإنسان العميقة العربي وغير العربي.